مفتو مدينة الباب

 

 

منصب الإفتاء منصب خطير فهو توقيع عن رب العالمين ونيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو يلامس حياة الشعب ويعيش مع همومهم .

وكان للمفتي مقر رسمي في دار الحكومة ( السراي ) التي هدمها الطيران الروسي والمجوسي .

 

تولى منصب الإفتاء في مدينة الباب أعلام في الفقه والتقى والورع ولانزكيهم على الله فهو حسيبهم.:

 

١- الشيخ خليل ابن الشيخ محمد الجحجاح :

تولد ١٨١٥ م درس في الأزهر وكان في البداية مفتيا بالوكالة

وعين من قبل السلطان العثماني وكان فقيها .. 

خرج أهالي البلدة من أجل إقالته ووقعوا على عريضة لعزله وقام بنفسه بالتوقيع على العريضة ؟؟؟

وبيني وبينه قرابة أعتز بها جدي حسن الخضر شهيد معركة جانق قلعة في تركيا تزوج جدتي أم أبي وهي مريم الجحجاح رحمهم المولى

لكنه استمر في منصب الفتوى حتى وفاته عام ١٩٠٠ م 

أنشأ جنوب البلدة مسجدا أسماه جامع الوقفية وغلب عليه اسم جامع الحاج خليل وهو آخر السوق القبلي 

دفن رحمه الله في جامع عجان الحديد .

 

٢- الشيخ شريف الدرويش : 

من وجهاء آل درويش في الباب ولم يكن من أهل العلم لكن لشخصيته القوية تم تعينه مفتيا إداريا ووضع تحت جناحيه المختصين بالفتوى وهو والد الأخوة الأصدقاء عبد الغني شريف رئيس بلدية الباب 

والضابط محمد شريف زميل دراسة في المعهد الإسلامي في حلب ، ولده عبد المنعم طبيب انساني عظيم حضر وفاته ميشل عفلق ، رحم الله الشيخ المفتي الأب وسلام على صداقة مع ولده محمد شريف

 

٣- الشيخ أحمد بهجت النعساني

ابن الشيخ محمد توفي ١٩٤٢ م ولاتنسب إليه زيارة الشيخ نعسان في المدينة بل إلى الشيخ النعسان عميد آل النعساني المتوفي في أوائل القرن السابع الهجري

وهي مسجد صغير اعتبروه خلوة للمتعبدين رحمه الله

 

٤- الشيخ محمد سعيد المسعود

تولد ١٩٠٧ م وهو علامة في فروع الفقه الحنفي درست عليه في مدرسة المعابدة

خريج الخسروية بحلب ، اختار مدرسة أبو زلام مقرا له ، ثم عمرّ غرفة في الجامع الصغير (الذي هدمه الطيران الروسي والمجوسي ) كانت مقرا للافتاء ، وهو من زملاء الشيخ محمد الحامد رحمه الله ، وقد زاره الشيخ مصطفى الزرقا فأكرم وفادته ، كان رحمه الله فقيها عالما ورعا جوادا كريما كل ضيوف الاخوان على مائدته لايبارى في الكرم 

يوم مجيء الأستاذ حسن الهضيبي والوفد المرافق له لمدينة الباب كان في مقدمة المستقبلين وأبدى ترحيبا لائقا بالضيوف المصريين واستقبلهم في بيته رحمه المولى

 

٥- الشيخ محمد زكريا المسعود

ابن الشيخ محمد علي تولد ١٩٤٠ م ،، استلم الافتاء سنة ١٩٨٠م فأجاد ونفع ،، وهو عالم وفقيه حنفي متمكن ، ألف عددا من الكتب النافعة ، وهو من الطريقة النقشبندية وهي خالية من البدع ، وشيخها هو عبد الباسط ابو النصر رحمه الله وهو عالم متواضع يحب كل العاملين للاسلام 

استلم أوقاف الباب فأدخل للصندوق مئات الالوف كانت ضائعة وخلص أموال الأوقاف وأراضيها من الناهبين 

وأشهد أنه كان أمينا في عمله لايدخل جيبه قرشا من الوقف ،، 

بني في عهده ٢٥ مسجدا وجدد ٢٥ مسجدا 

وسعى في تأسيس مدرسة شرعية للذكور والاناث ١٩٨٤ وبعد ١٥ يوم من افتتاحها قام حزب البعث في مدينة الباب بالتواطؤ مع رئيس الوزراء زهير مشارقة فألغى المدرستين

 

عام ١٩٩٠م اسس مدرسة الذكور الشرعية والاناث عام ٢٠٠٥ تقريبا ، ثم الغت الدولة الاسلامية المدرستين كما أغلقت بقية المدارس ؟؟؟

تقاعد من الإفتاء والأوقاف عام ٢٠٠١ ومدد له حتى ٢٠٠٥ م 

وله نشاط علمي مشهود في المدينة كالمحاضرات الشهرية التي يحضر لها كبار الدعاة إلى المدينة

 

في الثورة ربما أخذ بحديث كعب بن عمرة ( امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )

 

وانا أعرف الناس به لم ينافق لأحد ،، ولم يتزلف لحاكم ، يؤخذ عليه انه لم يساند الثورة في اولها 

هو معها بقلبه ودعائه وهو ضد الظالمين على طول الخط ،، وكل انسان ميسر لما خلق له ،،

ووقع على بيان علماء حلب مستنكرا سفك الدماء وانتهاك الاعراض والكف عن الاعتقالات التعسفية واطلاق سراح المعتقلين حياه الله .

 

عبد الله بن عمر رضي الله عنه العابد الأواب لم يشترك في الحرب بين علي ومعاوية رضي الله عنهما 

وإن كان ندم في آخر حياته وقال ياليتني كنت مع علي رضي الله عنهما 

ابو يحيى محب لكل دعاة الاسلام،، ولكنه ليس ممن يقتحم المنايا ويقول اتبعوني 

اعذروه وخذوا منه الدعاء والمحبة للثوار والبغض للاشرار ،، حفظه المولى

وقد حمل العلم الى تركيا فكان له حلقات القرآن وتعليم العلوم الشرعية وفقه الله لكل خير

 

٦- الشيخ أحمد شريف النعسان :

والده صديق عزيز رحمه الله 

وهو أديب ومتواضع وفقيه متمكن .. وأهل لمنصب الافتاء وجدير به 

قام بدروس قيمة في مسجد الصديق ،، وقد اعتبره هو واخوته قلعة لهم ،

وله إصلاحات في المسجد يشم منها رائحة الإخلاص ،

وهو ذواقة في اللغة ،، وعنده ورع في الفتوى ،، واختلف مع أهل بلده وانتقل إلى حلب 

ولازال يقوم بنشاطه الديني فيها ، ولم يقم كغيره بالنقاق والتزلف للنظام او الدولة ،،

فلم يظهر على شاشة تلفاز ولم يشارك في حفلات الظالمين ،،

 

وهو بالجملة طالب علم ممتاز ، مخلص لدينه ونبيه .

ابو شريف من الاحبة ولا زال له في قلبي مكان ، فهو ولد شريف النعسان عليه وابل الرحمات 

كان حفظه الله من اوائل من هنأني فور وصولي من السعودية وقال لي المنبر منبرك وكأنه كان مازحا او مجاملا 

فهو عندما يسافر أو يغيب يوكل تلميذا صغيرا له وهو يعلم ويشهد الله أنني لست بطامع في منبر أو محراب

 

دعوته مرارا إلى توسيع مسجد الصديق من جهته الشرقية بشراء الدار التي تباع فاعتذر مع أن له شلة من أغنياء حلب، عرف كيف يختارهم بعناية، وأشهد أن له اسلوبا جذابا معهم ،

 

عمل بأمانة الفتوى في دار افتاء حلب لخمس سنوات ، وقَّع على بيان علماء حلب في ٧/ رمضان /١٤٣٢ مستنكرا سفك الدماء ، وانتهاك الأعراض ، والكف عن الاعتقالات التعسفية ، وإطلاق سراح المعتقلين

 

ومن الأخطاء التي وقع فيها عن اجتهاد خاطئ :تجميده الكتب القيمة المهداة للمسجد وهي موقوفة للتداول .

جاء يوم أوحى له الشيطان بطمس معالم من كان قبله حتى خزن القرآن الالمونيوم التي اوقفتتها أنا للمسجد ، نقلها إلى مسجد آخر وهذا حرام حرام ، وأخيرا نقل كل الكتب والمراجع إلى غرفة المؤذن !!

 

ولما اعتقل ولدي قصدته بالهاتف لقول كلمة مع من يعرف اعتذر ،، واعتذر بموقف اهل الباب منه ؟؟؟

ونسي هو موقفه من الشباب فاعتبر مظاهراتهم انها ارعاب للمسلمين ؟؟؟

 

غفر الله له خطأه وقواه من جديد لخدمة الإسلام بأسلوب جديد ، وهو على ذلك قدير وبه جدير ، غفر ربنا لي وله فنحن رفاق درب وأخوة عقيدة 

فإن اقتحام الأهوال والصبر على السجون ليس بالأمر الهين ولا يقدر عليه ؟؟؟

 

نستطيع أن نقول عنه أنه ممن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، حفظه الله .

 

ولله الأمر من قبل ومن بعد ، وإلى الله ترجع الأمور

 

والله أكبر.. والعزة لله

وعلق على هذه الكلمة الأستاذ عدنان كاتبي :  وممن تولى منصب الأفتاء في مدينة الباب أوائل القرن المنصرم الشيخ محمد راعب الطرابيشي المتوفي سنة 1302 هـ وهو اول من قطن مدينة الباب من آل الطرابيشي واله ترجمته في كتابي علماء من حلب في القرن الرابع عشر الجزء الثاني وكتاب تاريخ الإفتاء في حلب الشهباء.

وعلق فضيلة الشيخ محمد زكريا مسعود:  بارك الله عليكم، وشكر سعيكم شيخنا واخانا الكبير بقية علماءنا الشيخ حسن، وامد بعمركم مع العافية 

لي مﻻحظات : انا كنت مع الثور ة من ايامها اﻻولى، ويشهد على ذلك اللقاءات التي كنا نعرص فيها مطالب ا ﻻمة الى المسؤلين من القاعدة الى القمة والبيانات التي رفعناها ووقعناهتا بصحبة اخينا الكبير الشيخ ابراهيم السلقيني رحمه الله تشهد على ذلك.

ولكن كنت حريصا على دماء ابنائنا قي الباب فكانت لي بعض المواقف التي يظن من ﻻيعرف انها ليست مع الثورة .

وبالنسبة لعلماء الباب وتاريخها فقد انجزت بفضل الله كتاب: " تاريخ الباب واعﻻمها منذ الفتح اﻻسﻻمي حتى ااوقت الحاضر" في عدة مجلدات كتب على الحاسوب وتضمن المجلد اﻻخير المعاصرين وهذا يحتاج الى تنزيل على الحاسوب .

وبالنسبة للمفتين فقدذكرتهم ايصا مع القضاة منذ العصو ر القديمة .

ومن ذكروا اعﻻه فكا ن السلطان العثماني عين الشيخ الجحجاح والدرويش والنعساني ، اما عمي الشيخ محمد سعيد المسعود فقد كان بانتخاب علماء الباب لثﻻ ثة من المرشحين يختار رئيس الجمهورية واحدا منهم فاختار عمي .

اما بالنسبة لي فقد كان بطلب من علماء حلب المجتمعين مع الوفد الوزاري المرسل من دمشق الى حلب اثناء ثورة حلب بعام 1980فاستجاب وزيراﻻوقاف لطلبهم كنوع من التهدئة، واصدر قر اره بتعييني مع قرارات اخرى .

وبالنسبة لبقية العلماء فقد كانوا يقومون باﻻفتاء فعﻻ حيث كان الناس يلجاون اليهم مع وجود المفتين الرسميين 

اما الشيخ الطرابيشي رحمه االه فلم يكن مفتيا رسميا وكان يقوم باﻻفتاء كغيره من العلماء وله ترجمة واسعة في كتابي تاريخ الباب .

مرة اخرى استميح اخانا الكبير الشيخ حسن والسادة المعلقين العذر على اﻻطالة ولكنها حقائق ووقائع

تاريخية احببت بيانها.

ينظر رابط المقالة في صفحة الشيخ حسن عبد الحميد 

 

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1567285033588222&set=a.1394952517488142.1073741828.100009202217981&type=3&theater