من فرائد الإمام الشافعي رحمه الله تعالى

بقلم : د. أحمد الفاضل
   عندما أنظر في كتب الشافعي، تستوقفني أمور:
 _اللغة العالية التي تميز بها ، فالناظر في كتبه يستفيد لغة و أدباً وعلماً و فقهاً...
 _العقل المبدع الذي أوتيه الشافعي...
 _الأدلة والحجج التي يستدل بها على المسألة التي يناقشها...
    لذلك أدعو عاشقي اللغة و الأدب أن يضموا إلى كتب الأدب التي ينظرون فيها كتب الفقه و الأصول للشافعي، فهي معين عذب،لكنهم عنه غافلون...
 و إني لأعجب كيف تعلّقنا بكتب الفقهاء المتأخرين و أهملنا كتب الأئمة العظام التي تعلم الفقه و الأدب واللغة و العقل...وهذا يقال في كل المذاهب الفقهية الأخرى...فتراهم عاكفين على قراءة كتب المتأخرين وربما لم ينظر أحدهم في كتاب لإمام متقدم عمره كله...بل ربما لا يعرف هذه الكتب أصلاً...!!
 و هذا الجفاء لكتب الأئمة المتقدمين،لا يخص كتب الفقه و الأصول، بل يشمل كتب العلم كلها إلا قليلاً...
   و لست أدري السر في هذا التشبث بكتب عصر الانحطاط و التجافي عن تلكم الكتب النفسية الرائعة...!!!
   و أعتقد أن الشيخ محمد عبده رحمه الله تعالى كان مصيباً عندما دعا الأزهر إلى إعادة النظر في مقرراته لتنهل من موارد المتقدمين حتى لا يكون انقطاع و ثغرة بين هذا الماضي التليد و الحاضر الطريف...فأقرأ كتاب(دلائل الإعجاز) للإمام الجرجاني وغيره من الكتب الجليلة...واتهم من وراء ذلك اتهامات كثير منها إلى المين أقرب...
   ولعلي أسهبت في هذه المسألة و أبعدت النجعة عن الغرض من هذه الخاطرة و هو فرائد الإمام الشافعي...و لعل أسلوب الجاحظ رحمه الله تعالى في الإطناب و الولوج في قضايا لأدنى مناسبة قد أصابني...!!
   لذلك أرجع لفرائد الشافعي...
   يقول: إن للعقل حداً ينتهي إليه،كما أن للبصر حداً ينتهي إليه...ولا ريب أن قوله هذا في منتهى الدقة،فأنى للعقل أن يصل إلى حقائق غيبية دون اهتداء بضياء الوحي..؟! العقل يشبه العين السليمة منفذ المبصرات، لكنها لا ترى شيئاً إلا بالنور المكافئ...و النور المكافئ للعقل إنما هو الوحي الرباني.
 وقال أيضاً: ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمداً عليه الصلاة و السلام!!
   فقال عمرو بن سواد: أعطى عيسى إحياء الموتى!!
   فقال الشافعي: أعطى محمداً حنين الجذع الذي يقف عليه يخطب...فهذا أكبر!!
   ومعنى كلام الشافعي: أن إيجاد الإدراك في الجمادات أبلغ من إعادة الحياة إلى من مات؛كما هو الحال بالنظر إلى البعث والخلق!!
   وقال الإمام أبو حاتم بن حبان البستي ت 354ه: للشافعي ثلاث كلمات ما تكلم بها أحد في الإسلام قبله ولا تفوّه بها أحد بعده:
 _إذا صح الحديث فخذوا به و دعوا قولي.
 _ما ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ!!
 _وددت أن الناس لو تعلموا هذه الكتب و لم ينسبوها إليّ!!
   وقال لابنه عثمان: يا بني لو علمت أن الماء البارد يثلم من مروءتي شيئاً ما شربته إلا حاراً!!!
   وقد نقش على خاتمه( الله ثقة محمد بن إدريس).
   و قالوا في جوده: كان أسخى الناس على الدرهم و الدينار و الطعام... و قد قال أفلست في عمري ثلاث إفلاسات، فكنت أبيع قليلي و كثيري حتى حلي ابنتي و زوجتي و لم أرهن قط...!!
   وله رحمه الله تعالى فريدة يغبط عليها و هي صلاته على النبي صلى الله عليه و سلم التي جمّل بها مقدمة كتابه(الرسالة)حيث قال:...و صل عليه..(كلما ذكره الذاكرون و غفل عن ذكره الغافلون) فهذه الجملة من فرائده...
 ومن ظرفه و حسن أدبه: أن الربيع بن سليمان دخل عليه و هو مريض فقال له: قوّى الله ضعفك!
 فقال له الشافعي: لو قوّى ضعفي قتلني. قل: قوّى الله قوتك و ضعّف ضعفك...!!
   و من دعائه لميت: اللهم بغناك عنه و فقره إليك اغفر له.
 رحم الله تعالى هذا الإمام الجليل و أنزل على قبره الزكي فيض الرحمات و البركات...

            من فرائد الإمام الشافعي رحمه الله تعالى
   عندما أنظر في كتب الشافعي،تستوقفني أمور:
 _اللغة العالية التي تميز بها ،فالناظر في كتبه يستفيد لغة و أدباً وعلماً و فقهاً...
 _العقل المبدع الذي أوتيه الشافعي...
 _الأدلة والحجج التي يستدل بها على المسألة التي يناقشها...
    لذلك أدعو عاشقي اللغة و الأدب أن يضموا إلى كتب الأدب التي ينظرون فيها كتب الفقه و الأصول للشافعي،فهي معين عذب،لكنهم عنه غافلون...
 و إني لأعجب كيف تعلّقنا بكتب الفقهاء المتأخرين و أهملنا كتب الأئمة العظام التي تعلم الفقه و الأدب واللغة و العقل...وهذا يقال في كل المذاهب الفقهية الأخرى...فتراهم عاكفين على قراءة كتب المتأخرين وربما لم ينظر أحدهم في كتاب لإمام متقدم عمره كله...بل ربما لا يعرف هذه الكتب أصلاً...!!
 و هذا الجفاء لكتب الأئمة المتقدمين،لا يخص كتب الفقه و الأصول، بل يشمل كتب العلم كلها إلا قليلاً...
   و لست أدري السر في هذا التشبث بكتب عصر الانحطاط و التجافي عن تلكم الكتب النفسية الرائعة...!!!
   و أعتقد أن الشيخ محمد عبده رحمه الله تعالى كان مصيباً عندما دعا الأزهر إلى إعادة النظر في مقراراته لتنهل من موارد المتقدمين حتى لا يكون انقطاع و ثغرة بين هذا الماضي التليد و الحاضر الطريف...فأقرأ كتاب(دلائل الإعجاز) للإمام الجرجاني وغيره من الكتب الجليلة...واتهم من وراء ذلك اتهامات كثير منها إلى المين أقرب...
   ولعلي أسهبت في هذه المسألة و أبعدت النجعة عن الغرض من هذه الخاطرة و هو فرائد الإمام الشافعي...و لعل أسلوب الجاحظ رحمه الله تعالى في الإطناب و الولوج في قضايا لأدنى مناسبة قد أصابني...!!
   لذلك أرجع لفرائد الشافعي...
   يقول: إن للعقل حداً ينتهي إليه،كما أن للبصر حداً ينتهي إليه...ولا ريب أن قوله هذا في منتهى الدقة،فأنى للعقل أن يصل إلى حقائق غيبية دون اهتداء بضياء الوحي..؟! العقل يشبه العين السليمة منفذ المبصرات،لكنها لا ترى شيئاً إلا بالنور المكافئ...و النور المكافئ للعقل إنما هو الوحي الرباني.
 وقال أيضاً: ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمداً عليه الصلاة و السلام!!
   فقال عمرو بن سواد: أعطى عيسى إحياء الموتى!!
   فقال الشافعي: أعطى محمداً حنين الجذع الذي يقف عليه يخطب...فهذا أكبر!!
   ومعنى كلام الشافعي: أن إيجاد الإدراك في الجمادات أبلغ من إعادة الحياة إلى من مات؛كما هو الحال بالنظر إلى البعث والخلق!!
   وقال الإمام أبو حاتم بن حبان البستي ت 354ه: للشافعي ثلاث كلمات ما تكلم بها أحد في الإسلام قبله ولا تفوّه بها أحد بعده:
 _إذاصح الحديث فخذوا به و دعوا قولي.
 _ما ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ!!
 _وددت أن الناس لو تعلموا هذه الكتب و لم ينسبوها إليّ!!
   وقال لابنه عثمان: يا بني لو علمت أن الماء البارد يثلم من مروءتي شيئاً ما شربته إلا حاراً!!!
   وقد نقش على خاتمه( الله ثقة محمد بن إدريس).
   و قالوا في جوده: كان أسخى الناس على الدرهم و الدينار و الطعام... و قد قال أفلست في عمري ثلاث إفلاسات،فكنت أبيع قليلي و كثيري حتى حلي ابنتي و زوجتي و لم أرهن قط...!!
   وله رحمه الله تعالى فريدة يغبط عليها و هي صلاته على النبي صلى الله عليه و سلم التي جمّل بها مقدمة كتابه(الرسالة)حيث قال:...و صل عليه..(كلما ذكره الذاكرون و غفل عن ذكره الغافلون) فهذه الجملة من فرائده...
 ومن ظرفه و حسن أدبه: أن الربيع بن سليمان دخل عليه و هو مريض فقال له: قوّى الله ضعفك!
 فقال له الشافعي: لو قوّى ضعفي قتلني. قل: قوّى الله قوتك و ضعّف ضعفك...!!
   و من دعائه لميت: اللهم بغناك عنه و فقره إليك اغفر له.
 رحم الله تعالى هذا الإمام الجليل و أنزل على قبره الزكي فيض الرحمات و البركات...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين