مداخل الشيطان وخطواته (4)

التحذير من اتباع خطوات الشيطان:

أرسل الله تعالى الرسل، وأنزل الكتب وحذَّرهم من عدوِّهم الأول إبليس.

وحذَّرهم من أن يصدَّهم عن سبيله، وبيَّن لهم عداوته.

فقال سبحانه:[وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ] {الزُّخرف:62}.

وقال عز وجلَّ:[إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ] {فاطر:6}.

التحذير من عبادة الشيطان وطاعته:

[أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ(61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ(62) ]. {يس}..

أي: ألم نأمركم على لسان رسلنا بألا تطيعوا الشيطان لأنه لكم عدو ظاهر العداوة، فلا يدلكم إلا على ما فيه هلاككم. وقلنا لكم: اعبدوني وحدي، هذا الطريق المستقيم الموصل للجنة، ولكنكم لم تسلكوه، بل سلكتم طريق الشيطان حتى أضلَّ منكم خلقا كثيرا. فهل فقدتم عقولكم حتى تطيعوه؟.

التحذير من اتباع خطواته:

[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ] {النور:21}.

ومن اتباع خطوات الشيطان:

1 ـ اتباع الهوى: [وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ] {القصص:50}.

2 ـ اتباع سبيل المفسدين: [ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ] {الأعراف:142}.

3 ـ اتباع الشهوات: [فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ] {مريم:59}.

4 ـ اتباع السبل: [ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ] {الأنعام:153}.

5ـ اتباع الظن: [إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ] {الأنعام:148}.أي: ما تتبعون إلا الوهم والظن الباطل الذي لا يغني عن الحق شيئا، وما أنتم إلا تخمِّنون تخمينا لا يستند إلى شيء.

6 ـ اتباع الآباء: [وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا] {لقمان:21}.

7 ـ اتباع المتشابه: [ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ] {آل عمران:7}.

زيغ: أي: بُعد عن الحق والصواب .

ما تشابه منه : أي : ما احتمل أوجهاً كثيرة.

ابتغاء الفتنة : أي: طلباً لفتنة الناس عن الإسلام بالتشكيك فيه.

وابتغاء تأويله: أي: رجاء أن يأوِّلوه ويصرفوه عن معناه الذي يوافق المحكم إلى ما يوافق أغراضهم وشهواتهم.

فكل هذه الأنواع هي اتباع لخطوات الشيطان التي حذَّرنا الله منها.

والضمان الوحيد لسلوك طريق الحق والابتعاد عن خطوات الشيطان هو الاستسلام الخالص لله: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ] {البقرة:208}.

نتيجة اتباع الشيطان:

1 ـ الخسران:

[وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا] {النساء:119}.

2 ـ الهداية إلى السعير:

[وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ] {الحج:4} ..

3 ـ الحشر والحضور حول جهنم:

[فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا] {مريم:68}.

4 ـ الندم:

[حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ المَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ القَرِينُ] {الزُّخرف:38} .

[وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا(29) ]. {الفرقان}..

5 ـ الوعد الباطل:

يقوم إبليس خطيباً في أهل الكفر والضلال يتبرأ منهم، ويزيدهم حزناً وحسرة: [وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ] {إبراهيم:22}.

[كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ] {الحشر:17}.

6 ـ الإلقاء في الجحيم:

[وَبُرِّزَتِ الجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ(91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ(92) مِنْ دُونِ اللهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ(93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالغَاوُونَ(94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ(95)]. {الشعراء}..

وصلى الله على سيدنا محمد وأله وصحبه وسلم.

انتهت بحمد الله وتوفيقه الحلقة الرابعة

وتليها الخامسة والأخيرة

نشرت 2011 وأعيد تنسيقها ونشرها 3/10/2021

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين