من أعلام الإسلام: البخاري ومسلم

مزية الكتب الستة: قال الإمام المزي (رحمه الله تعالى) ، عند ذكر تصانيف السُّنة النبوية، ما مختصره: كان مِن أحسنها تصنيفًا، وأجودها تأليفًا، وأكثرها صوابًا، وأقلها خطأ، وأعمها نفعًا، وأعودها فائدة، وأعظمها بركة، وأيسرها مؤونة، وأحسنها قبولًا عند الموافق والمخالف، وأجلها موقعًا عند الخاصة والعامة: « صحيح البخاري »، ثم « صحيح مسلم »، ثم بعدهما « السُّنن » لأبي داود، ثم « الجامع » للترمذي، ثم « السُّنن » للنَّسَائي، ثم « السُّنن » لابن ماجَه، وإن لم يبلغ درجتهم.

19 البخاري (رحمه الله) (ت: 256 هـ)

اسمه: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَه، وهي لفظة بخارية، معناها: الزراع.

طلبه العلم: قال الإمام البخاري: كنتُ أختلف إلى الفقهاء بمَرْوٍ وأنا صبيٌّ، فإذا جئتُ أستحي أن أسلمَ عليهم، فقال لي مؤدبٌ من أهلها: كم كتبتَ اليوم؟ فقلتُ: اثنين، وأردتُ بذلك حديثين، فضحك مَنْ حضر المجلس. فقال شيخٌ منهم: لا تضحكوا، فلعلَّه يضحك منكم يومًا.

قال البخاريُّ: أحفظ مائةَ ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.

كتابه « الجامع الصحيح »: قال محمد بن إسماعيل: ما وضعت في كتابي « الصحيح » حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك، وصليت ركعتين.

تعليمه العلم: كان يجتمع في مجلسه أكثر من عشرين ألفًا.

عبادته: كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة.

أخلاقه: قال له عبد المجيد بن إبراهيم: كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك؟ فقال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ ».

قال البخاري: ما اغتبت أحدًا قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.

مسلم (رحمه الله) (ت: 261 هـ)

اسمه: أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، النيسابوري.

الثناء عليه: قال أحمد بن سلمة: رأيت أبا زُرْعة، وأبا حاتم يقدّمان مسلمًا في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.

وقال محمد بن بَشَّار: حُفَّاظ الدنيا أربعة: أبو زُرْعة بالرَيِّ، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدَّارِمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببُخارَى.

وقال عنه الذهبي: صاحب « الصحيح »، الإمام الكبير، الحافظ، المجوّد، الحجة، الصادق.

كتابه « المسند الصحيح »: قال الإمام مسلم: صنفت هذا « المسند الصحيح » من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.

وفاته: يتعلق بوفاته خبر غريب، يدلُّ على شدة انهماكه بالعلم، واشتغاله بالبحث، فقد عُقِدَ للإمام مسلم مجلسٌ للمذاكرة، فذُكِرَ له حديثٌ لم يعرفه، فانصرف إلى منزله، وأَوقد السراج، وقال لمن في الدار: لا يَدخلنَّ أحدٌ منكم هذا البيت (أي: الغرفة). فقيل له: أُهديتْ لنا سلةٌ فيها تمر. فقال: قَدِّموها إليَّ. فقدموها، فكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرةً تمرةً يمضغها، فأصبح وقد فَنِيَ التمر، ووجد الحديث.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين