﴿سَلۡ بَنِيٓ إِسرَٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَينَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۢ بَيِّنَةٖۗ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعدِ مَا جَآءَتهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ
شَدِيدُ ٱلعِقَابِ﴾ [البقرة: 211]
السؤال الأول:
ما الفرق بين فعل الأمر: اسأل وسل؟
الجواب:
سل: إذا بدأنا بالفعل مباشرة فالعرب تخفف وتحذف كما في هذه
الآية211 من سورة البقرة . وإذا تقدمها أي شيء يؤتى بالهمزة، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَينَا مُوسَىٰ تِسعَ ءَايَٰتِۢ بَيِّنَٰتٖۖ فَسَٔلۡ بَنِيٓ إِسرَٰٓءِيلَ﴾
[الإسراء:101] .
وهذه قاعدة عند أكثرية العرب أنه إذا سبقها شيء يبدأ بالهمزة (
اسأل ) وإذا بدأنا بها يحذفها؛ أي يبقى ( سل ) .
السؤال الثاني:
ما الفرق بين النعمة والنعيم ؟
الجواب:
النعمة في القرآن هي لنعم الدنيا وتستعمل مفرداً وجمعاً، كما
في الآيات: [البقرة 211 آل عمران 103ـ ابراهيم 6].
وأما النعيم فخاص بنعيم الآخرة، وقد وردت كلمة (النعيم) 16 مرة
في القرآن .
السؤال الثالث:
قوله تعالى في آية البقرة: ﴿فَإِنَّ
ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلعِقَابِ﴾ [البقرة:211] بينما أكدها بـ (اللام) في آية
الرعد6 بقوله: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلعِقَابِ﴾
[الرعد:6] فما سبب تخفيف أو زيادة التوكيد ؟
الجواب:
أولاً ـ القاعدة اللغويـــة:
يستعمل القرآن الكريم
تخفيف التوكيد أو زيادته حسب مقتضى الحال فيقول: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلعِقَابِ﴾ [المائدة:2] مع التخفيف ، ويقول : ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلعِقَابِ﴾ [الرعد: ٦] مع
زيادة التوكيد بزيادة اللام .
ثانياً ـ البيـــان:
قال في آيات البقرة (211) والمائدة (2) والأنفال (13): ﴿إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلعِقَابِ﴾ [المائدة:2]
مؤكداً بإنّ وحدها، بينما قال في سورة الرعد (6): ﴿وَإِنَّ
رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلعِقَابِ﴾ فأكد بإنّ واللام؛ وذلك أنه:
في سورة الرعد ورد قبل الآية 6 من ذكر العقوبات، وهو قوله
تعالى: ﴿وَقَدۡ خَلَتۡ مِن قَبلِهِمُ ٱلمَثُلَٰتُۗ﴾ وذكر من عقوبات الكافرين في الآية 5 ﴿وَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلأَغلَٰلُ فِيٓ أَعنَاقِهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [الرعد:
5] فاقتضى ذلك زيادة توكيدها .
وليس السياقُ كذلك في الآيات الأخرى ولا شيء فيه، فلمّا كان
السياقُ في الرعد سياقَ العقوبات اقتضى زيادة توكيدها.
والله أعلم .
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول