من روائع البيان في سور القرآن (157)

مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (157)

 

مثنى محمد هبيان

﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ١٨٩﴾ [البقرة: 189 ]

 

السؤال الأول:

قوله تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ [البقرة:189] البِرُّ مصدر، ومن اتقى: شخص، كيف البر هو الذي اتقى؟

الجواب:

البارّ هو الذي يتقي وليس البِرّ، والبارّ من اتقى وليس البر، البِرّ عمل وهو فعل الخير، ولو تحول البر إلى شخص لكان شخصاً متقياً.


السؤال الثاني:

قوله تعالى في آية البقرة 177: ﴿ لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ بالنصب، وقوله تعالى في آية البقرة 189 ﴿وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ [البقرة:189] بالرفع، فما دلالة الرفع ودلالة النصب؟ وما الفرق؟

الجواب:

انظر الجواب في آية البقرة رقم 177.


السؤال الثالث:

ما دلالة الآيات التي بدئت بقوله تعالى ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ؟

الجواب:

 أولاً ـ لم يكن عدد الأسئلة التي سألها الصحابة رضوان الله عليهم كبيراً، فعددها لم يتعد بضعة عشر سؤالاً، وبشكل أدق فقد كان عدد الأسئلة ستة عشر سؤالاً، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم نهاهم عن السؤال، فقال: «ذروني ما تركتكم، إنما أهلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه» رواه أبو هريرة.

 ثانياًـ حينما دخل المسلمون الدين الجديد - الإسلام - عشقوا معه التكليف والأحكام وأرادوا أنْ يبنوا حياتهم على هذا النظام الإسلامي الجديد الطاهر، حتى إن الشيء الذي لم يغيره الإسلام أرادوا أنْ يعرفوه ويطبقوه على أنه حكم الإسلام لا على حكم العادة، فعندما تقرأ ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ في القرآن فاعلم أنها من هذا النوع.

وفي القرآن الكريم يوجد (15) آية جاءت بصيغة سؤال وتبدأ بـ ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ بصيغة المضارع ومرة واحدة بصيغة الماضي، والآيات التي وردت بصيغة المضارع منها ثمانية أسئلة في سورة البقرة وحدها والباقي 8 أسئلة أخرى موزعة على باقي سور القرآن، حسب المبين أدناه:

 

السورة

رقم الآية

الصيغة

الجواب

البقرة

186

﴿ سَأَلَكَ

﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌۖ

البقرة

189

﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

البقرة

215

﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

البقرة

217

﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

البقرة

219

﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

البقرة

219

﴿ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

البقرة

220

﴿ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

البقرة

222

﴿ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

المائدة

4

﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

الأعراف

187

﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

الأعراف

187

﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

الأنفال

1

﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

الإسراء

85

﴿ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

الكهف

83

﴿ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿قُلۡ

طه

105

﴿ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿ فَقُلۡ

النازعات

42

﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ

﴿ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَىٰهَآ

 

وفي هذا الموضوع نلحظ النقاط التالية:

وردت كلمة ﴿ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ مع الواو 6 مرات، وبدون الواو، أي: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ9 مرات، وذلك حسبما يأتي السؤال منفرداً أو في بداية كلام جديد، فيأتي الجواب بدون حرف الواو ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَأو ربما تأتي عدة أسئلة معاً، فيأتي في الجواب بدون حرف العطف للسؤال الأول، ثم مع حرف العطف لبقية الأسئلة.﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا٨٥﴾ [الإسراء: 85]

أو يأتي للسؤال ضمن المتعاطفات، فيأتي حرف العطف كما في قوله تعالى: ﴿ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ [الإسراء:85] فقد سبقها وتبعها مجموعة من المتعاطفات، أو يكون الوضع أنّ السياق يحسن فيه العطف.

جاءت الأجوبة على ثلاثة أنواع: فالأغلب فيها أنّ الله لما حكى السؤال قال لنبيه: (قل) إلا سؤالاً واحداً جاء معه الجواب بـ (فقل) في قوله تعالى في آية طه 105: ﴿ وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا١٠٥ [طه:105] فجاء بالفاء مع الفعل (قل) لماذا؟

لأنّ السؤال في كل الآيات سؤال عن شيء وقع بالفعل، وسئل الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل نزول الآيات فكان الجواب: (قل) أمّا السؤال عن الجبال فلأنه حدثٌ لم يقع بعد، فكأنّ الله سبحانه يُخبر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أنه سيُسأل هذا السؤال، أي: كأنّ حرف الفاء دل على شرط مقدر، بمعنى: إنْ سألوك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً.

أمّا الصورة الثالثة: فهي في آية البقرة 186، فجاء الفعل بصيغة الماضي، ولم يكن الجواب بـ (قل) سواء مع الفاء أو بدونها، للأسباب التالية:

آ ـ لأنّ قوله (قل) تطيل القرب.

ب ـ يريد الله أنْ يجعل القرب منه لعباده مباشرة من دون واسطة، وإنْ كان الذي سيبلغ الجواب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحذف كلمة (قل) ليبين لهم القرب ويبين للعبد أنه لا واسطة بينه وبين الله في مقام الدعاء، والقرب في هذه الآية ليس قرباً للمكان، وإنما قرب علم واطلاع من الله تعالى للعبد.

ج ـ قوله: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي [البقرة:186] يدل على أنّ العبد لله، وقوله: ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌۖ [البقرة:186] يدل على أنّ الرب للعبد.

د ـ لم يقل: العبد مني قريب، بل قال: أنا منه قريب، وفي ذلك سرٌّ نفيسٌ، فإنّ العبد ممكن الوجود فهو من حيثُ هو، هو في مركز العدم وحضيض الفناء فلا يمكنه القرب من الرب، أمّا الحق سبحانه فهو القادر على أن يقرب بفضله وبرحمته من العبد، فالقرب من الحق إلى العبد لا من العبد إلى الحق، ولهذا قال: ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌۖ .

هـ ـ حذف الياء من (الداع) و (دعان) حتى لا يشعر العبد بطول الزمن بين الدعاء والإجابة.

و ـ هناك إشكال: نرى الداعي يبالغ في الدعاء والتضرع فلا يجاب، فلماذا؟

أولاً ـ الآية وإنْ كانت مطلقة إلا أنها قد وردت آيات أخرى مقيدة، نحو قوله تعالى ﴿ بَلۡ إِيَّاهُ تَدۡعُونَ فَيَكۡشِفُ مَا تَدۡعُونَ إِلَيۡهِ إِن شَآءَ [الأنعام: 41] فترك المشيئة له سبحانه من وجوه.

ثانياً ـ الداعي لا بدّ له من شروط الدعاء المعروفة، مثل: التوبة، والإقلاع عن المعاصي، وكسب الحلال والبعد عن الحرام، وطيب المأكل والمشرب والإخلاص، والتذلل لله.

جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله: «ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يقول: يا رب يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغُذِيَ بالحرام فأنّى يستجاب له؟».

ثالثاً ـ الداعي لا بدّ أنْ يجد من دعائه عوضاً، إمّا إسعافاً بطلبه إذا وافق القضاء، فإنْ لم يتم ذلك فسكينة في نفسه وانشراح في صدره وصبر يسهل معه احتمال البلاء الحاضر.

رابعاً ـ قال الله: ﴿ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ [غافر:60] ولم يقل: في الحال، فإذا استجاب له بعد حين ولو في الآخرة كان الوعد صادقاً.

يقول الله في الحديث القدسي: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الربُّ: وعزتي لأنصرنَّك ولو بعد حين».

خامساً ـ قوله تعالى: ﴿ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي [البقرة:186] لم يقل للعبد: أجب دعائي حتى أجيب دعاءك، وهذا تنبيه على أنّ إجابة الله عبده فضل منه ابتداءً فالله يجيب الدعاء وهو في غنى عن العبد، بينما العبد محتاج إلى الله.

وفي الآية قدّم الاستجابة على الإيمان؛ لأنّ الاستجابة عبارة عن الانقياد والاستسلام، والإيمان عبارة عن صفة القلب، وهذا يدل على أنّ العبد لا يصل إلى نور الإيمان إلا بتقدم الطاعات والعبادات.

في ﴿ يَسۡ‍َٔلُونَكَ في سورة الأنفال لم يأت الجواب مباشرة، ولكنْ جاء بعد أربعين آية، فقد جاء في الآية:41 ﴿ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا يَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ٤١ [الأنفال:41].

والسبب في ذلك يعود لما يلي:

آ ـ سمى الله الغنائم بالأنفال ومعنى النفل الزيادة على الفرض ـ مثل صلاة نفل أو صوم نفل ـ فالأنفال هي الغنائم التي تحمل معنى الزيادة عن الغرض الأصلي للجهاد وهو إعلاء كلمة الله.

فتأخير الإجابة هو توجيه من الله تعالى للمسلمين بأنّ هدفهم ليس هو الغنائم وإنما هو إعلاء كلمة الله في الأرض، لكنْ إذا حصل بعد ذلك الهدف أمر آخر كالغنائم فتوزع كما جاء في الآية 41.

ب ـ كرّر الله كلمة (الأنفال) في السؤال مرتين بينهما كلمة (قل) والعهد في القرآن في بقية الأسئلة أنه لا يكرر الكلمة المسؤول عنها بل يعيد القول عليها بالضمير المناسب (قل هي) (قل هو) (قل فيهما) (قل ينسفها).

والسبب أنه لو قال القرآن مثلا: (قل هي لله ورسوله) لكانت الإجابة تخص تلك الأنفال بعينها، أي: أنفال غزوة بدر، ولكان لنا أنْ نسأل: ما حكم أنفال أحد أو حنين أو حطين؟

فكرر كلمة الأنفال بدل الضمير ليدل على الحكم الدائم لجميع الأنفال.

ج ـ عندما يعود الضمير على الكلمة المسؤول عنها يدل ذلك على أنّ هذه الأشياء ثابتة لا تتغير على مر الأيام، فالأهلة هي الأهلة، والمحيض هو المحيض، والجبال هي الجبال، والخمر والميسر لا يتغيران من حيث ضررُهما وخطرُهما، بينما كانت الأنفال تخص غزوة بدر، فكرر كلمة الأنفال ليعم الحكم، والله أعلم.


السؤال الرابع:

أيُّ رابط بين أحكام الأهلة وبين حكم إتيان البيوت؟

الجواب:

الجواب من عدة وجوه:

1ـ كأنه قيل لهم عند سؤالهم عن الحكمة في تمام الأهلة ونقصانها: معلوم أنّ كل ما يفعله الله فيه حكمة ظاهرة، ومصلحة لعباده، فَدَعوا السؤال عنه، وانظروا في واحدة تفعلونها أنتم، مما ليس في البرِّ في شيء وأنتم تحسبونها برَّاً.

2ـ أنه من باب الاستطراد، لمّا ذكر أنّ الأهلة مواقيت الحج، وكان هذا من أفعالهم في الحج، ففي الحديث: أنّ ناساً من الأنصار كانوا إذا أحرموا لم يدخل أحدٌ منهم حائطاً، ولا داراً، ولا فسطاطاً من باب، فإنْ كان من أهل المدر نقب نقباً في ظهر بيته، منه يدخلُ ويخرجُ، أو يتخذ سلماً يصعد به، وإنْ كان من أهل الوبر خرج من خلف الخباء،فقيل لهم: ليس البرَّ بتحرجكم من دخول الباب، لكنّ البرَّ من اتقى ما حرّم الله، وكان الأحرى سؤالكم عن هذا، وترككم السؤال عن الأهلة.

3ـ أنه من قبيل التمثيل لما هم عليه، من تعكيسهم في سؤالهم، وأنّ مثلهم كمثل من يترك باباً ويدخل من ظهر البيت، فكأنه قيل لهم: ليس البرَّ ما أنتم عليه من تعكيس الأسئلة، ولكن البرَّ من اتقى الله. والله أعلم.


السؤال الخامس:

كم مرة وردت كلمة (الأبواب) في القرآن بصيغة الجمع؟

الجواب:

 وردت كلمة (الأبواب) في القرآن بصيغة الجمع في (15) موضعاً في (15) آية وهي:

﴿وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ١٨٩ [البقرة:189].

﴿ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ [الأنعام:44].

﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ [الأعراف:40].

﴿وَرَٰوَدَتۡهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ [يوسف:23].

﴿ وَقَالَ يَٰبَنِيَّ لَا تَدۡخُلُواْ مِنۢ بَابٖ وَٰحِدٖ وَٱدۡخُلُواْ مِنۡ أَبۡوَٰبٖ مُّتَفَرِّقَةٖۖ [يوسف:67].

﴿ لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَٰبٖ لِّكُلِّ بَابٖ مِّنۡهُمۡ جُزۡءٞ مَّقۡسُومٌ٤٤ [الحجر:44].

﴿فَٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَلَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ٢٩ [النحل:29].

﴿جَنَّٰتِ عَدۡنٖ مُّفَتَّحَةٗ لَّهُمُ ٱلۡأَبۡوَٰبُ٥٠ [ص:50].

﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا٧١ [الزمر:71].

10 ـ ﴿قِيلَ ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ٧٢ [الزمر:72].

11ـ ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ٧٣ [الزمر:73].

12ـ ﴿ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ٧٦ [غافر:76].

13 ـ ﴿وَلِبُيُوتِهِمۡ أَبۡوَٰبٗا وَسُرُرًا عَلَيۡهَا يَتَّكِ‍ُٔونَ٣٤ [الزخرف:34].

14 ـ ﴿فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنۡهَمِرٖ١١ [القمر:11].

15 ـ ﴿وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَٰبٗا١٩ [النبأ:19].

نلاحظ أنّ آية النحل 29 وهي الآية السابعة في الترتيب القرآني قد جاءت في وصف أبواب جهنم وعددهم سبعة، وأنّ آية ص 50 وهي الآية الثامنة في الترتيب قد جاءت في وصف أبواب الجنة وعددهم ثمانية. فسبحان الله تعالى.


السؤال السادس:

ما دلالة هذه الآية؟

الجواب:

 1ـ حيث أنّ شهر رمضان له توقيت معين من كل عام، ناسب ذلك ذكر بقية المواقيت لإقامة النظام الإسلامي على أكمل وجه، وذِكْرُ الحج في الآية يشير إلى أنّ نزول هذه الآية كان متأخراً عن آيات الصيام، أي بعد فتح مكة وتشريع الحج.

2ـ (مواقيت) جمع ميقات، وأصله (مِوْقات) قلبت الواو ياء لكسر ما قبلها وهي معالم يوقّت الناس بها شؤون معيشتهم.

3ـ يلاحظ أنّ الله لم يجبهم عن ماهية الهلال أو عن وظيفته في المجموعة الشمسية، وإنما بيّن في الآية الحكمة والعلّة في خلْق الأهلة، وخصّ الحج بالذكر لإبطال النسيء الذي كانوا يفعلونه من تأخير الأشهر الحرم عن موعدها، وهذا يُسمى في البلاغة فن الاستطراد وهو فن دقيق متشعب، يجنح إليه المتكلم في غرض من أغراض القول يُخيل إليك أنه مستمر فيه، ثم يخرج إلى غيره لمناسبة بينهما، ثم يرجع إلى الأول. والله أعلم.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين