مخطط تخويف الأقليات والتخويف عليها

 المجتمع الدولي هل هو شريك في الجريمة ؟!

 

 

لا شيء يجدي ..

وكل ما يقوله الشعب السوري ، وكل ما يتوافق عليه ، وكل العهود والمواثيق التي تصدرها قواه الحية ، وكل المجالس والهيئات التي يتمثل فيها المجتمع السوري بألوان طيفه كل أولئك لا يكفي ولا يقنع ولا ينفع .. ولا يغير شيئا من الادعاء الكاذب الذي يتشارك فيه قاتل الأطفال بشار الأسد وشركاؤه وحلفاؤه وداعموه حول العالم عليه حول : تهديد المجتمع السوري للأقليات التي تعيش في صميمه محمية مكفية منذ أن كان التاريخ والمجتمع والناس ..

كل دوائر المخابرات العالمية والإقليمية ، وكل دوائر صناع السياسة العالمية والإقليمية ، وكل منظمات أساطير حقوق الإنسان المموهة يلعبون معا مع قاتل الأطفال بشار الأسد وعصاباته على مخطط واحد هو ( تخويف الأقليات والتظاهر بالخوف عليها ) ويستخدمون كل الأساليب والمخرقات والشعوذات المخابراتية لإظهار أن خطرا ما يحيق أو يترصد بفئة ما من أبناء هذه الأرض . مرة تكون هذه الفئة مسيحية في معلولا أو في جرمانا . مع الاعتذار عن صمت الإعلام ( الحر جدا ) عما جرى منذ أيام على أهل وادي النصارى في مرمريتا فشاليش وعصابات الأسد الذين خطفوا وروعوا ليسوا من الجيش الحر الذي يجب أن يُشهر به ويُخوّف منه !!!

 ومرة تكون الأقلية درزية في السويداء ، إذ ما أسهل استئجار بعض الأجراء يلقى عليهم ثوب البدو الشرفاء لإشعال نار فتنة هناك ، ومرة تكون كردية ومرة تكون يزيدية كالذي نتابع ويتابع المجتمع الدولي والإعلام المسيّر متابعة البلهاء أو الخبثاء..

 وعند كل متعطف يعلو الغبار، ويستنفر أدعياء الحرية والإنسانية ، وتقرع الطبول والنواقيس وينفخ بالأبواق ويُدعى بالنفير لأقلية تتعرض للفتنة أو للإبادة حسب تعبير الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته علي يد أدعياء أسهل ما يوصفون به أنهم بعض أبناء الإسلام ..

ولا أحد في المجتمع الإنساني المتحضر المتمدن المتعلم الذي أتقن مناهج البحث العلمي وفنون التوثيق المهني يحاول ولو لمرة واحدة أن يتوقف ليتساءل ، ولا نريد أن نقول ليشكك حسب منهج ديكارت ، الذي يزعمون أنه كان منهجا نقديا حرا قامت عليه حضارة الإنسان ، لا أحد يريد أن يتساءل من ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ وما هي حقيقة هؤلاء أصحاب اللحى الطويلة والدشاديش القصيرة والذين يكون القتل عندهم أيسر من شرب الماء ؟! من هم ؟ ومن اصطنعهم ؟ وإلى أي مختبر مخابراتي ينتمون ؟!

فالمجتمع الدولي الشريك في الجريمة الاتهامية الاستباقية للذات الإسلامية العربية الرافضة في أصل تكوينها لكل أشكال العدوان والابتزال العنصري يرفض أصلا أن يتوقف عند قراءة المشهد بأبجديات التكوين والصيرورة و على خلفية ما توفر من سوابق عن المجرم الأفّاك القاتل الأثيم ..

أكثر من أربعين عاما عمر الجريمة التي ما تزال تحكم الشعب السوري، كل الشعب السوري بكل الشر الذي تم توزيعه على الكل ، ومع ذلك يتجاهل الدارسون والباحثون هذه الحقيقة العلمية الواقعية ، ليقفزوا إلى مستقبل لم يسمحوا له أن يعبر عن نفسه بموقف اتهامي استباقي وبدون أي ركيزة أو معطى علمي أو عملي . إن الجريمة التي حكمت وتحكم سورية هي التي تخرّج وتحرك اليوم كل المجرمين على خشبة المسرح ليثبتوا إفكا طالما اختبؤوا وراءه ، ويجدون مع الأسف في الساحة الدولية البحثية والسياسية والإنسانية مجرمين آخرين ( يريدون التصديق ) ويتظللون به وإن كانوا في حقيقة الأمر لا يصدقون ..

هذه واقعة الوزير اللبناني ميشيل سماحة شاهد عدل ينسف كل ما يزورون ويفبركون . حيث كل أركان الجريمة واضحة بتوثيق قضائي منقطع النظير . المجرم الكبير الذي أوجد المجرم الصغير والذي خطط للجريمة ، والذي باشر في التنفيذ ..

المجرم الكبير الذي كان يريد أن يرسل للأقلية رسالة الخوف ، وللعالم رسالة التخويف ، لماذا يسقطها المجتمع الدولي اليوم من أدوات بحثه وتعقبه وتحققه وهو يتابع مشهد من يخوف اليزيدين ؟!

جريمة ميشيل سماحة ، وميشيل سماحة أداة مسيحية ، تقتل مسيحيين ، لتقول للعالم إن المسيحية والمسيحيين في خطر ، وأن هذا الخطر إنما يمثله ( المتطرفون المسلمون ) . أليس ملف سوابق المجرم هو أحد أفضل الطرق للوصول إليه في علم التحقيق الجنائي ..

العجيب بل الأشد عجبا بل الأشد إثارة للتقزز والغثيان هو أن ( كباش المحرقة ) أنفسهم ، والذين كانوا اليوم رمادا لو نجحت الجريمة ، ما زالوا يدافعون عن المجرم ، ويترسون دونه بلحمهم الحي ، ليس حبا فيه بل كراهية وحقدا وتعصبا للذين حموهم وكشفوا جريمة العدوان عليهم ..

ومرة أخرى مخطط ( تخويف الأقليات والتخويف عليها ) ما يزال مستمرا ولكن أحدا في هذا العالم لا يريد أن يقرأ وكل دوائر المخابرات العالمية ، وكل دوائر صنع القرار السياسي حول العالم ، تتابع اللعبة الصغيرة لموقع ( لواء أحرار السنة ) الموقع الذي كان يصدر التهديدات ضد الشخصيات الشيعية ، ويتبنى الأعمال الانتحارية التي كانت تفبرك ضد السفارة الإيرانية وحزب الله . قد يقفُّ شعر رأسك إذ تعلم أن تفجيرات الضاحية الجنوبية كانت تقوم بها وحدات من مجرمي بشار الأسد ، وأن محاولة تفجير السفارة الإيرانية كان من تدبيرهم ، وأن الجهة ( السنية ) التي كانت تتبنى العمليات كانت ناطقة باسمهم ، وأن التغريدات التي كانت تكتب على شبكة التواصل الاجتماعي ضد حزب الله وضد ( الصليبيين !!) كانت من إفكهم ...

أبجديات ضرورية لقراءة المشهد لمن يريد أن يعرف ولمن يبحث عن الحق والحقيقة ولمن يريد أن ينتصر لإنسانية الإنسان ..

خلايا الشر الأسدية مع شياطين قاسم سليماني بكل تأكيد هم الذين يصنعون هذا الإفك المبين . ولكن السؤال الأهم أين هو الموساد الإسرائيلي وأين هي السي أي إيه الأمريكية من كل هذا ..؟!

هل هم شركاء متضامنون أو مراقبون متواطئون ..؟!

وتسارع الطائرات الأمريكية لإنقاذ الأقليات في شمال العراق فأين نذهب وأين يذهبون ؟!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين