من منا يعرف كيف قُتل هادي بن حسن نصر الله؟ هل قتل في عملية استشهادية ضد إسرائيل؟ أم أنه قتل في شجار في حانة بينه وبين ابن عماد مغنية على بنت؟ لا نظن أن أحدا كان يعرف أن هادي قتل في حانة في خلاف على بنت إلى أن نشر السيد أنور مالك وثيقة من المخابرات السورية تثبت أنه قتل في حانة. فكيف غفل الناس عن الحقيقة وظنوا أنه استشهد في عملية جهادية؟؟؟ إنه الإعلام
? أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ:
ولقد أرشدتنا السنة الصحيحة إلى أهمية البيان والإعلام فقال رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ؛ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ. فَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوٍ مِمَّا أَسْمَعُ مِنْهُ. فَمَنْ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا، فَلَا يَأْخُذْهُ. فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ بِهِ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ". (متفق عليه). وهو يبين فيما يبين أن الناس ببيانهم يمتلكون القدرة على إقناعك بشيء قد لا يكون صحيحا.
هذا المبدأ هو الذي يجعل الإعلام عاملا حاسما في صناعة الرأي العام وتعليم الناس أو خديعتهم. ولذلك يقول المثل في بلادنا: "عقلك براسك تنين بديرو". عقلك في رأسك واثنين يديرونه. وقد رأينا تاريخيا كيف استطاع الإعلام خلال 48 ساعة أن يحول نسبة الأمريكيين المؤيدين للحرب الأولى ضد العراق من 47% إلى 78% كما أذكر، بل رأينا كيف كسب الحرب الباردة بكاملها دون إطلاق طلق ناري واحد.
وقد رأينا تصديق ما سبق أمام أعيننا حيث أصبحت الكاميرا التي تلتقط صور جرائم السفاح وتلتقط فعاليات الثورة أكبر عدو عند السفاح المجرم. إذ لو كانت الكلمات تبين الحق أو تزين الباطل فصورة واحدة تساوي ألف كلمة كما يقولون. والصورة هكذا أقدر على إظهار الحق وبيانه للناس أو طمسه وتزيين عكسه. فإذا انضمت الصورة للكلمات المؤثرة أصبحت قادرة على فعل المعجزات. وما كان لثورتنا أن تنجح وتستمر إلى الآن لولا الله الذي يسر لها الصورة التي فضحت المجرم وعرته أمام الناس.
في المقابل استطاعت الفلول في مصر هزيمة ثورة عظيمة فجرها شعب حضاري أصيل. وفجرت الثورة المضادة وسجنت إرادة الأمة ورئيسها الشرعي المنتخب. وأعادت عقارب الساعة إلى الوراء لفترة من الزمن. وأعادت العسكر والنظام البائد إلى السلطة كل ذلك مع وجود جزء من الثوار معهم يخربون بأيديهم بيوتهم. فكيف نجحت الثورة المضادة والفلول بكل ذلك بهذه السهولة بل وكسبوا صوت بعض من الشعب معهم؟ لا شك أنها مجموعة عوامل لكن أحدا لا يكاد يجادل أن الإعلام كان أهمها وقائدها وموجهها.
فأهمية الإعلام أدركها الظلام منذ عهد مشركي مكة فبذلوا كل ما يملكون لإسكات صوت الحق. فمر معنا أنهم قَالُوا: لِابْنِ الدَّغِنَةِ: مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ. وَلاَ يُؤْذِينَا بِذَلِكَ وَلاَ يَسْتَعْلِنْ بِهِ؛ فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا! فأرادوا أن يسكتوا صوت أبي بكر رضي الله عنه وهو ما يشابه محطة بث في أيامنا. بل حاولوا منع أي إعلام للإسلام بأي طريقة حتى ولو بالتشويش عليه. قال تعالى: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ".(فصلت : 26)
وقد رأينا كيف كانت داعش تقوم باستهداف الإعلاميين بشكل خاص. وتلاحقهم خطفا وقتلا وترهيبا لإخراجهم من مواقع القتال ونقل الأحداث. منهم مثلا طاقم قناة شذا الحرية في حلب؛ تم قتلهم بإعدام ميداني وهم أربع شباب صغار لا يعملون إلا بنقل الأحداث. ونجا أحدهم فنقل ما جرى موثقا. وتبرر داعش ذلك أنهم يقومون بنقدها بين الناس وفي وسائل الإعلام. مع أنه هذا عملهم فعمل الإعلام نقد الواقع ولكن بحق. فكان قتلهم خدمة مزدوجة لتنظيمها وللنظام الأسدي لإسكات الإعلام.
? أهمية الإعلام:
مما سبق قد نستنتج أهمية الإعلام في النقاط التالية:
1. نشر الفكر الصحيح وبيان الحق للناس.
2. تعليم الناس وتطويرهم وحثهم على الخير.
3. فضح الباطل وبيان ضلاله وفساده.
4. مراقبة السلطات الثلاث في الدولة وهو ما يطلق عليه اسم: السلطة الرابعة.
5. يستطيع الباطل تزيين باطله عن طريق الاعلام.
6. يستطيع الباطل التشويش على الحق عن طريق الاعلام.
7. سيعمل أهل الباطل دائما على إسكات صوت الطرف الآخر لأنهم لا يمتلكون حجة تقابل حججه.
? السلطة الرابعة:
معروف أن الدول تقوم على ثلاث سلطات:
السلطة الأولى هي التنفيذية: وهي كل أجهزة الدولة التنفيذية مثل مؤسسة الرئاسة وحفظ الأمن الخارجي عن طريق الأمن والقوات المسلحة. وحفظ الأمن الداخلي عن طريق الشرطة. وحفظ الصحة العامة ومنع الأمراض عن طريق وزارة الصحة. وبناء جهاز تعليمي متطور عن طريق وزارة التعليم..... إلى آخر وزارات الدولة والتي هي جميعها تنفيذية تقوم بأفعال على الأرض. ويقيم البحث العلمي عن طريق وزارة مثلا أو يتركها للقطاع الخاص والشركات الخاصة للقيام بها بحسب الحاجة وبحسب قناعات الناس. وهنا يأتي دور السلطة الثانية وهي:
السلطة الثانية، التشريعية: فالسلطة التشريعية هي التي تضم ممثلي الأمة. أي المجموعة المنتخبة من قبل الشعب صاحب القرار النهائي في جميع شؤونه لتمثيل وجهات نظره. فتشرع في إقامة وزارة للبحث العلمي مثلا أو ترك ذلك للقطاع الخاص. وهي التي تناقش الميزانية العامة للدولة فتقرها أو ترفضها. فتقوم السلطة التشريعية هكذا بمراقبة السلطة التنفيذية وضبطها وإيقافها عند حدودها أساسا عن طريق ضبط مصروفاتها. وتقوم بوضع كل تشريعات الدولة وقوانينها. وهي التي تحسم النزاع حول تفسير نصوص الدستور لو فشلت السلطة القضائية في تفسيره.
السلطة الثالثة، القضائية: فالسلطة الثالثة القضائية لها بشكل أساس عملان رئيسيان هما: حسم المنازعات بين الناس بالعدل الذي يرضي جميع الأطراف. وحسم المنازعات بين الناس والدولة، وبين الدولة والدولة كل ذلك بالعدل. وهذا كله عملها الأول. أما العمل الثاني للسلطة القضائية: فهو قيام المحكمة العليا أو محكمة المظالم بتفسير الدستور حين الاختلاف عليه. فما دمنا نقول أن القرآن هو دستورنا في الدولة الإسلامية فماذا نفعل إن اختلفنا على تفسير نص فيه وقد اختلف الصحابة على تفسير نصوص فيه؟ هل نكفر بعضنا أم نتقاتل؟
عند المسلمين العقلاء تقوم منظومة قانونية منضبطة محايدة تضبط الفهم الذي تتبناه الدولة. ولسنا في صدد شرح كيفية التعامل مع الاختلافات لكنا نلقي نظرة عن عمل السلطات الثلاث لنتعرف على أهمية السلطة الرابعة وهي الإعلام. فالإعلام هو السلطة الرابعة لأنه يراقب كل أجهزة الدولة وسلطاتها. فهو من يفضح الرئيس الخائن. وهو من يبين كذب مجموعة من المقاتلين مثلا.
وهو من يراقب السلطة التشريعية وممثلي الأمة. بل يراقب عمل السلطة القضائية ويفضح القضاة المرتشين مثلا. ولذلك تجد كل أهل الظلم والبغي أول ما يُسكتون إنما يسكتون الإعلام. من هنا نفهم أن إخراس جهات تدعي الإسلام للإعلام إنما هو خيانة للإسلام. أما من يضبط الإعلام ويراقبه ويتوازن معه فهو السلطة التشريعية بوضع التشريعات التي تمنع الإعلاميين من الكذب. والقضاء الذي يقرر وقوعه فيه أو عدمه.
? تسخير الإعلام لدعم الثورة:
جاء في دليل الثورة السورية: أن الثورة قد نجحت نجاحا جيدا في إيصال صوتها للعالم العربي. ولذلك نجحت إلى الآن. ونزيد هنا أن الإعلام الثوري لم يستطع إيصال صوته للإقليم ولا للعالم. كما لم يستطع إيصال صوت الثورة إلى جماهيرها. ففي ثورة نجحت مثل الثورة الإيرانية كانت رسائل الخميني تملى للناس على الهاتف فيستنسخونها ويوزعونها على الناس، فيوصلون بذلك تعليمات القيادة للناس. أي كان الإعلام الثوري يوجههم ويرشدهم إلى التصرفات الصحيحة.
أما إعلامنا في ثورتنا المجيدة فقد فشل في توجيه الثورة وحل مشكلاتها. وفشل في رفع سوية الثورة الثقافية وتعليم الناس. وفشل في نشر قواعد العمل الصحيحة وشروط النصر. وفشل في ضبط من يزعمون أنفسهم قادة للثورة أو من يزعمون حق تمثيلها، ولم يظهر حقيقة أنهم غير مؤهلين ولا يمتلكون أية خطط للعمل وصناعة النصر للثورة. ولم يفضح أنهم متمسكون بالكراسي تمسك بشارون بها.
و ليست الإمكانيات هي المصيبة كما نظن دائما، فكل ما سبق من الفشل يقع مع أن بعض من يعتقدون بأنفسهم قادة ملهمين يمتلكون محطات بث إعلامي تطيعهم. ومع ذلك لم يكونوا على الثورة إلا ضدا. لكن أنى لهم أن يحلوا مشاكل الثورة وهم غير قادرين على تصور وجود الحلول أصلا؟ في حين أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم العاقل منا أن العلاج موجود لكن بعضنا يعجز عن معرفته فقال:
" مَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً. عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ ". رواه أحمد وقال محققه: (حسن صحيح). أي أن حلول المشاكل موجودة لكن مبدعنا وعاقلنا وعالمنا فقط هو من يمتلك القدرة على معرفتها وتسخيرها لخدمة الناس. مما يجعلنا نلخص وضع الإعلام الثوري بالتالي:
نجح الاعلام الثوري في:
- نقل صورة الإجرام إلى بعض المحطات العربية.
- الإبقاء على الروح المعنوية والثقة بالنصر مرتفعة إلى حد ما.
فشل الإعلام الثوري في:
- ايصال صورة الإجرام للإعلام الإقليمي.
- إيصال صورة الإجرام للإعلام العالمي.
- إيصال صوت الثورة للناس في العالم.
- توجيه الناس في العالم إلى إقامة العدل ونصرة الثورة.
- مراقبة وضبط المتسلقين والفاشلين من المتصدرين وإظهار حقيقتهم للناس.
- البحث عن حلول لمشاكل الثوار ثم إيصالها إليهم.
- رفع السوية الثقافية للثوار وتدريبهم على مهارات صناعة النصر.
والمهم هنا أن نعمل نحن على تغيير ما فشل الإعلام الثوري في أدائه فنرفع معنويات الثوار ونساعد في حل مشكلاتهم. ثم نساهم في رفع سويتهم العلمية وتدريبهم على آليات صناعة النصر ونوصلها إليهم في خنادقهم. ونعلم العالم من حولنا بأهمية ثورتنا وعدلها. ونعلم كيف يستطيع العالم مساعدة الحق والعدل الذي تمثله أنبل ثورات البشر.
? مقابلة الإعلام والتنبه للعبة:
من جهة ثانية علينا أن نتقن التعامل مع الإعلام حتى لو كان معاديا. والأصل العام الذي يخرج عموما من كل مأزق إذا ما كنت في مقابلة إعلامية هو إعادة الأمور إلى بساطتها وأصلها. فأصل ثورتنا الخلاص من الرئيس الإله الجاثم على صدورنا مدى الحياة. والبحث عن الكرامة والحرية ومنع التقتيل والتعذيب والاستخفاف بالإنسان. وإقامة العدل بين الجميع. هذا الأصل هو ما يجب أن ندندن حوله ليل نهار ونعود إليه في الإجابة على كل سؤال. ومهما حاول المقابل أو المذيع نعود دائما إلى الأصل وإلى أطفال درعا الذين اختطفوا فقط لأنهم كتبوا على الجدران انهم يريدون إسقاط الرئيس الإله.
أما لعب الإعلام التي يعبث بها بمشاعر السامع والمشاهد ويحاول بها قلب الحق باطلا والباطل حقا فهي كثيرة جدا منها مثلا: أن تنقل قضية وتجعلها حقيقة واقعة مع أنها كذب صراح أو هي قضية احتمال حدوثها ضعيف جدا في أحسن الحالات. ومثال ذلك إطلاق إعلام الهلال الرافضي كذبة أن السيد سعد الحريري قد قبل كل شروط حالش من أجل ترأس تشكيل وزارة. أطلقوا ذلك في نفس اليوم الذي بدأت فيه المحكمة الدولية بمحاكمة الروافض المجرمين المتهمين في اغتيال الشهيد رفيق الحريري. ومنها مثلا كذبة أن الطفل حمزة الخطيب كان ذاهبا لاغتصاب نساء الضباط!! أو في بداية الثورة تكذيب حصول المظاهرات؛ وأن تجمع الناس كان لشكر الله على نعمة المطر... وغيرها كثير.
ومن ألاعيبهم أن يقول الإعلام الذي يدعي الحيادية: إن الطرفين في سوريا يمنعان المعونات من الدخول لمساعدة الناس وفك الحصار عنهم. وهي كذبة صريحة. وحتى لو وقع أن طالب قائد من قادة الثورة ببعض المعونات مقابل السماح للقوافل بالمرور في مناطقه فتبقى العبارة كذب. لأنه تعميم مضلل، فطلب ثائر مرة لا يساوي ولا يوازي بأي حال من الأحوال آلاف المرات التي منعت السلطات المجرمة دخول المعونات للمدنيين. أي أن وقوع مرة أو عشر مرات لا يمكن بحال من الأحوال أن يصاغ في عبارة تجعله مساويا لفعل مدروس يقوم به جيش منظم من أجل تجويع الحاضنة الشعبية للثورة التي ثارت على الجلاد وعقابها على ثورتها. وهناك قواعد إعلامية محددة تحكم العمل الصحفي والإعلامي، غالبا ما يتم تجاهلها عمدا أو ضعفا في مهنية الوسيلة الإعلامية.
ومثل ما سبق تماما: جعل الطرفين على أنهما يختطفان الناس أو يقصفان المناطق المدنية. في حين أن الخطف والقصف من الجيش النظامي المجرم والذي بدأ حتى قبل أن تتحول الثورة إلى ثورة مسلحة كما نذكر جميعا. وأما حالات الخطف التي تنسب للثورة فلم يقم بها في يوم من الأيام إلا أزلام المجرم السفاح المندسين في صفوف الثورة. وهم مثلا من اختطف الأب: "باولو دليلليو".
والعاقل يدرك ذلك بغير عناء. فالأب باولو مثلا وقف من الثورة من لحظاتها الأولى. ودافع عن الشعب السوري كله بجميع طوائفه. وطرده السفاح من سوريا بناء على وقفته المشرفة تلك. فمن مصلحة من إذا اختطافه أو أذاه؟؟؟ وكذلك اختطاف المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان السيدة رزان زيتونة؛ إذ من يحقد على من يدافع عن حقوق الناس؟؟؟!!! هذه الأفعال لا يفعلها إلا المجرم أو أذنابه.
ومن الألعاب الإعلامية أن يخرج شخص عن الحوار ليقوم على تصحيح معلومة لا يخدم تصحيحها إلا النظام المجرم. وهل يكون ثوريا ويحس بشناعة الإجرام الذي يرتكبه السفاح من يفعل ذلك. خاصة إذا كان تصحيحه المزعوم ليس إلا كذبا صُراحا؟؟؟
ومثله ايضا: أن يسأل المذيع عن طول فترة الأحكام العرفية التي قبعت تحت ظلمها سوريا كأطول فترة في العالم منذ انقلاب البعث. فيخرج المجيب عن طريقه ويكلف نفسه عناء تصحيح معلومة أن نظام البعث ليس هو من وضع سوريا تحت سطوة الأحكام العرفية، ويتعمد الكذب في دفاعه. فالحقيقة والتاريخ يثبتان أن البعث المجرم هو من أدخل سوريا تحت الأحكام العرفية منذ 8 آذار 1963. وبذلك كان أطول فترة أحكام عرفية في التاريخ.
ومن ذلك: أن يتبرع المتحدث باسم الثورة بمعلومات لم يُسأل عنها تصب في مصلحة النظام المجرم كأن يخرج ليبين أن مطار دمشق مازال مفتوحا وأنه آمن.
ومن ألاعيب الإعلام أيضا: أن يتحدث عن الحرب أنها بين نظام مقابل معارضة، أو بين نظام وجماعات غير سورية جاءت من الخارج، وليس ثورة شعبية مضطهدة بدأت سلمية في مقابلة نظام قاتل مجرم سفاح. واتهام الطرفين مثلا بخروقات في حقوق الإنسان وكأنهما طرفان يقومان بنفس الأعمال الإجرامية.
ومن تلاعب الإعلام: أن يمنع التحدث عن الطائفية في حين أن المجرم يمارسها علانية، ويعتبرون أنفسهم غير طائفيين بمنع التحدث عنها في حين أن التحدث عنها يفضحها ويظهر إجرامهم ويمنع من استمرار التهييج الطائفي.
وهكذا على الثوار الأبطال بيان هذه الحقائق للناس وفضح ممارسات الإجرام من خلال دعم الإعلام الثوري. وإنشاء محطات للثوار ومدها بكل الإمكانيات والكوادر والمراسلين وحمايتها. وبنفس الأهمية توفير الحماية لكل وسائل الإعلام في العالم وخصوصا المحايد منها والمتعاطف مع الثورة، لكي تدخل وتنقل الحقائق. وكل من يقوم بالاعتداء على هذه الطواقم الإعلامية أو خطفها بغرض المال يجب أن يعتبر من ألد أعداء الثورة لأنه يعمل على تشويهها، ومنع نقل الحقائق على الأرض.
وهذا لا يخدم إلا النظام الأسدي ويمده بالذرائع لاستمرار قتل الناس والاستمرار في خداع الرأي العام الدولي. مع يقيننا أنه يوجد تحيز من بعض الحكومات والأجهزة الإعلامية ضد الثورة ولكن يجب علينا نحن أن نؤدي واجبنا كاملا. فنكشف الحقائق ونترك التذرع بأن هذا عمل لا ينفع ولن يغير شيئا من واقع الثورة؛ فالعالم كله ضدنا. فعدم توقع الكثير منهم لا يعني عدم فعل واجبنا كاملا. ولا يعني تركه ليعوي علينا. كما أن العمل على تحويل المراسل إلى صفنا يكسبنا كثيرا جدا.
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
ذات صلة
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول