منارات على الطريق

 

 

 

    الحذر من تخطئة العلماء بغير علم !؟

العلماء بشر يخطئون ويصيبون ، ولكن اتهامهم بالخطأ يعرض فيه مزلقان خطيران :

 

الأول : أن يكون اتهامهم بالخطأ غير صحيح ، فيُخطِئهم المخطِئ فيما هم فيه مصيبون ، أو يتهمهم بما ليس فيهم !؟

 

إذ من الناس من تأخذه العجلة ، والنظرة السوداوية للأمور فيحمل كلام الناس على الشر والخطأ !؟

 

ومن الناس من يكون إنكاره على عالم بسبب جهله بحال ذلك العالم ، فيسمع منه شيئاً محتملا ً أو مجملا ً، ويجهل أشياء مبينة لتلك الاحتمالات والمجملات ، أو لا يرجع إلى العالم فيها ، فيطير بالأمر الذي سمعه كل مطار على أنه خطأ شنيع أو جرم فظيع !؟

 

ذكر الإمام الذهبي أن أبا الفضل السليماني سمع أبا خنب يملي في فضائل علي رضي الله عنه ، ولم يكن سمع ماأملاه أبو خنب في فضائل الثلاثة قبله ، فصاح : أيها الناس ، هذا دجال ، فلا تكتبوا ، وخرج من المجلس؟!

 

الآخر : أن يحكم بالخطأ على العالم غيرُ العالم ، فيبني حكمه على جهل ، فيقول على الله ، وعلى خلقه بلا علم ؟!

 

عندما يُسند الحكم على أخطاء العلماء إلى صغار طلبة العلم يحدث الخلط ، إذ قد تشتبه عليهم الأمور ، فتشتبه مسألتان على شخص من الأشخاص فيحكم على عالم ببدعة في مسألة اجتهادية ظناً منه أنها مسألة أخرى ، منكرها يعد من أهل الابتداع ؟!

 

--- من كتاب : قواعد في التعامل مع العلماء ، لعبد الرحمن بن معلا اللويحق

 

 

**** ومما يُذكر في هذا المجال ماحدثني به الأخ جميل جانودي أنه زار أحد الدعاة ، ومعه طالب له ، فظن هذا أن من حقه أن يسأل مايريد ، وأن يحكم على فترة مرت بها الدعوة بفهمه وبالواقع الجديد !؟

 

ومما قرأت أن أحد الدعاة زار مسؤولا ً كبيراً كان يُبيت أمراً منكراً للشباب الملتزم بحسب التقارير التي تصله !؟

 

وعند خروجه من اللقاء سأله أحد الصحفيين على سبيل الإحراج عن المقابلة فقال : لقاء كريم مع مسؤول كريم !

 

فطار صواب عدد من هؤلاء الشباب ، وأنكروا عليه هذا التصريح ؟! فكان رده - وهو يحس بالشفقة عليهم – يا مساكين ! لقد اشتريت دماءكم بهذه الكلمات الأربع !! 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين