من أعلام الإسلام: سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه

اسمه: سعد بن مالك بن أهيب، القرشي، الزهري.

مناقبه: أحد السابقين الأولين، شهد بدرًا، والحديبية، وأحد الستة أهل الشورى.

وقال له الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يَا سَعْدُ، ارْمِ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ». وكان أول من رمى المشركين بسهم في الإسلام.

قال سعد رضي الله عنه : نزلت هذه الآية فيَّ: ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ﴾ [لقمان: 15]. وقال: كنتُ بَرًّا بأمُّي، فلما أسلمتُ، قالت: يا سعد، ما هذا الدّين الذي قد أحدثت؟ لتدعنّ دِينك هذا، أو لا آكل، ولا أشرب حتى أموت، فتُعَيَّر بِي، فيقال: يا قاتل أمه. قلت: لا تفعلي يا أمه، إني لا أدع دِيني هذا لشيء. فمكثتْ يومًا لا تأكل ولا تشرب وليلة، وأصبحتْ وقد جهدتْ. فلما رأيتُ ذلك، قلت: يا أمه، تعلمين ـ والله ـ لو كان لك مائة نفس، فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركتُ دِيني، إن شئتِ فكلي أو لا تأكلي. فلما رأت ذلك، أكلتْ.

الثناء عليه: عن جابر رضي الله عنه ، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل سعد بن مالك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « هَذَا خَالِي، فَلْيُرِنِي امْرؤٌ خَالَهُ ».

إجابة دعائه: دعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: « اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ ». وقد شكا بعض أهل الكوفة سعدًا رضي الله عنه إلى عمر رضي الله عنه فبعث رجالًا يسألون عنه بالكوفة، فكانوا لا يأتون مسجدًا من مساجد الكوفة إلا قالوا خيرًا، حتى أتوا مسجدًا لبني عَبْس، فقال رجل يقال له: أبو سعدة: أما إذ نشدتمونا بالله، فإنه كان لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية، ولا يسير بالسَّرِيَّة.

فقال سعد رضي الله عنه : اللهم إن كان كاذبًا فأعمِ بصره، وأطل عمره، وعرّضه للفتن. فاستُجِيبت فيه دعوة سعد رضي الله عنه ، فإذا سئل: كيف أنت؟ يقول: كبير مفتون، أصابتني دعوةُ سعدٍ.

وفاته: عن أم سلمة رضي الله عنها أنَّها قالت: لما مات سعد رضي الله عنه ، وجيء بسريره، فأدخل عليها، جعلت تبكي، وتقول: بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

مات سنة خمس وخمسين للهجرة (55هـ).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين