من صور التدين المغلوط

حفلت حياتنا بكثير من صور التدين المغلوط، وذلك لأننا نريد التدين كما نريد لا كما أراد الله تعالى، وقد حذر الله تعالى في كتابه من هذه الصورة أيما تحذير، فقال: (أفرايت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون).

وقد اختلف كبار أهل العلم في القنوت ومتى يكون، ولكنهم اتفقوا على أن القنوت في الصلوات في النوازل سنة مستحبة، فما بالنا نحن نسير عكس تيار العلماء

1- حصلت فينا جائحة كرونا- أليست هذه من النوازل؟- فتركنا القنوت في الصلوات.

2- دواهٍ كثيرة دهت المسلمين في أكثر من مكان سواء في فلسطين أم العراق أم اليمن أم الصين أم الهند أم ميانمار أم أم، وتركنا إخواننا تعصف بهم العواصف- أليست هذه من النوازل؟- ومع ذلك تركنا القنوت في الصلوات.

3- أصابت كثيرا من بلدان المسلمين أوضاعا اقتصادية خلخلت بنيانهم الاجتماعي-أليست هذه من النوازل؟- ومع ذلك تركنا القنوت في الصلوات.

4- ابتلي المسلمون في كثير من بلدانهم بمسؤولين لا يحفلون بالدين ولا بالقيم فصب الله عليهم ما هو مشاهد وأصبحت أوضاعهم وأمست في غاية السوء-أليست هذه من النوازل؟- ومع ذلك تركنا القنوت في الصلوات.

القنوت في الصلوات والجأر إلى الله بالدعاء، يجعل هموم المسلم حاضرة بين عينيه فهو يلتجئ إلى الله تعالى يدعوه، فتبقى صلته بالله قائمة لا سيما إذا تشارك المسلمون في هذا الهمّ اليومي، فإنه مع كثرة توارده على الخواطر يدفع المسلمين للتفكير الجاد والعمل على إصلاح أحوالهم، وأحسن مكان لإحياء هذه السنن التفاعلية بين المسلمين هو المساجد في صلوات الجماعة، وهذا من أوجب الواجبات اليوم على الذين يقومون على المساجد أن يتحفزوا لإحياء مثل هذه السنن الجامعة.

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين