مطامع اليهود في الأردن!!
د. صلاح الخالدي
لليهود أطماع كبيرة وخطيرة في الأراضي الأردنية، وهي أطماع مبنية على نصوصهم الدينية المزعومة، ولا يمكن أن ينسوها أو يتخلوا عنها، لأنها جزء من دينهم وعقيدتهم!!ولمنظمة الشباب الإسرائيلي «الهيتار» نشيد ديني، ينشده الشباب هناك، وفيه عبارة نقول: «لنهر الأردن ضفتان: الضفة الغربية لنا، والضفة الشرقية لنا أيضاً»!! ويسمون الأراضي الأردنية: «الجانب الأردني لأرض الميعاد»!! وعندما تأتي أفواجهم السياحية إلى جبل «نبو» عند مادبا، حيث يزورون قبر نبيهم موسى عليه السلام؛ يقولون عن المنطقة: «هذه أرض إسرائيلية داخل الأردن»! وقد تقدم حاخامات يهود إلى الأردن بطلب عجيب، حيث طلبوا السماح للسياح اليهود بإقامة صلوات وشعائر دينية على قمة جبل نبو، يؤديها الحاخامات المشاركون في الأفواج السياحية!!
وإذا كانوا يطلبون هذا طلباً الآن، فماذا سيفعلون في المستقبل؟ هل سنشهد رفع قضايا أمام المحاكم اليهودية، وإقرار قوانين في «الكنيست» عندهم، يطالبون فيها بتملك قبر موسى في نبو، وقبر هارون في البتراء، وإقامة «مستوطنات» في مواقع يزعمون أنهم كانوا مالكين لها؟ وكم سيكون الأمر خطيراً جداً، إذا طلب اليهود من أمريكا تنفيذ هذا الطلب؟ وإذا استصدرت أمريكا قراراً من مجلس الأمن بالتنفيذ؟!!
يزعم اليهود في دينهم المحرف أن الله أعطى أباهم إبراهيم هذه الأرض، وعاد فأعطاها لأبيهم يعقوب، ولهذا يسمونها «أرض الميعاد».. وأدعو إلى قراءة إصحاحات سفر «التكوين»، وهو أول أسفار العهد القديم - أو التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام - والوقوف على نصوص السفر التي تقرر تملكهم الأبدي لأرض الميعاد حتى يوم القيامة!
وأرض الميعاد - وفق النظرة اليهودية - محددة من ثلاث جهات، والجهة الرابعة مفتوحة! يزعمون أن حدودها الشمالية هضبة الأناضول، حيث ينبع نهر الفرات، وأن حدودها الجنوبية نهر النيل، وأن حدودها الغربية البحر الكبير «البحر الأبيض المتوسط» وقالوا عند حدودها الشرقية: إنها تخوم الصحراء!!
لاحظوا معنا خبث وكيد اليهود. إن كلمة «تخوم الصحراء» مطاطة فضفاضة! فأي صحراء هي؟ هل هي صحراء الأرض الشرقية، حيث الجفر والبادية؟ أم هي صحراء المنطقة الشمالية في الجزيرة العربية؟ أم هي صحراء المنطقة الشرقية للجزيرة العربية؟ أم هي صحراء الربع الخالي في جنوب الجزيرة العربية؟ كل هذا محتمل عند اليهود، وقد تركوا الحدود الشرقية لأرض الميعاد مفتوحة ليحققوا مطامعهم فيها!!
واهمٌ ومخطئ من يظن أن اليهود قد تخلوا عن مطامعهم في أرض الميعاد الكبرى! لأنها جزء من دينهم. ولا يلغي تلك المطامع المعاهدات التي يعقدونها!! أما تاريخهم في الأردن حسب مزاعمهم؛ فسنتحدث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله!
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول