مرحلة التغيير

لا بد من إنشاء وتربية جيل يسعى للتحرير، لنعالج الواقع المؤلم المرير، أحد أهدافه الخلاص من المستبد الطاغية القاتل الشرير، الذي حكمنا بالنار والحديد منذ زمن ليس بقصير، فالرضا والخنوع لا يقبل من عاقل بل ويعتبر تقصير، فطعم الذل علقم مرير، ولا أجد له أي قبول أو تبرير، وما لم نوحد كلمتنا وصفنا لنخرج بمشروع إنقاذ فإن وضع الأجيال القادمة على المحك وسيكون جد خطير، وسيدوم الذل والهوان ويستمر القتل والتغييب والتهجير، ولن تجد بعد ذلك في أمتنا إنسانًا حراً يرفع رأسه ويصدع بالحق بل مجرد عبد أجير، وسيستوي في ذلك الوضع حال المتعلم والأمي والغني والفقير، ومن لبس الخيش أو تنعم بالحرير، ومن افترش الأرض والتحف السماء ونام في المخيمات على الحصير أو نام على السرير، فالحياة بلا حرية طعمها أليم مرير، ولذلك كان لزاماً علينا تنشئة جيل فريد مؤمن قوي متسلح بالعلم والفكر والتربية وعلى التحرير قدير، ينهل من نبع القرآن والسنة ويشرب من ذلك الغدير، لا يوجد في قاموسه أمر صعب أو مستحيل أو عسير، يخلص الأمة من الطاغية بشار وينقله إلى جهنم وبئس المصير، ليقود بعدها الناس نحو التغيير، بهمة العظماء لنبدأ مرحلة التعمير، وتحقيق الحلم المنشود الكبير في بناء دولة الحق والمواطنة ونظام حكم رشيد يقوم على التدوير، ولا يُحصر فيه القرار بيد فرد ينصب نفسه علينا للأبد كرئيس أو أمير، ويحول الشعب كله بيده كالأسير، فعصر الاستحمار ولى وكذلك عصر بشار الحقير، ومهما طالت الثورة فلا بد من ولادة الحرية بعد المخاض العسير، على يد أبطال صوتهم أعلى من الزئير، فيا أيها الشباب استمروا في ثورتكم والله بما تعملون بصير، وعلى نصركم قدير، سلاحكم الصدق وصوتكم يعلو بالتكبير، فسيروا بخطى واثقة، وهمة عالية، وعقيدة راسخة لا تعرف التكفير، والله ناصركم فلا تيأسوا وتابعوا المسير، فلا غنى عن ثورتكم التي لا بد وأن تأتي بإذن الله بالحرية والتحرير.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين