ملا فناري وآق شمس الدين...توضيح التباس بين شخصيتين

كان الشيخ آق شمس الدين محمد بن حمزة معاصراً للعالم التركي الذي يعدّ أول شيخ للدولة العثمانية محمد بن حمزة الفناري، وبسبب التشابه في الاسم والمعاصرة في الزمان، فقد اختلط الأمر على بعض الباحثين، وظنوا أن محمد بن حمزة آق شمس الدين، هو محمد بن حمزة الفناري شيخ الدولة العثمانية في ذلك الوقت.

وممن وقع في ذلك الدكتور محمد بن موسى الشريف، فقد تحدث في إحدى حلقات برنامجه (شخصيات عثمانية) عن العالم آق شمس الدين، ووقع لديه خلط بينه وبين محمد بن حمزة الفناري في الاسم والرحلات ونسبة بعض الكتب والمواقف فقال معرفاً بآق شمس الدين: "هو محمد بن حمزة الفناري، وطلب العلم في مصر وتوجه إلى بلاد العثمانيين، واستطاع أن يكون قاضياً في بورصة".

كما ذكر الدكتور الشريف أن آق شمس الدين قام بتأليف كتاب في أصول الفقه قضى في كتابته ثلاثين عاماً، (ويقصد: أصول البدائع في أصول الشرائع) وهو لمحمد بن حمزة الفناري، وليس لآق شمس الدين، كما ذكر موقفاً وقع بين محمد بن حمزة الفناري والسلطان بيازيد عندما رفض القاضي الفناري شهادته لأنه لا يحضر الجماعة، ونسب هذا الموقف لآق شمس الدين، ولذلك لا بد من توضيح الفرق بين هذين العالمين:

الشيخ محمد بن حمزة آق شمس الدين:

ولادته ونشأته

هو محمد بن حمزة الشهير بآق شمس الدين، نجل العارف بالله الشيخ شهاب الدين السُّهرَوردي، وقد ذكر حاجي خليفة المعروف بـ كاتب جلبي أن حمزة والد آق شمس الدين هو ابن نجل الشيخ شهاب الدين السهروردي، وليس نجله المباشر فقال:" الشيخ الواصل إلى الله آق شمس الدين محمد بن حمزة ابن نجل الشيخ شهاب الدين السُّهرَوردي"، إلا أن المصادر التركية تشير إلى أن آق شمس الدين هو: محمد بن حمزة بن علي بن محمد بن موسى بن محمد بن شهاب الدين السهروردي، ولعل هذا هو الأقرب للصواب، لأن ما بين آق شمس الدين والسهروردي مائتان وإحدى وثلاثون سنة هجرية، ويستحيل أن يكون بينهما خلال هذه المدة شخص واحد، وقد كان آق شمس الدين سليل بيت علم وأدب وتصوف، فهو حفيد شيخ الشيوخ في العراق الشيخ شهاب الدين السُّهرَوردي.

ولد آق شمس الدين محمد بن حمزة سنة 792هـ - 1390م في مدينة دمشق التي كانت تعد من أهم مراكز الحضارة والعلم في ذلك الوقت، وحفظ القرآن الكريم وهو في سن السابعة، ثم رحل مع والده إلى الأناضول، واستقر في منطقة كافاك في مدينة أماسيا، التي كانت مركزاً للعلم، يأوي إليها العلماء ويرتادها الأمراء في ذلك الوقت.

وأما والده شرف الدين حمزة الدمشقي فلم يرد ذكره في المصادر العربية، ولعل سبب ذلك هو هجرته إلى الأناضول فلم يفطن له المؤرخون من بعده، لكن المصادر التركية تشير إلى أنه كان أحد العلماء الصالحين الذين قدموا من دمشق، وكان يعرف بحمزة الشامي، ونزل في بلدة كافاك سنة 799هجرية، وقد صار أحد أكبر المدرسين والمرشدين فيها حيث ذاع صيته وظهرت كراماته، ويبدو أن الشيخ حمزة الشامي كان المعلم الأول لابنه آق شمس الدين حتى حفظ القرآن الكريم في سن السابعة، وتابع مسيرته في طريق العلم والتصوف، كما تشير بعض المصادر إلى أن الشيخ حمزة قد وافته المنية في كافاك بينما كان ولده آق شمس الدين بعيداً عنه مشغولاً في طلب العلم.

وقد قامت بلدية سامسون مؤخراً بترميم قبره، كأحد أهم المعالم الأثرية والتاريخية في مقاطعة كافاك.

أسباب الهجرة:

كان هناك مجموعة من الأسباب أدت إلى هجرة الشيخ حمزة الشامي بولده آق شمس الدين باتجاه الأناضول وهي:

1- الاضطراب السياسي وحملة المغول على بلاد الشام

لعل السبب الجوهري الذي دفع والد آق شمس الدين إلى الهجرة من دمشق هو ما شهدته البلاد من اضطراب واختلاف بين الأمراء في العقد الأخير من القرن الثامن، إضافة لحملات المغول بقيادة تيمور لنك على بغداد وحلب ودمشق من عام 790ه إلى 803 هــ، فاختلاف الأمراء أدى إلى الفشل والضعف، وفتح الطريق أمام المغول بقيادة تيمور لنك لغزو بلاد المسلمين فخربوها وأذلوا عزيزها وأفقروا غنيها وشردوا أهلها.

2- فتوحات العثمانيين واحترامهم للعلماء

يبدو أن الشيخ حمزة كان قد سمع عن فتوحات آل عثمان، وسيطرتهم على البلاد في إمارات التخوم، وحكمهم لها بالإسلام، واحترامهم للعلماء وتقريبهم لهم، والاستعانة بهم في تنظيم هيكل الدولة السياسي والإداري، سيما في زمن بايزيد الصاعقة الذي كان حاكماً في ذلك الوقت (1389 – 1402)، فوجد في تلك البلاد ملاذه ومراده.

3- الاستمرار في تعليم ولده آق شمس الدين:

كانت مدينة أماسيا قد أصبحت في ذلك الوقت موئل العلماء وقبلة الطلاب، ففيها يتلقى الأمراء العثمانيون المرحلة الأولى من تعليمهم، فاختارها الشيخ حمزة وجهةً له ليكمل ابنه محمد (آق شمس الدين) تعليمه فيها.

دراسته وحياته ووفاته:

التحصيل العلمي:

كانت المرحلة الأولى من الحياة التعليمية لمحمد بن حمزة في دمشق، حيث حفظ القرآن وهو في سن السابعة، وتعلم القراءة والكتابة في مدارسها، وكان والده الشيخ حمزة الدمشقي هو المعلم الأول له –كما سبقت الإشارة لذلك-.

ويظهر أن لقب (آق شمس الدين) قد أطلق عليه بعد وصوله إلى تركيا، وذلك بسبب لباسه الأبيض لأن كلمة آق معناها (الأبيض)، وربما يكون قد أطلق عليه هذا اللقب مؤخراً بعد تقدمه في العمر بسبب لحيته البيضاء.

التحق آق شمس الدين في مدرسة أماسيا، وبها تلقى العلوم الشرعية والأدبية الأساسية التي كان يتم تدريسها في ذلك الوقت، ومن أهمها: الصرف والنحو والمنطق والمعاني والبلاغة والعقيدة والحكمة، ويبدو أنه قضى وقتاً طويلاً في مجالسة العلماء وقراءة ما وصل إليه من كتب.

وتشير بعض المصادر إلى أن آق شمس الدين قد سافر إلى بلاد فارس (إيران) وما وراء النهر مروراً بالعراق، ويبدو أنه تلقى علوم الطب، وجمع الأدوية خلال إقامته هناك، لأن تعليم الطب لم يكن قد تطور في المدارس العثمانية في ذلك الوقت.

العمل في التعليم:

بدأ الشيخ آق شمس الدين عمله في مجال التعليم في بلدة osmancık عثمانجق، وذلك بعد أن انتهى من تحصيله العلمي ودراسته في أماسيا، وقد كان تفوقه وحدّة ذكائه سبباً في دخوله مجال التعليم قبل السن المحددة لمن يتصدر لهذه المهمة.

كما كان تدريسه في مدرسة عثمانجق قبل ارتباطه بالحاج بيرم باشا، فقد كان بعض الصلحاء يرغبونه في الوصول إلى خدمة الشيخ الحاج بيرم إلا أنه كان ينكر عليه بعض الأمور، لأن الحاج بيرم كان يسأل الناس، ويدور في الأسواق لحوائج الفقراء والمديونين مع ما في هذا من كسر النفس، وكان آق شمس الدين لا يرى أن هذا من دور المربي والعالم.

السفر إلى حلب:

بلغ آق شمس الدين صيتُ الشيخ زين الدين الخافي، فترك التدريس وتوجه إلى حلب للقائه وخدمته، ولما وصل إلى حلب رأى في منامه أن سلسلة في عنقه وطرفها بيد الحاج بيرم في أنقرة، فعاد إلى بلدة عثمانجق، ثم توجه إلى أنقرة لخدمة الحاج بيرم، وتشير بعض المصادر إلى أن هذه الرحلة كانت في سنة 833ه – 1429م.

آق شمس الدين خليفة لبيرم باشا:

بعد أن تلقى آق شمس الدين التربية الروحية من شيخه بيرم باشا، ذهب ليكون نائباً له ومرشداً في بلدة Beypazarı (باي بازار) التابعة لأنقرة حالياً، وبنى هناك مسجداً وطاحوناً، وعندما اشتهر أمره وبدأ الناس يتوافدون إليه من المناطق المجاورة، هرب من الشهرة، وترك Beypazarı وهاجر إلى iskilip (إسكيليب)، ولأنها بلدة كبيرة ومشهورة استقر في قرية صغيرة بجوار osmancık اسمها evlik (إيفلك) في محافظة çorum (كروم)، ومات فيها لآق شمس الدين ولده نور الهدى ودفن هناك.

السفر إلى أدرنه (Edirne):

كان الشيخ آق شمس الدين يجوب الأناضول، ويتنقل بين ولاياته ومناطقه، يدعو إلى الله عز وجل ويعلم الناس، ويرشدهم إلى طريق الخير والصلاح، كما كان يعالج المرضى ويصف لهم الدواء، وبطبيعة الحال فقد كان يذيع صيته، وينتشر أمره كمربّ وطبيب.

يقول طاش كبرى زاده: "كان آق شمس الدين طبيباً للأبدان، كما كان طبيباً للأرواح". ونتيجة لهذه الشهرة فقد دعي آق شمس الدين إلى أدرنه لعلاج الأمير أحمد بن سليمان باشا، أحد قادة الجيش للسطان مراد الثاني، وربما كان هذا هو اللقاء الأول لآق شمس الدين مع مراد الثاني، حيث تعرف عليه ثم اختاره فيما بعد مدرساً لولده محمد الفاتح.

وأما رحتله الثانية فقد كانت في سنة 855 هــ -1451م، بعد أن تولى السلطان محمد الفاتح عرش الدولة العثمانية، بعد وفاة والده مراد الثاني.

الاستقرار في كوينك (Göynük):

كان آق شمس الدين قد مر في بلدة كوينك سابقاً أثناء تنقله بين المناطق والولايات، وقد كانت محطةً له يستريح فيها أثناء سفره إلى أدرنه، فعرف البلدة وأحبها واطمأن قلبه لها.

وتشير بعض المصادر إلى أن آق شمس الدين كان يمتلك أرضاً في بلدة كوينك، وربما كان هذا سبب عودته إليها واستقراره فيها.

بعد الاستقرار في كوينك بنى آق شمس الدين مسجداً وطاحوناً، وبينما كان منشغلاً بتدريب وتعليم أبنائه من ناحية، كان منشغلاً في تدريب وتعليم أتباعه من ناحية أخرى، وخلال هذا الوقت قام آق شمس الدين بكتابة رسائله، كما ذهب إلى مكة لأداء فريضة الحج.

وقد ولد لآق شمس الدين سبعة من الذكور وثلاث من الإناث، وكان أولاده من أهل العلم والصلاح، ويعزى ذلك في جملته إلى تربيته لهم واهتمامه حيث كان المعلم الأول لهم، فبعد استقراره في كوينك، تفرغ لأولاده وتربيتهم وتعليمهم إلى جانب دعوته وتعليمه للناس، وأما أولاده فهم: (سعد الله وفضل الله ونور الله وأمر الله ونصر الله ونور الهدى وحمد الله)، ومن البنات زينب ومحبوبة وفخر النساء، وقد دفنت الثلاث بجوار والدهن في كوينك.

وفاته:

توفي الشيخ آق شمس الدين في جمادى الآخرة سنة 863 هجرية، 1459ميلادية. ودفن في بلدته كوينك التابعة لولاية بولو التركية وبني على قبره قبة عثمانية وإلى جانب قبره بني مسجد باسم مسجد آق شمس الدين رحمه الله تعالى

محمد بن حمزة الفناري:

هو محمد بن حمزة بن محمد بن عيسى بن خليل بن عيسى الفناري الحنفي الرومي، ولد في بورصة سنة 751ه، وأخذ العلم في بلاده عن العلامة علاء الدين المعروف بالأسود شارح المغني، وعن الكمال محمد بن محمد المعري والجمال محمد بن محمد بن محمد الأقصرائي وغيرهم ولازم الاشتغال، ورحل إلى الديار المصرية سنة 778ه وله من العمر عشرون سنة، فأخذ عن الشيخ أكمل الدين وغيره، ثم رجع إلى الأناضول فولي قضاء بورصة مدة، ثم تحول إلى قونية فأقام بها، وحج سنة 822ه، فلما رجع طلبه المؤيد فدخل القاهرة، فاجتمع به فضلاء العصر وذاكروه وباحثوه وشهدوا له بالفضيلة، ثم رجع إلى القدس فزاره، ثم رجع إلى بلاده، وكان عارفاً بالقراءات والعربية والمعاني، كثير المشاركة في الفنون، ثم حج سنة 833ه على طريق أنطاكية، ورجع فمات ببلاده في شهر رجب، وله تصنيف في أصول الفقه جمع فيه المنار والبزدوي وغيرهما، وأقام في عمله ثلاثين سنة وهو فصول البدائع في أصول الشرائع.

قال الشوكاني (ت: 1250هـ): "ثم حج في سنة 833، ورجع إلى بلاده ومات بشهر رجب من هذه السنة، وقيل في التي بعدها، وهو مصنف فصول البدائع في أصول الشرائع، جمع بين المنار والبزدوي ومختصر ابن الحاجب وغير ذلك، وأقام في عمله ثلاثين سنة"

وقد ذكر الشوكاني في ترجمة الفناري قصته مع السلطان بايزيد عندما رد شهادته لتركه صلاة الجماعة، فبنى السلطان مسجداً، وعين فيه إماماً، ولم يترك صلاة الجماعة بعد ذلك.

وبهذا نعلم أن محمد بن حمزة الفناري، صاحب كتاب فصول البدائع في أصول الشرائع، قد توفي في بورصة سنة 833 هجرية، وهي السنة التي ولد فيها السلطان الفاتح، أي قبل فتح القسطنطينية بأربع وعشرين سنة، حيث تم فتحها سنة 857هـ، أما محمد بن حمزة آق شمس الدين، فكما ذكرنا سابقاً توفي في كوينك القريبة من مدينة بولو التركية، سنة 863هـ، ولم يل القضاء في حياته قط.

وفيما يلي مقارنة وتوضيح للمعلومات الأساسية الخاصة بكل من محمد بن حمزة الفناري ومحمد بن حمزة آق شمس الدين:

البيانات                  محمد بن حمزة الفناري                          محمد بن حمزة آق شمس الدين

الموطن الأصلي               خراسان                                                دمشق

الولادة                         751هـ                                                792هـ

العمل                    عالم وقاضي                          عالم وطبيب ومربي لم يعمل في يالقضاء ولا في الوظائف العامة

الوفاة                        833هـ                                                   863هـ

مكان الدفن                 بورصة                                                كوينك - بولو

المصادر والمراجع:

1- برنامج شخصيات عثمانية تقديم الشيخ محمد موسى الشريف تاريخ الحلقة (2011): رابط الحلقة: https://www.youtube.com/watch?v=ZcXkhbCOLBE&t=46s

2- طاشكبرى زاده، أحمد بن مصطفى بن خليل (ت:968ه)، الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية، (د. ت): دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان.

3- القسطنطيني، مصطفى بن عبد الله المعروف بــ كاتب جلبي وحاجي خليفة، (ت: 1067ه) سلم الوصول إلى طبقات الفحول، تحقيق: محمود عبد القادر أرناؤوط، تقديم: أكمل الدين إحسان أوغلى، (2010): الطبعة الأولى، مكتبة إرسيكيا، إسطنبول، تركيا، ج3، ص136.

4- كرد علي، محمد بن عبد الرزاق، (ت: 1372ه) خطط الشام، (1983): الطبعة الثالثة، مكتبة النوري، دمشق، سوريا، ج2، ص157.

5- مانتران، روبير، تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة بشير السباعي، (1993): الطبعة الأولى، دار الفكر للدراسات، القاهرة، مصر، ج1، ص73.

6- العسقلاني، أبو الفضل أحمد بن علي (ت: 852ه)، إنباء الغمر بأبناء العمر، تحقيق: حسن حبشي، (1969): المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، مصر، ج 3، ص 464.

7- الشوكاني، محمد بن علي (1250ه)، البدر الطالع بأعيان من بعد القرن السابع، (د. ـت): دار المعرفة، بيروت، ج2، ص 266.

8- اللكنوي، محمد عبد الحي (ت:1304ه)، الفوائد البهية في تراجم الحنفية، تصحيح محمد بدر الدين النعساني، (1423): الطبعة الأولى، دار السعادة، القاهرة، مصر، ص166 – 167.

9- انظر: الموقع الرسمي لبلدية كافاك

https://www.samsunkavak.bel.tr/proje/seyh-serafettin-hamza-turbesi

10- YÜCEL, AYŞE, AKŞEMSEDDİNİNESERLERİNİN DİDİTASAVVUFİ AÇIDAN TAHLİLİ, DOKTORA TEZİ GAZİ ÜNİVERSİTİ, ANKARA,1994.

11- YILDIZ, MUHAMMED ALİ, AKŞEMSEDDİN MEHMED BİN HAMZA’NIN HAYATI, RİSALETÜ’N-NURİYYE VE MAKÂMÂTÜ’L EVLİYA ADLI ESERLERİNİN İÇERİĞİNİN İNCELENMESİ, (Yüksek Lisans Tezi), ANKARA ÜNİVERSİTESİ,2008.

12- ÇETİN, HASAN ALİ, AKSEMSEDDIN'IN MADETUDL-HAYAT ADLI ESERİ, İnceleme-Metin-Dizin-Tıpkıbasım,(2016) DOKTORA TEZİ, MARMARA ÜNİVERSİTESİ, İSTANBUL.

13- YILDIZ, MUHAMMED ALİ, AKŞEMSEDDİN’DE ALLAH, KÂİNAT ve İNSAN,(2016) DOKTORA TEZİ, 13922719, ANKARA ÜNİVERSİTESİ.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين