من غرر الحكم (5)

 

 

♦ الرافعي: "إنما النَّكبةُ مَذْهبٌ من مذاهبِ القَدَرِ في التَّعليم، وقد يكون ابتداءُ المصيبةِ في رجلٍ هو ابتداءَ الحكمةِ فيه لنفسه أو لغيره، وما من حزينٍ إلا وهو يشعر في بعضِ ساعات حُزْنه أنه قد غُيِّبَتْ فيه أسرارٌ لم تكن فيه، وهذا من إبانةِ الحقيقة عن نَفْسِها وموضِعِها كما لَأْلَأَ في سيفٍ بَريقُهُ."[1].

 

♦ مَنْ ذاقَ طعْمَ المعرفة وجد طَعْمَ المحبَّة[2].

 

♦ الجاحظ: "اعلمْ أنّك متى تفرَّدتَ بعلمكِ استرسَلْتَ إليه. ومتى ائتَمنتَ على نفسكِ نَوَاجِمَ خَوَاطرك، فقد أمكنت العدوَّ من رِبْقة عُنُقِكَ. وبنيةُ الطَّبائعِ وتركيبُ النُّفوسِ والذي جرت عليه العادةُ، إهمالُ النفس في الخَلا، واعتقالها في المَلا"[3].

 

♦ وهب: "العِلْم كالغَيْثِ ينزل من السَّماءِ حُلْواً صَافياً فتَشْرَبُه الأشجارُ بعروقِها فَتُحَوِّلُه على قَدْرِ طُعُومِها فيَزْدَادُ المُرُّ مَرارةً والحُلْوُ حَلاوةً؛ فكذلك العِلْم تَحْفَظُه الرِّجَالُ فَتُحَوِّلُه على قَدْرِ هِمَمِها وأَهْوائِها فيزيدُ المُتَكبِّرُ كِبْراً والمتواضِعُ تَوَاضُعَاً.[4]".

 

♦ يحيى بن خالد لأولاده: "انظروا في سائر العلوم، فإنَّ مَنْ جهِلَ الشيء عاداه، وأكره أن تكونوا أعداءً لشيء من العلوم.[5]".

 

♦ أنْ تكونَ ذَنَبَاً في الحقِّ خيرٌ من أنْ تكونَ رَأْسَاً في الباطل.

 

♦ إنَّ الحقَّ لا يُعْرَفُ بالرجال، اعْرِفِ الحقَّ تعرفْ أهلَهُ[6].

 

♦ مَنْ عُرِفَ بالحِكْمَةِ لاحَظَتْهُ العُيونُ بالهَيْبَةِ.

 

♦ الحِلْمُ مَطيَّةٌ وَطيئةٌ تُبَلِّغُ رَاكبَها قَاصيةَ المَجْدِ، وتُمَلِّكُه نَاصيةَ الحَمْدِ[7].

 

♦ مَرارة الدُّنيا حَلاوةُ الآخرة، وحلاوةُ الدُّنيا مَرارةُ الآخرة.

 

♦ ذِكرُ الله أعذَبُ ما طُرِح إلى الأفواه، يا سَعادةَ مَن شُغِفَ به لسانُه، واشتفَّتْه شفتاه.

 

♦ إنَّ البَلاءَ كلَّ البلاءِ أن يكونَ الرَّأي لمن يملِكُه دون مَنْ يُبْصِرُه[8].

 

♦ بإجالة الفِكْرِ يُستَدرُّ الرَّأيُ المُصيبُ.

 

♦ رأيُ الشيخِ خيرٌ من مَشْهَدِ الغُلام. المراد: أن خبرةَ وتجربة الكبير في السنِّ مقدَّمةٌ على رؤية الشاب.

 

♦ على العاقلِ أن يَجْبُنَ عن المُضِيِّ على الرَّأي الذي لا يجدُ عليه مُوافِقاً وإنْ ظنَّ أنَّهُ على اليقينِ[9].

 

♦ ليكنْ أصدقاؤك كثيراً، وصاحبُ سرِّك واحداً من ألف.

 

♦ إذا قصَّرَتْ يدُك بالمكافآت، فأطِلْ لِسِانَك بالشُّكْرِ.

 

♦ ابن عطاء الله السكندري: "إذا علمتَ أن الشيطان لا يَغْفُل عنك فلا تغفلْ أنتَ عمَّنْ نَاصِيتُك بيده."[10].

 

♦ صحبةُ الأخيارِ تورث الخيرَ، وصحبةُ الأشرارِ تورث الشرَّ، كالريح إذا مرَّتْ على النَّتْنِ حملتْ نتناً، وإذا مرَّتْ على الطِّيْبِ حملت طِيباً[11].

 

♦ مَنْ عُدِمَ فَضيلةَ الصِّدْقِ في مَنْطِقِهِ فقدْ فُجِعَ بأكْرَمِ أخْلاقِه[12].

 

♦ إذا أملقْتَ فتاجرِ اللهَ بالصَّدقة.

 

♦ رُبَّ صدقةٍ من بين فَكَّيْكَ خيرٌ من صدقةٍ من بطنِ كَفَّيْكَ.

 

♦ ربّما كان السكوتُ جَواباً.

 

♦ الصَّمت حكمةٌ وقليلٌ فاعِلُه.

 

♦ عجباً لمَنْ عُومِلَ فَأُنْصِفَ كيف يَظْلِمُ، وأَعْجَبُ مِنْهُ مَنْ عُومِلَ فَظُلِمَ إذا عَامَل كيف يَظْلِمُ![13].

 

♦ مالُ الظُّلْمِ قليلُ المعونةِ والمَغوثة، قبيحُ الذِّكرِ والأُحْدُوثة[14].

 

♦ عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "العِلْم أكثرُ مِنْ أن يُؤتى على آخره، فَخُذوا من كلِّ شيءٍ أحْسَنَه."[15].

 

♦ الشَّعْبِيُّ: "العِلْم ثَلَاثَةُ أَشْبَارٍ فَمَنْ نَالَ مِنْهُ شِبْرًا شَمَخَ بِأَنْفِهِ وَظَنَّ أَنَّهُ نَالَهُ. وَمَنْ نَالَ الشِّبْرَ الثَّانِيَ صَغَرَتْ إلَيْهِ نَفْسُهُ وَعَلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَنَلْهُ، وَأَمَّا الشِّبْرُ الثَّالِثُ فَهَيْهَاتَ لَا يَنَالُهُ أَحَدٌ أَبَدًا. "[16].

 

♦ ابن الصلاح: "ليس كلُّ خلافٍ يُسْتَرْوَحُ إليه، ويُعْتمَد عليه، ومَنْ تتبَّع ما اختلفَ فيه العِلْماء، وأخذ بالمُرَخَّص مِنْ أقاويلهم، تزنْدقَ أو كاد."

 

♦ أوثقْ غضبَكَ بسلسلة الحِلْمِ فإنه كلبٌ إنْ أُفلِتَ أَتْلفَ[17].

 

♦ سهل بن هارون: "النَّاس مُوَكّلُون بتعظيم الغريب، واستِطراف البعيد، وليس لهم في الموجود الرَّاهنِ، وفيما تحتَ قُدرتهم مِن الرَّأي والهوى، مِثْلُ الذي لهم في الغريب القليل، وفي النادرِ الشاذِّ، وكلِّ ما كان في مِلْك غيرهم، وعلى ذلك زَهِدَ الجِيرانُ في عالمِهِم، والأصحابُ في الفائدة من صاحبِهم. وعلى هذا السّبيلِ يستَطْرفون القادمَ عليهم، ويرحَلُون إلى النَّازح عنهم، ويتركون مَن هو أعمُّ نفعاً وأكثرُ في وجوه العِلْم تَصَرُّفاً، وأخفُّ مَؤُونةً وأكثرُ فائدة.[18]".

 

♦ الحسن البصري: "إنَّ الله لا يُطالِبُ خَلْقَهُ بما قَضَى عليهم وقَدَّره، ولكنَّه يُطالبهم مِنْ حيث نَهَى وأَمَرَ، فطالِبْ نَفْسَكَ من حيث يُطالِبُكَ ربُّكَ تَنْجُ."[19].

 

♦ عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه: "إنَّ القلوبَ تمَلُّ كما تمل الأبدانُ، فابتغوا لها طَرائفَ الحكمةِ.".

 

♦ الشَّوْقُ إلى الله ولقائِه نَسيمٌ يهُبُّ على القلب يروِّحُ عنه وَهَجَ الدُّنيا[20].

 

♦ لا تطلبوا الحوائجَ مِنْ كذوبٍ، فإنه يقرِّبها وإنْ كانت بعيدةً، ويبعّدها وإنْ كانت قريبةً.

 

♦ لا تأمننَّ مَنْ كذَب لك أن يكذب عليك، ولا مَنْ اغتابَ عندك أن يغتابَك عند غيرك[21].

 

[1] وحي القلم 2/ 106.

[2] جاء في "صيد الخاطر" لابن الجوزي: "إنَّ الرضى من جملة ثمراتِ المعرفة، فإذا عرفته [أي: الله] رضيتَ بقضائه، وقد يجري في ضمن القضاء مراراتٌ يجد بعض طعمها الراضي. أما العارف فتقلُّ عنده المراراتُ لقوة حلاوة المعرفة. فإذا ترقى بالمعرفة إلى المحبة، صارت مرارةُ الأقدار حلاوةً." ص 95.

[3] رسائل الجاحظ (رسالة الوكلاء) 4/ 97.

[4] إحياء علوم الدين 11/26.

[5] المصون في الأدب، ص 113.

[6] البيان والتبيين 3/ 211.

[7] نهاية الأرب 6/ 50.

[8] البيان والتبيين 1/ 253.

[9] الأدب الصغير، ص 22-23.

[10] الحكم العطائية ، ص 156.

[11] الصداقة والصديق، ص 54.

[12] البصائر والذخائر1/ 94.

[13] البصائر والذخائر3/ 35.

[14] كتاب المبهج، ص 39.

[15] الإعجاز والإيجاز، ص 44.

[16] أدب الدنيا والدين، ص 84.

[17] الفوائد، ص 66.

[18] البيان والتبيين 1/90.

[19] البصائر والذخائر1/ 208.

[20] الفوائد، ص 129.

[21] الإعجاز والإيجاز، ص 56.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين