من روائع البيان في سور القرآن (169)

مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (الحلقة 169)

مثنى محمد هبيان

 

﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُۥ فِي ٱلحَيَوٰةِ ٱلدُّنيَا وَيُشهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلخِصَامِ﴾ [البقرة: 204]

 

السؤال الأول:

كيف أضيفت كلمة ﴿أَلَدُّ﴾ إلى كلمة بمعناها وهي ﴿ٱلخِصَامِ﴾؟

الجواب:

الألدّ: صفة مشبهة، والّلدد: شدة الجدال، وتركت فلاناً يتلدد أي يلتفت يميناً وشمالاً من حيرته، فهي كلمة متحركة. و(الخصام) مصدر خاصم.

وقوله تعالى: ﴿وَيُشهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلخِصَامِ﴾ إضافة كلمة ﴿أَلَدُّ﴾ إلى ﴿ٱلخِصَامِ﴾ مع أنّ معنى (ألدّ) هو شديد الخصومة، وهذا من باب مبالغة القرآن الكريم؛ ليصف لنا ربنا مدى الخصومة التي تسكن قلب المخاصِم، فهو ليس مخاصِماً وحسب ولكنه مخاصِم وخصامه غريب فظيع. ألا ترى كيف تقول لفلان وقد غضب: جُنّ فلان، ولكنه إذا كان كثير الغضب تقول: جُنّ جنونه، والمعنى في الآية: خصامه شديد الخِصام.

 

السؤال الثاني:

ما دلالة هذه الآية؟

الجواب:

1 ـ الآية دليل على أنّ الأقوال التي تصدر من شخص ليست دليلاً على صدق أو كذب الشخص حتى يوجد العمل المصدّق لها، ولذلك يجب عدم الاغترار بالمظاهر وتزكية النفوس، حتى يتم سبر أعمالهم.

2 ـ ﴿وَيُشهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلبِهِۦ﴾ هـذا لسان المنافق... أما عمله: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ﴾.

 والله أعلم

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين