د. طارق باكير
إنّي رأيتُ بأرض الشّـــــام ملحمة = وقد رأيتُ سعيرا مـــــــــاله حَطبُ
وقد رأيتُ رجــالا كالشّهابِ مَضوا = وحطّمـوا القيدَ لا خوفٌ ولا نَصبُ
أســـــــدٌ إذا نَزلوا ، مُرْدٌ إذا نفروا = ليـــلٌ إذا طَبقـوا ، جُـــنّ إذا ركِبوا
السّهلُ ساحتُهم ، والوعـرُ مَكْمَنُهُم = واللهُ غــــــايتُهم ، والنصرُ مُنقلَبُ
أرى صلاحا ، وسعــدا في كتائبهم = وذا المثنى وعمرو القــادةُ النجبُ
وابنُ الوليدِ على شــوقٍ يُسائلهم := مِنْ أينَ جُندٌ ؟وما سـرٌ بهمْ عَجبُ
الجندُ جندُك والمســــلولُ سيفُهُم = والطّعنُ طعنُك ،ماحادوا،فَدَاكَ أبُ
لقد أتوها بشُـــــــذّاذٍ ومِنْ هَمَـــــج = ليسلِبوا الشّـام .. ظنّوا أنها نَهَبُ
غــــــاروا عليها بأرتـــــال مدرّعة = ليُحرِقوها .. ولا لــــومٌ ولا عتبُ
وقد رمـوها صـــــــواريخا مدمِّرة = وأتبعــوها براميـــــــلا بها العَطَب
لم يسلمِ الشّيخُ والأطفالُ ما سَلِموا = ولا المســـاجدُ ولأديــــــارُ والقِببُ
وقد شَكَونا إلى قَــــــــوم ومِنْ أُممٍ = فما أجابَ دُعــــــاةُ الأمنِ والعَربُ
وحاصَروها ، وظنّــوا أنّهم ظفِروا = ونازلوها ، فخـــابَ الظّنّ والأربُ
فهبّ جُندُك أحفَــــــــــادٌ لهم نَسب = لدوحةِ العزّ.. طابَ الفَرْعُ والنّسبُ
وطهّروا الشّام من أرجاس طاغيةٍ = قد عاثَ فيها فَسـَــادا، ساقط كَذِبُ
دمشقُ ماجتْ بعرشِ البغي تلفِظُه = والدّيرُ يزفِرُ .. والهيجَـــا لها حلبُ
والصّعقُ إدلــبُ والسّجيــلُ يحمِلُهُ = زِلزالُ حِمصٍ ، حمــــــاةٌ كلّها لهبُ
السّـاحلُ الرعدُ ، درعا كلّهـا حِممٌ = حتى الحُصــونُ بجُـندِ البغي تلتهبُ
حتى السّماءُ التي لاذوا بها خَـورا = ليُحرقوا الشّــام أردتهُم بها الشّهبُ
أنّى التفتَ تجدْ في الشّـــامِ ملحمة = أينَ المفــــرُ أيا سفّــــــاحُ والهَربُ؟
* * *
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول