من أعلام الإسلام: أحمد بن حنبل

أحمد بن حنبل (رحمه الله) (ت: 241 هـ)

اسمه: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الذهلي، الشيباني، المروزي، ثم البغدادي.

الثناء عليه: قال الشافعي: خرجت من بغداد، فما خلَّفتُ بها رجلًا أفضل، ولا أعلم، ولا أفقه، ولا أتقى من أحمد بن حنبل.

قال يحيى بن معين: ما رأيت مثل أحمد، صحبناه خمسين سنة، ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير.

وقال عنه الذهبي: الإمام حقًّا، وشيخ الإسلام صدقًا.

إجابة دعائه: قال علي بن أبي فزارة: كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يومًا: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فسله أن يدعو لي. فأتيت، فدققت عليه وهو في دهليزه، فقال: من هذا؟ قلت: رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك الدعاء. فسمعت كلامه كلام رجل مغضب، فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا. فوليت منصرفًا، فخرجت عجوز، فقالت: قد تركته يدعو لها. فجئت إلى بيتنا، ودققت الباب، فخرجت أمي على رجليها تمشي.

عبادته: قال عبد الله بن أحمد: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط، أضعفته، فكان يصلي كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة.

تعظيمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيضعها على فِيه يقبلها. وأحسب أني رأيته يضعها على عينه، ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به.

اتباعه سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم : قال المروذي: قال لي أحمد: ما كتبت حديثًا إلا وقد عملت به، حتى مَرَّ بي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم احتجم، وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيتُ الحجام دينارًا حين احتجمتُ.

خُلقه: قال أحمد: كل من ذكرني ففي حِل إلا مبتدعًا، وقد جعلتُ أبا إسحاق ـ يعني: المعتصم ـ في حِل، ورأيت الله يقول:﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [النور: 22] ، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر رضي الله عنه بالعفو في قصة مسطح رضي الله عنه . وقال الإمام أحمد: وما ينفعك أن يعذب الله أخاك المسلم في سببك؟

قال المروذي: سمعت أبا عبد الله ذكر أهله، فترحم عليها، وقال: مكثنا عشرين سنة، ما اختلفنا في كلمة!

من أقواله: قال عاصم بن عصام البيهقي: بِتُّ ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء بحاله، فقال: سبحان الله، رجل يطلب العلم لا يكون له وِرد بالليل.

طلبه العلم وتعليمه: قال الإمام أحمد: ربما أردت البكور في الحديث، فتأخذ أمي بثوبي، وتقول: حتى يؤذن المؤذن.

وكان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون، نحو خمسمائة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت.

وفاته: توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين للهجرة (241هـ).

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين