مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن112

(فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ١٣٧ ) [البقرة: 137]

السؤال الأول:

قوله تعالى في الآية: (فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْ ) [البقرة:137] لم اختص تعالى أداة الشرط (إن) وليس (إذا)؟

الجواب:

(إنْ) حرف شرط جازم، ولكنه يفيد الشك خلافاً لـ(إذا)، وقد جاء الشرط هنا في الآية بـ (إن) إيذاناً بأنّ إيمانهم غير مرجو وميؤوس منه.

السؤال الثاني:

ما إعراب الضمائر في قوله تعالى (فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ) [البقرة:137] ؟

الجواب:

فسيكفيكهم الله: الكاف مفعول أول؛ لأنّ (كفى) تأخذ مفعولين، (هم) مفعول ثانٍ، (الله) لفظ الجلالة فاعل، أي: فسيكفيك الله إياهم .

وفي قوله تعالى: ( فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ)وَعْدٌ منه سبحانه لعباده المؤمنين الصادقين بحفظهم من كيد أعدائهم ومكرهم .

السؤال الثالث:

لماذا قدّم الله السمع على العلم في الآية ؟

الجواب:

حيث وقع في القرآن تقدم السمع على العلم ؛ وذلك لأنّ السمع يتعلق بما يقرب كالأصوات وهمس الحركات، فإنّ من سمع حسك وخَفِيَّ صوتك أقرَبُ إليك في العادة ممن يقال لك عنه : إنه يعلم، وإنْ كان علم الله متعلقاً بما ظهر وبطن وواقعاً على ما قرب وبعُد، فكان ذكر السمع أوقع في باب التخويف من ذكر العليم؛ فهو أولى بالتقديم .ويمكن أنْ يقال : إن السمع من وسائل العلم فهو يسبقه .

السؤال الرابع:

ما معنى (الشقاق) في الآية؟

الجواب:

(الشقاق) مأخوذ من الشق، كأنه صار في غير شقٍ صاحبه بسبب العداوة، وقد شقّ عصا المسلمين إذا فرّق جماعتهم وفارقها، ونظيره (المحادّة) وهي أن يكون هذا في حد وذاك في حد آخر، و(التعادي) مثله، لأن يكون هذا في عدوة وذاك في عدوة أخرى، و(المجانبة) أن يكون هذا في جانب وذاك في جانب آخر .

و(الشِقّ) بالكسر نصف الشيء وهو الناحية من الجبل، و(الشقيقة) وجعٌ يأخذ بنصف الرأس والوجه، والشِقّ أيضاً من المشقة ومنه قوله تعالى : (إلا بشق الأنفس)، والشقيق الأخ ،

و(الشِقاق) الخلاف والعداوة . و(الشَقّ) بفتح الشين واحد (الشُقوق) .والله أعلم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين