مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (115)

(أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ١٤٠) [البقرة: 140]

السؤال الأول:

لماذا لا يذكر سيدنا إسماعيل مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في القرآن ؟

الجواب:

انظر الجواب في آية البقرة[125].

السؤال الثاني:

ما أهم الدلالات في هذه الآية ؟

الجواب:

1ـ ( أمْ) عاطفة متصلة معادلة للهمزة ، أو منقطعة بمعنى ( بل ) .

2ـ هذه الآية دعوى أخرى ومحاجّة في رسل الله ، حيث يزعم اليهود أنهم أَوْلى برسل الله المذكورين في الآية من المسلمين ، فردّ الله عليهم بسؤالهم : هل أنتم أصدق أم الله ؟ وهذا لا يحتاج إلى جواب ، فهو في غاية الوضوح والبيان ، ولا أحد أظلم ممن جمع بين كتمان الحق وعدم النطق به، وأظهر الباطل ودعا إليه .

لذلك جدالكم ـ أيها اليهود ـ في نسبة إبراهيم وذريته إلى اليهودية أو النصرانية ليس له مجال ، فلستم بأولى بهؤلاء الرسل الكرام من المسلمين ، وأَولى الناس بهم هم الذين سلكوا طريقهم ولم يحرفوا دينهم ، فإبراهيم لم يكن مشركاً ، ولذلك فإنّ أولى الناس بإبراهيم هو النبي محمد عليه السلام ومن آمن معه .

3ـ كتمانكم للحق وإظهار ضده ظلمٌ عظيم ، وأمركم لا يخفى على رب العالمين .

4 ـ قوله تعالى : (وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ) كلام جامع لكل وعيد .

والله أعلم .

(تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡ‍َٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ١٤١ ) [البقرة: 141]

السؤال الأول:

لماذا كررت(تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ) في الآيتين 134 و 141 في نفس السـورة ؟

الجواب:

انظر الجواب في الآية [134].

السؤال الثاني:

ما دلالة هذه الآية ؟

الجواب:

المعنى العام لهذه الآية : هذه أمةٌ من أسلافكم قد مضت ، فلا تتعلقوا بالمخلوقين ، ولا تغتروا بالانتساب إليهم ، فالعبرة بالإيمان والتقوى ، ومن كفر برسول فقد كفر بسائر الرسل .

وكُررتْ الآية لأنّ الاختلاف موطنُ المحاجّة ، وإذا كان الأمر كذلك فاسلكوا طريق الإيمان بالله وحده وبخاتم الرسل محمد عليه السلام ، واتركوا الاتكال على آبائكم وأجدادكم ، فالإنسان ينتفع بعمله وليس بالانتساب إلى أصله وحسبه ونسبه . والله أعلم .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين