من روائع البيان في سور القرآن (170)

مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (الحلقة 170)

مثنى محمد هبيان

 

﴿وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلأَرضِ لِيُفسِدَ فِيهَا وَيُهلِكَ ٱلحَرثَ وَٱلنَّسلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلفَسَادَ﴾ [البقرة: 205]

 

السؤال الأول:

لفظة (الحرث) من كلمات منظومة (الحديقة) في القرآن. فما كلمات تلك المنظومة؟

الجواب:

هذه هي كلمات منظومة (الحديقة) في القرآن، علما بأنه لم ترد كلمتا (بستان) و(حقل) في القرآن، لكنهما وردتا في الحديث.

1- الحديقة:

هي قطعة أرض مدورة فيها ماء وأشجار، وسُميت بهذا تشبيهاً بحدقة العين وفي حصول الماء فيها.

﴿فَأَنبَتنَا بِهِۦ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهجَةٖ﴾ [النمل:60].

﴿حَدَآئِقَ وَأَعنَٰبا﴾ [النبأ:32].

﴿وَحَدَآئِقَ غُلبا﴾ [عبس:30].

2- البستان:

 إذا اتسعت الحديقة وأصبحت مستطيلة أو مربعة واسعة الأطراف تُسمى بستاناً، وإذا أُطلقت كلمة البستان فهو بستان نخل فقط، وإلا يجب تحديده فيقال: بستان رمان، أو بستان تفاح.

3-الجنة:

إذا زادت كثافة الأشجار بحيث لا يُرى من دخلها تُسمى جنة، ومنها كلمة الجن؛ لأنهم لا يُرون.

﴿كَمَثَلِ جَنَّةِۢ بِرَبوَةٍ﴾ [البقرة:265].

﴿أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعنَابٖ تَجرِي مِن تَحتِهَا ٱلأَنهَٰرُ﴾ [البقرة:266].

﴿فَأَنشَأنَا لَكُم بِهِۦ جَنَّٰتٖ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعنَٰبٖ لَّكُمۡ فِيهَا فَوَٰكِهُ كَثِيرَةٞ﴾ [المؤمنون:19].

4- الحرث:

 هي الأرض الواسعة التي تُعد للبذر والزرع.

﴿وَيُهلِكَ ٱلحَرثَ وَٱلنَّسلَۚ﴾ [البقرة:205].

﴿كَمَثَلِ رِيحٖ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتۡ حَرثَ قَومٖ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَأَهلَكَتهُۚ﴾ [آل عمران:117].

﴿وَدَاوُۥدَ وَسُلَيمَٰنَ إِذۡ يَحكُمَانِ فِي ٱلحَرثِ﴾ [الأنبياء:78].

﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرثَ ٱلأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرثَ ٱلدُّنيَا نُؤتِهِۦ مِنهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾ [الشورى:20].

5- الحقل:

إذا اجتمع في الحرث بستان وزرع وحيوان صار حقلاً.

6- الروضة:

هي منطقة زراعية كثيرة المياه دائمة الخضرة؛ وسُميت بذلك لأنها تبهج النفس.

﴿فَهُمۡ فِي رَوضَةٖ يُحبَرُونَ﴾ [الروم:15].

﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِي رَوضَاتِ ٱلجَنَّاتِۖ﴾ [الشورى:22].

والله أعلم.

 

السؤال الثاني:

ما أهم دلالات الآية؟

الجواب:

1 ـ لا يعبث بالأمن أحدٌ عرف حق ربه، وحق مجتمعه، وحق نفسه، ولا يفعله إلا شخص لما تولى

﴿سَعَىٰ فِي ٱلأَرضِ لِيُفسِدَ فِيهَا وَيُهلِكَ ٱلحَرثَ وَٱلنَّسلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلفَسَادَ﴾.

2 ـ الفساد له مظاهر شتى، أولها: الخروج على سنن الله الكونية والاجتماعية ومعالجة الشؤون الخاصة والعامة بالهوس والقصور، وقد يبدأ ذلك بأمور تافهة، كترك صنبور الماء مفتوحًا دون سبب، أو مكسورًا دون إصلاح، أو ترك خلل طارئ؛ ليصبح عاهة مستديمة!

والله أعلم.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين