مختارات من تفسير (من روائع البيان في سور القرآن) (الحلقة 225)

﴿وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثۡبِيتٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ كَمَثَلِ جَنَّةِۢ بِرَبۡوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٞ فَ‍َٔاتَتۡ أُكُلَهَا ضِعۡفَيۡنِ فَإِن لَّمۡ يُصِبۡهَا وَابِلٞ فَطَلّٞۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ٢٦٥ [البقرة: 265]

السؤال الأول:

ما معنى الطَّلِّ في الآية ؟

الجواب:

 الطَّلُّ هو الندى، والوابل : المطر الشديد ، والرذاذ أقوى من الطل .

السؤال الثاني:

ما الفرق بين (خبير) و(بصير) في فاصلة الآيتين البقرة 265 ﴿ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ٢٦٥ [البقرة:265] والنساء 94 ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا٩٤ [النساء:94]؟

الجواب:

البصير: من البصر، والبصرُ: يأتي بمعنيين في اللغة، إمّا البصر وهو الحاسة الباصرة التي ينظر بها، وإمّا (البصيرة) من الإبصار في القلب.

إذن كلمة (بصير) فيها أمران: بصير ضد الأعمى ﴿ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ [الرعد:16] من ناحية الرؤية، وبصير لمن كان قلبه بصيراً (ذا معرفة).

والنظر هو طلب الاستدلال والهدى وطلب ظهور الشيء، والنظر يشاهد بالعين فيفرق بين نظر الغضبان ونظر الراضي، فصح بهذا أنّ النظر تقليب لعينٍ حيال مكان المرئي طلباً لرؤيته .

ولمّا كان الله يرى الأشياء من حيث لا يطلب رؤيتها صح أنه لا يوصف بالنظر، وأما الرؤية فهي إدراك المرئي .

والعين آلة البصر وهي الحدقة ، والبصر اسم للرؤية.

الخبير هو العليم ببواطن الأمور، فربنا عندما يقول: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِۦ لَخَبِيرُۢ بَصِيرٞ٣١ [فاطر:31] يعني: محيط ببواطن الأمور وظواهرها، أي: خبير ببواطن الأمور وبصير بظواهرها .

3 ـ هذه الآية تبين مثل المُخلص في صدقته .

4 ـ في الآية شبّه إنفاق الأموال الخالص من الرياء في سبيل الله وابتغاء مرضاته بالبستان الوريف فوق ربوة عالية يكفيها القليل من المطر لتربو وتخصب وتزدهر . والله أعلم .

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين