من مظاهر الأزمة المعرفية عند المثقفين الحداثيين

 

الحمد لله

رأيت مقالا لأحدهم يترحم فيه على الفيزيائي الملحد، فبدأت القراءة ولي أمل في أن أجد دليلا شرعيا، أو برهانا عقليا، أو حجة علمية، مهما يكن نوعها، لعلي أستفيد علما جديدا، أو أصحح قناعة كان عندي فيها شيء من الخلل.

فما وجدت للأسف غير شتم الفقهاء، وسب الفقه "التقليدي"، واجترار الكلام السوقي المستهلك الذي نسمعه من جهلة العوام (من قبيل: كيف تكفرون الكفار وتستعملون منتجاتهم التقنية؟!) ..

والحق أن هذا يدل على حجم الأزمة المعرفية التي يعاني منها المثقفون المتصدرون للكتابة والنشر والظهور الإعلامي عندنا!

وأنا هنا أكرر ما قلته من قبل مرارا:

تنتقد الفقه التقليدي؟

لا بأس ..

أعطني فقها بديلا متكامل الأركان!

تنتقد فقهاء الظلام؟

لا بأس ..

أخبرني عن صفات فقهاء الأنوار ..

ترى خطأ الفقه التقليدي حين يحصر الجنة في قوم مخصوصين، لهم صفات مخصوصة؟

لا بأس ..

أخبرني عن صفات استحقاق الجنة في فقهك العصري.

ثم أرجوك ..

لا تذكر نتيجة قبل مقدماتها، ولا حكما قبل دليله، وإلا فما الفرق بينك وبين الممسوسين والمبرسمين، الذين يتحدثون بما يعن لهم، دون أن يجدوا حاجة للاستدلال المحكم؟!

أما الفقهاء التقليديون فقد بنوا صرحا شامخا، به عرفت - أنت وغيرك - ما تعرفه من الدين.

فابن لنا صرحا مثله، نتفيأ ظلاله ..

بل نكتفي منك بكوخ صغير، نعرف من خلاله أصولك وقواعد منهجك المعرفي، إن كان لديك شيء من ذلك كله!

تعبنا والله من الدعاوى التي لا طائل وراءها ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين