من روائع البيان في سور القرآن (160)

مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (الحلقة 160)

مثنى محمد هبيان

 

﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَواْ فَلَا عُدوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [ البقرة:193 ]

السؤال الأول:

قال في آية البقرة 193: ﴿وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ﴾ [البقرة:193] وقال في الأنفال آية 39 ﴿وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِ﴾ [الأنفال:39] بزيادة ﴿كُلُّهُۥ﴾ فما السبب؟

الجواب:

آية البقرة نزلت في السنة الأولى للهجرة في سرية عبد الله بن جحش الحضرمي، وصناديد قريش لا يزالون أحياء ولم يكن للمسلمين رجاء في إسلامهم.

وأمّا آية الأنفال فنزلت بعد وقعة بدر وقتل صناديد قريش، فكان المسلمون بعد ذلك أرجى لإسلام أهل مكة عامة وغيرهم، فأكّد الله سبحانه رجاءهم بقوله: ﴿وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِ﴾ [الأنفال:39] أي: لا يعبد سواه.

السؤال الثاني:

ما معنى كلمة ﴿فِتنَةٞ﴾ في الآية؟ وهل هي بمعنى النزاع والخصومة؟

الجواب:

كلمة ﴿فِتنَةٞ﴾ في الآية بمعنى الكفر أو الشرك، وليس بمعنى النزاع والخصومة.

السؤال الثالث:

هل هناك من كلمات في القرآن الكريم قد يفهمها البعض حسب ثقافته ولغته الدارجة، بينما معناها يختلف عن ذلك تماماً؟

الجواب:

هناك كلمات في القرآن الكريم قد يفهمها البعض حسب ثقافته ولغته الدارجة، بينما معناها يختلف عن ذلك تماماً؛ لذلك يجب الانتباه والحذر والرجوع إلى المصادر الصحيحة في اللغة والتفاسير لمعرفة المعنى الصحيح، ومن ذلك:

1ـ قوله تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتنَةٞ﴾ [البقرة:193] الفتنة هي الكفر، وليس النزاع والخصومة.

2ـ قوله تعالى: ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ﴾ [البقرة:249] الظن هنا يعني اليقين، وليس الشك.

3ـ قوله تعالى: ﴿فَجَآءَهَا بَأسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ﴾ [الأعراف:4] من القيلولة وليس من القول.

4ـ قوله تعالى: ﴿وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ﴾ [الأعراف:21] من القسم بمعنى الحلف، وليس من القسمة.

5ـ قوله تعالى: ﴿كَأَن لَّمۡ يَغنَواْ فِيهَاۚ﴾ [الأعراف:92] أي لم يقيموا فيها، وليس من الغنى وكثرة المال.

6ـ قوله تعالى: ﴿وَيَستَحيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ﴾ [الأعراف:141] أي يتركوهن على قيد الحياة، وليس من الحياء.

7ـ قوله تعالى: ﴿كَمَثَلِ ٱلكَلبِ إِن تَحمِلۡ عَلَيهِ يَلهَثۡ﴾ [الأعراف:176] أي تطرده وتزجره، وليس من الحمل؛ لأنّ الكلاب لا يحمل عليها.

8ـ قوله تعالى: ﴿وَيَتلُوهُ شَاهِدٞ مِّنهُ﴾ [هود:17] أي يتبعه، وليس من التلاوة.

9ـ قوله تعالى: ﴿أَوِ ٱطرَحُوهُ أَرضا﴾ [يوسف:9] أي ألقوه في أرض بعيدة، وليس المعنى إيقاعه على الأرض.

10ـ قوله تعالى: ﴿أَيُمسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ﴾ [النحل:59] أي على هوان وذل، وليس على مهل.

11ـ قوله تعالى: ﴿فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا﴾ [الحج:36] المقصود الإبل؛ أي سقطت جنوبها بعد نحرها، والوجوب ليس بمعنى الإلزام.

12ـ قوله تعالى: ﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمۡ تَخلُدُونَ﴾ [الشعراء:129] المقصود هو القصور والحصون، وليس المصانع المعروفة الآن.

 13ـ قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَءَاهَا تَهتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ﴾ [القصص:31] (الجان) هو نوع من الحيات سريع الحركة، وليس الجن.

14ـ قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ وَصَّلنَا لَهُمُ ٱلقَولَ﴾ [القصص:51] أي بيّنا وفصّلنا لهم القرآن، وليس المراد إيصاله إليهم.

15ـ قوله تعالى: ﴿إِذَا قَومُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ﴾ [الزخرف:57] بكسر الصاد؛ أي يضحكون، وليس من الصدود.

16ـ قوله تعالى: ﴿أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكرَانا وَإِنَٰثاۖ﴾ [الشورى:50] أي نوعين: ذكوراً وإناثاً، وليس معناه (يُنكحهم).

17ـ قوله تعالى: ﴿وَلَهُ ٱلجَوَارِ ٱلمُنشَ‍َٔاتُ فِي ٱلبَحرِ كَٱلأَعَٰمِ﴾ [الرحمن:24] الأعلام هي الجبال، وليس الرايات.

18ـ قوله تعالى: ﴿وَسَبِّحهُ لَيلا طَوِيلًا﴾ [الانسان:26] المقصود الصلاة، وليس ذكر اللسان.

19ـ قوله تعالى: ﴿لَوَّاحَةٞ لِّلبَشَرِ﴾ [المدثر:29] أي نار جهنم محرقة للجلد، وليس (تلوح للناس).

20ـ قوله تعالى: ﴿وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ﴾ [الانشقاق:2] أي انقادت وخضعت، وليس معناها السماح.

21ـ قوله تعالى: ﴿وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخرَ بِٱلوَادِ﴾ [الفجر:9] بمعنى (قطعوه) وليس (أحضروه).

22ـ قوله تعالى: ﴿فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُۥ﴾ [الفجر: 16] أي ضيّق عليه، وليس من القدرة.

23ـ قوله تعالى: ﴿غَيرُ مَمنُونٖ﴾ [التين:6] أي غير مقطوع، وليس بغير منّة.

24ـ قوله تعالى: ﴿فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ﴾ [القارعة:9] أي رأسه هاوٍ في النار وليس المقصود أمه الحقيقية.

والله أعلم.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين