مقتل كليبر

 

في يوم 21 من المحرم 1121 هـ، الموافق 14 يونيو 1800قتل كليبر أحد كبار قادة الحملة الفرنسية على مصر عن 47 عاما، على يد العالم الشاب سليمان الحلبي الطالب في الأزهر الشهيد عن 24 عاما . 

وُلدِ جان باتيست كليبر (بالفرنسية: Jean-Baptiste Kléber) في مدينة ستراسبورج عاصمة الألزاس سنة (1753 م)، وشارك في حروب الثورة الفرنسية، حيث توثقت صلته بنابليون في ميدان القتال ؛ لذلك اصطحبه نابليون معه في حملته على مصر عامي 1798 و 1799حيث أصيب كليبر بجرح في رأسه أثناء اشتراكه في الهجوم على الإسكندرية.

عارض كليبر نابليون في بعض سياساته ممَّا أوقع الخلاف بينهما، وشارك كليبر في الحملة على الشام سنة (1799 م) ، وعُيِّن في العام نفسه حاكمًا على دمياط.

كان (كليبر) شديد الطموح، وقد واتته فرصة قيادة الحملة الفرنسية بعد رحيل نابليون عن مصر عام 1799 بعدما أيقن من فشل الحملة، وكان يرى استحالة البقاء في مصر لهذه الأسباب :

1- سوء أحوال مصر الاقتصادية.

2- انخفاض الروح المعنوية لجنود الحملة.

3- محاصرة الإنجليز لشواطئ مصر الشمالية.

4- كثرة ثورات المصريين.

5- تحالف إنجلترا وروسيا وتركيا ضد فرنسا.

فقام بعمل معاهدة العريش في يناير 1800 التي نصت على جلاء الفرنسيين بكامل أسلحتهم ومعداتهم، وأن يكون الجلاء في مدة ثلاثة أشهر، وأن تجهز لهم تركيا أسطولا لنقلهم إلى فرنسا بعد تحطم أسطولهم في موقعة أبي قير البحرية.

فشلت المعاهدة بسسب رفض الحكومة عودة الفرنسيين إلا كأسرى حرب، رفض كليبر ذلك لما فيه من إهانة للفرنسيين، فعاد ونشب قتال بينه وبين العثمانيين وهزمهم في موقع عين شمس في مارس 1800، ومن بعدها عدل كليبر من سياسته وقرَّر البقاء في مصر.

انتهز المصريون فرصة انشغال كليبر بمطاردة العثمانيين في عين شمس وطردهم إلى بلاد الشام وأقاموا ثورة القاهرة الثانية.

سحق كليبر ثورة القاهرة الثانية ضد الفرنسيين والتي كانت بولاق مركزا لها، فنصب مدافعه على قمة جبل المقطم، وشرع بقصف الحى حتى جعله أثرا بعد عين، وهكذا تمكن من القضاء على الثورة، واستمر كليبر في استفزاز مشاعر المصريين ممَّا دفع سليمان الحلبي، وهو طالب حلبي أزهري إلى اغتياله في حديقة قصره بالروضة بطعنة خنجر في قلبه، في 21 من المحرم 1121 هـ ، 14 يونيو 1800 م، ودفن في حديقة قصره بالقاهرة، ثم حملت جثته عند خروج الجيش الفرنسي من مصر ليدفن في فرنسا كما ذكر في وصيته، وذلك عام 1801. ، وتولى الحكم بعد كليبر الجنرال مينو. 

 

وتنظر كلمة عن سليمان الحلبي هنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين