محّصوا تراثكم لا تبخسوه ولا تقدّسوه!

(من كان مستنّا فليستنّ بمن قد مات)، و(اذكروا محاسن موتاكم).. خلطة عجيبة نصنّم بها الأوهام، ونفسّر ما حولنا بالرغائب، ونغرق في المثاليات!!

كل أحد حيّا وميتا يؤخذ منه ويردّ، فاقتد بهداه، ودعك مما تخبّط فيه وتاه.

لا تحجب عنك الواقع بخيالات مضلّلة!

لا مدينة فاضلة في الدنيا، ولا ملائكة فيمن يعاشرك، ولا ها هنا يوم الفصل ولا دار الجزاء والعدل!

أنت في دار الغرور، فخذ منها ما صفا ودع ما كدر، واشكر على النعمة، وعلى المصيبة اصطبر.

تلمّس الخير في كل أحوالك شدّة تصقلك، ورخاء يجمّلك، إخفاقا ينفعك، وإنجازا يدفعك..

وأنت في ركاب أولئكم الذين سبقوك بلا تقديس ولا تبخيس، تصيب كما أصابوا، وتخطي كما أخطأوا، فلا آثار أمة منهم مجردة تكفيك للاقتداء والاهتداء بدعوى (إنا وجدنا آباءنا على أمة)، ولا خطأهم مهما تعاظم يمنعك من أن تقول: (‏ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم).

تمحّص خبرات من سبقك وتراثه، وتنتقي منها مواطن الهداية والصواب فتسلك إليها (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)، وهذا هو الصراط المستقيم الذي تسأله ربك كل يوم مرات ومرات لتكون في جملة الذين أنعم الله عليهم من السالكين قبلك في منازل إياك نعبد وإياك نستعين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين