معنى قوله تعالى: [فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ]

نص الاستشارة :

ما معنى قوله تعالى :[فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ] {المدَّثر:8} ؟.

الاجابة

ذكر المفسِّرون أن الناقور: هو الصُّور الذي ينفخ فيه يوم القيامة، وعلى هذا يكون قوله تعالى [فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ] {المدَّثر:8}.كقوله:[فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ] {الحاقَّة:13}.

وذكر العلماء أنَّ إسرافيل عليه السلام ينفخ في الصُّور ثلاث نفخات:

الأولى: نفخة الفزع، قال تعالى:[وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ] {النمل:87}.

والثانية: نفخة الصَّعق، التي يموت فيها الأحياء.

 والثالثة: نفخة الإحياء بعد الموت. قال تعالى:[وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ] {الزُّمر:68}.

أما حقيقة الصُّور والنفخ وكيفيَّة تأثير ذلك على كل ذي روح فذلك مما نؤمن به ولا نعلم كيف يتم، وعلى كلٍّ فذلك تصوير لأهوال يوم القيامة مما إذا تدبره الإنسان ازداد لله خشية وله طاعة، ذكروا أن قاضي البصرة (زرارة بن أوفى) كان يؤمُّ جماعة في صلاة الفجر، فقرأ:[فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ] {المدَّثر:9}. فشهق شهقة وسقط ميتاً، قال راوي الواقعة: كنت ممَّن حمله من المسجد إلى بيته، ورد ذلك في  مصادر عدة منها تفسير ابن كثير 4/442، والله سبحانه أعلم.

 مجلة الرسالة الإسلامية ـ بغداد ـ العدد السادس من السنة الثانية والعشرون (1400-1979)


التعليقات