مقاربة علمية لمواجهة التطرف الديني

التطرف الديني منبته المدرسة الحرفية الجامدة ومنهجها في تنشئة الشباب على الرأي الواحد الذي يمثل وحده الحق – في نظرها - لأنه السنة، ولأنه قول أحد العلماء والسلف.

ولمواجهة مخاطر هذا التطرف المستشري والمدرسة المتزمّتة أقدم اقتراحات عملية للهيئات الاصلاحية والتربوية والدعوية :

- وجوب تنشئة طلبة العلم على وجود مذاهب عقدية وفقهية متعددة يتوزع الصواب بينها ، كلها تأخذ من القرآن والسنة وكلّها جديرة بالثقة.

- ردّ الاعتبار للفقه المقارن وتوقير علماء الدين مهما كان مذهبهم .

- العلماء يردّون على بعضهم ويتناظرون، هذه ليست مهمة طلبة العلم ولا غير المتخصصين.

- تدريس أصول الدين وأصول الفقه كما أصّلها جمهرة العلماء وعدم الاقتصار على مذهب فقهي أو مدرسة علمية وحدها.

- إحياء فقه الاجماع، ونبذ عقلية الاقصاء.

- إعادة الاعتبار للتراث الاسلامي والإنساني لأن العالم ليس مختزلا في آراء بعض العلماء المتأخرين.

- أتباع أية مدرسة فقهية أو فكرية طلبةُ علم وليسوا محاربين معهم سلاح يثأرون من المدارس والمذاهب الاسلامية الأخرى .

- محاربة فكر العداوة والرفض للمخالف محاربة منهجية قوية لتحرير العقول من الإغلاق والقلوب من القسوة.

- ضرورة تحرير قضية الولاء والبراء : احترام الآخر ولو اختلف دينه فضلا عن مذهبه الإسلامي ، لأن حسابه على الله أما نحن فدعاة ولسنا قضاة.

- إحياء الجانب الإنساني وتنميته؛ لأن الدنيا مبنية على المصالح والتعايش إلى جانب الدعوة، والسلم والتعاون هما الأصل وليس الحرب .

- مقياس المواجهة مع الآخرين ليس الكفر وإنما العدوان والظلم حتى ولو كان المعتدي الظالم مسلما.

- تقديم تزكية النفس وتهذيبها وتربيتها على تلقين الحديث النبوي.

- إحياء أخلاق المحبة وسلامة الصدر، وحسن الظن، وكفّ العدوان ، دون لوَاكِن ( أي من غير التسليم للقاعدة ثم إدخال " لكن " التي تفسد كل شيء ).

- التركيز على تقوى القلوب أي طيبة الدين والرفق واللين بدل الغلظة والقسوة عند الشباب المسلم الملتزم.

- تحرير معاني : أهل السنة والجماعة، السلف الصالح ، الفرقة الناجية، الطائفة المنصورة ، وذلك لنجمع كلمة المسلمين بدل تفريقها ولنبني بدل الهدم.

- منابت الغلوّ ليست هي السجون وجبهات القتال وحدها بل حلقات التدريس التابعة لمدرسة التشدّد الديني أيضا وابتداء، وبإصلاحها يبدأ الحلّ.

- محاربة الاستحمار والتخدير باسم الدين أي نشر التغافل والجهل، ونشر النباهة والوعي بدل ذلك.

- معالجة الانقطاع عن الواقع والتركيز على حمل همّ الأمة والقضايا العادلة في العالم بدل التقوقع على الذات وجزئيات الدين

- تنمية روح التفكير والإبداع لدى الشباب على أنقاض التلقين والاتباع الأعمى وتقديس الأشخاص وآرائهم.

- تنمية موهبة النقد وعدم الإذعان لآراء الرجال دون نقاش.

- مع العبادة يجب التركيز على العلم الراسخ والعمل المجدي ، والعبادة ليست حلا للمشكلات والأزمات فهي في حدّ ذاتها غاية لا حلّ.

- مشكلة الجمود ومحاولة استنساخ التجربة النبوية : ليس علينا تكرار الأحداث وإنما استلهام المنهج ، أي لا بدّ من تأصيل معنى الهدي النبوي وكيفية اتباع السنة.

- التربية على القيم الكبرى كالعدل والحرية والشورى وحقوق الانسان والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية بمختلف مجالاتها.

- مواجهة الهوس الديني المتمثّل في ملاحقة الناس بالخلافات الفقهية ودقائق الأمور الفردية بعيدا عن فقه الحياة والتنمية والعمل ، وإهمال كامل للعلوم المختلة الضرورية لإقامة الحياة الطيبة.

- مواجهة مشكلة تقليد الشعوب المتخلفة في اللباس كالأفغان والصوماليين ( وهي لا علاقة لها بالدين ) وبيان الجانب الانساني في ذلك.

- الموقف من الغرب : ليس كله جاهلية ولا شرا ولا عدوا.

- لا نرفض الأفكار والتجارب لمجرد أنها من الغرب.

- يجب تحطيم جدران الأوصياء : اقرأ كل شيء أيها المسلم، أعمل عقلك ، لا للتقليد الأعمى ، ربما الذي يقولون لك عنه " ضالّ منحرف مبتدع " هو المستقيم وهم الضالون المنحرفون.

- إرساء دعائم العقل المؤمن والإيمان العاقل.

- السلفية الفوضوية تتميز بضمور النزعة الانسانية والحكمة السياسية فلا بدّ من معالجة ذلك من الأساس وبقوة.

- الانتقال بالشباب المسلم من ثقافة الإكراه إلى ثقافة الإقناع.

- بمثل هذه المقاربة يمكن كبح جماح التطرف.

- عندما يشب حريق في بيتك ويدعوك أحدهم للصلاة والتضرع إلي الله عز وجل ، ينبغي أن تعلم أنها دعوة خائن ، لأن الاهتمام بغير إطفاء الحريق والانصراف عنه إلى أي عمل آخر حتي لو كان مقدسا هو الاستحمار الذي يمارسه بعضهم باسم الدين.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين