مَن أرادَ أن يخدَعَكَ فانخَدَعتَ له فقد خدعتَه

 

قاعدةٌ ذهبيةٌ خطيرةٌ لا يعرفُها كثيرٌ من المسلمين، ويعرفُها ويعملُ بها غيرُهم، مع أنَّ واضِعَها من أئمةِ المسلمينَ ودُهاتِهم!
يُحتاجُ إليها في التربية عمومًا، وداخلَ الأسرةِ، ومع الصديق والعدوّ، وفي السياسة والعلاقات الدولية، وفي الحرب والغزو.. ولو ظفَرَ بها محترفو التدريب في فنّ التواصل وإدارةِ العلاقاتِ العامَّةِ لجَعلوها من مُرتكزاتهم.
فعندما يحاولُ أحدٌ أن يخدَعك فتكتشفَهُ ولا تكشفُ له أنَّك كشفتَه ويطمئنُّ إلى تصديقك له تكونُ أنت الذي خدعتَه!!
وستكونُ بعيدًا عن الحكمةِ والحِنكَةِ إن اطَّلعَ عدوُّكَ على كشفِكَ له.
وستكون أبعدَ إن كشَفتَ له ما تُريدُهُ منه فتجعَلَه يحتاطُ ويَتهيأُ للتصدّي لك.
وأبعدَ من ذلك ستكونُ إذا تحدَّثتَ عن خِطَطٍ ومشاريعَ بعيدةِ المَنالِ وغير واقعية، فتُهيِّجُهُ عليك ليُدَمِّرَ مشاريعَكَ الحقيقيَّةَ في مَهدها قبلَ أن ترى النور.
هذا ما يفعلُهُ بعضُ الطائشين من المقاتلين الذين يفتحونَ قريةً صغيرةً فتأخذُهُم نشوةُ النصر فتنطلقُ تصريحاتُهُ الخياليةُ وبياناتُهُ الناريةُ يتوعَّدُ فيها بغزو أمريكا وأوروبا الشرقيةِ والغربيةِ والصين وأستراليا والهند!! فيستَعْدون عليهم القاصي والداني دونَ مقابل!!
أنجَحُ الخَلقِ مَن يُخَطِّطُ بصمتٍ ويعملُ بِصَمت.
وأفشلُهم مَن تَسمعُ له جَعجَعةً أكثرَ من طِحْنِه.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين