معسكرات الصين وتركستان الشرقية.. انتزاع من الإسلام إلى الإلحاد

معسكرات الصين مخصصة لانتزاع

تركستان الشرقية من الإسلام إلى الإلحاد

د. علي القره داغي

 

وجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القره داغي كلمة إلى مكونات الأمة يستنهضهم فيها لنصرة مسلمي تركستان الشرقية الذين يعانون تحت نير الاحتلال الصيني.

 

وقال د. علي القره داغي في فعاليات المؤتمر العالمي لنصرة تركستان الشرقية بحضور كوكبة من علماء ورموز وسياسيين ومفكرين: إن تركستان هي مهبط العلماء، وهي كثيراً ما كانت مصراً ومرجعية لمعظم علماء الأمة، مضيفاً أن تركستان هذا البلد الكريم يعاني اليوم من ظلم كبير يقر به الأعداء والأصدقاء، وتبين المنظمات الدولية هذه الجرائم الصينية بحق شعب تركستان، مشيراً إلى أن التقارير الصادرة من الأمم المتحدة توضح كيف تحولت تركستان الشرقية إلى سجن كبير لكل أبنائه.

 

وأوضح القره داغي أن آلاف الوثائق التي جرى تسريبها تدين وتفضح جرائم الصين بحق تركستان الشرقية، ورغم كل هذا، فإن الرد الصيني دائماً أنها تحارب الإرهاب، وإن كانت الصين تسمي مقرات الاحتجاز بمعسكرات للتثقيف والتأهيل ومحاربة الإرهاب، مبيناً أنها تصريحات صادقة وكاذبة في الوقت نفسه، فهي للتثقيف نعم، لكن لتثقيف الشعب التركستاني بثقافة غير ثقافة التوحيد الإسلامية، والتأهيل أي يتحول هذا الشعب من أمة مسلمة إلى جزء من الكيان الإلحادي في الدولة الصينية، ومكافحة الإرهاب الذي يراد به الإسلام.

 

وأشار إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ بداية تأسيسه عام 2004 شكل لجنة للأقليات المسلمة تشرفت برئاستها، وكانت قضية تركستان الشرقية جزءاً أساسياً من اهتمامات هذه اللجنة.

 

وتابع: رغم كثرة جراح الأمة، لا يمكن أن ننسى تركستان الشرقية بلد العلماء والجهاد، لافتاً إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجه رسائل إلى الحكومة الصينية بشأن قضية تركستان الشرقية، وكذلك إلى الأمم المتحدة.

 

وقال: حقيقة مع الأسف الشديد أنا لا ألومهم كثيراً، وإنما ألوم أمتي الإسلامية حكاماً ومحكومين، وهذا هو منهج الإسلام ومنهج القرآن الكريم حينما ذكر الله سبحانه بقوله تعالى: (أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ) (آل عمران: 165).

 

وذكر أن الأمة الإسلامية اليوم مفرقة مع الأسف الشديد وممزقة ومتنوعة في ألوانها؛ قسم منها يتجه نحو التطبيع مع الصهاينة، وقسم آخر يتجه نحو التطبيع والتكريم مع العنصريين الهندوسيين الذين يسيؤون للرسول الكريم، وقسم داخل في أحضان الغرب، وآخر في أحضان الشرق، إلا من رحم ربي.

 

وأضاف: الأمة الإسلامية في عمومها يقظة قائمة بالحق، وإن هناك علماء ربانيين لا يمكن أن تخلو عنهم الأرض أبداً، فهذه الأمة في شعوبها وهذه الأمة في علمائها وهذه الأمة في إعلامييها الصالحين، فالعلماء الربانيون يساندونكم ويقفون معكم بكل إمكانياتهم المتاحة، وأهم شيء بدعائنا وتضرعنا ودموعنا لقضية تركستان الشرقية وكل قضايا الأمة.

 

وقال القره داغي لشعب تركستان: أود أن أقول، وحتى نقيم الحجة: إننا نشهد أن قضيتكم حق، إننا نشهد بأنكم مظلومون ظلماً شديداً، ظلماً في أنفسكم بالقتل والتعذيب، ظلماً في أعراضكم بالانتهاكات والاعتداءات، ظلماً في أرضكم، ظلماً في أطفالكم وفي كل شيء.

 

ووجه عدة رسائل؛ الأولى إلى جميع العلماء أن يقفوا مع قضية تركستان، فأنتم ورثة الأنبياء، والوراثة في كل شيء إلا في الوحي، ورثة في كل ما فعله الرسول الكريم، في وقفته مع المظلومين حتى قبل أن يكون رسولاً، فقد شارك في حلف الفضول؛ لأنه كان للدفاع عن المظلومين، فما بالك بعد أن جعله الله رحمة للعالمين، وأنتم أيها العلماء ورثة الأنبياء في قول الحق، أدعوكم أن تبينوا في خطبكم حقيقة قضية تركستان الشرقية وبقية قضايا الأمة، فهذا واجبنا الذي فرضه الله علينا.

 

وقال القره داغي: رسالتي الثانية إلى الحكام المسلمين، والمسؤولين، والسياسيين، إنكم لمسؤولون أمام الله، إنكم بإمكانكم أن تفعلوا الكثير، أدعوكم إلى تبني قضايا الأمة جميعاً، فقيمتكم في تبني قضايا الأمة، قيمتنا جميعاً في وحدتنا، وإلا فيكون الفشل حليفنا؛ "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، فأنتم تتحملون جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية.

 

ودعا منظمة التعاون الإسلامي للاهتمام بهذه القضية، مشيراً إلى أن من أهدافها الاهتمام بقضايا الأقليات المسلمة، متسائلاً: أين المنظمة من تحقيق هذا الهدف الذي اتفق الزعماء عليه عند تأسيس هذه المنظمة؟

 

ودعا القره داغي أيضاً منظمة التعاون الإسلامي لعقد مؤتمر لبحث قضايا الأمة، وبحث قضايا الأقليات بصورة عامة، وما يحدث في تركستان الشرقية وميانمار وبقية قضايا الأقليات بعد أن يتم بحثها بشكل مستفيض.

 

وقال، في رسالة إلى الإعلاميين: الإعلام جهاد كبير، فأنتم في جهاد يجب عليكم أمران؛ أولهما: الوقوف مع إخواننا وبيان حقيقة ما يجري لهم، والأمر الثاني: كشف وفضح هذه الممارسات الإجرامية التي تتخذ بشأن إخواننا وأخواتنا في هذا البلد العزيز تركستان الشرقية.

 

وأوضح أن الإعلام له دور كبير في إساءة وتسويد وجوه المعتدين، سواء كانوا في "الأقصى" أو الصين أو الهند، حتى نثبت للعالم أحقية قضيتنا، فللإعلام دوران عظيمان.

 

كما وجه رسالة إلى عامة المسلمين بأن يكون لديهم الوعي اليوم ليعرفوا ماذا يحدث في العالم، إذا لم نتفق ونتعاهد ولم نتحرك حركة علمية اقتصادية ضد المنتجات الصينية فلن يتأثر هؤلاء.

 

وقال القره داغي: كما قلنا، كانت هناك ميانمار، ثم بعد ذلك الصين، وكذلك الهند، فحقيقة الخطة العالمية الخبيثة تريد اجتثاث المسلمين باختصار، أو تبغونها عوجاً، قد لا يستطيعون اجتثاثنا، لكنهم يبغونها عوجاً؛ أي لا تكون الأمة على الصراط المستقيم، بل على الصراط المعوج، فيجب علينا أن نقف موقفاً حتى ولو لم تكن الدول تعمل فيجب علينا الإحساس، والإحساس يترتب عليه العمل سواء كان عبر المقاطعة أو أي شيء نستطيع القيام به.

 

واختتم القره داغي كلمته بقوله: إن شاء الله نزور هذا البلد "تركستان الشرقية" وقد استقل.

 

يشار إلى أن المؤتمر العالمي لنصرة تركستان الشرقية انعقد في مدينة إسطنبول في الفترة من 10 – 12 يونيو 2022م لبحث سبل وتصورات نصرة الشعب التركستاني المسلم الذي تحتل الصين بلده منذ عام 1949.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين