مجالس علم في بغداد (أيام شُهدة)

قرأ العلامةُ ابنُ الخشّاب كتاب "معاني القرآن" للزجّاج على الشيخة المحدِّثة مُسندة العراق شُهدة بنت أحمد الإبري البغدادية الكاتبة، وسمعَه بقراءته الصبيُّ (الذي صار إمامًا موسوعيًا كبيرًا) موفقُ الدين عبداللطيف بن يوسف البغدادي (٥٥٧- ٦٢٩).

وتُوفيت شُهدة -وقد عُمّرتْ- سنة (٥٧٤).

وتُوفي ابنُ الخشاب (٥٦٧).

فالمجالس قبل هذا التاريخ.

وإذا هذا كان في سنة وفاة ابن الخشاب، فيكون لموفق الدين عبداللطيف عشر سنوات! وكانت شُهدة في الثالثة والثمانين مِنْ عمرها المبارك.

وكان ابنُ الخشّاب في الخامسة والسبعين.

وطُبع الكتابُ (معاني القرآن) في خمسة مجلدات!

***

وقد أخذتْ شُهدة العلمَ عن علماء كبار منهم الإمام جعفر السرّاج البغدادي، وروتْ عنه كتابه الرائع: "مصارع العُشاق"! (طُبع في مجلدين، والفقيرُ يرويه بالسند إليها).

وقرأ عليها كثيرون.

ومنهم شيخُ بغداد ابن الجوزي.

وذكرَها في "مشيخته" ضمن ثلاث شيخاتٍ تلقى عنهنّ.

وعلى اسمها سمّيتُ ابنتي "شهدًا".

***

كَتَبَ عن (شُهدة) الأستاذ الدكتور مصطفى جواد -رحمه الله- كما في "التراث العربي".

والأستاذ الدكتور بشار عواد معروف في مقالٍ نشرَهُ في مجلة بغداد عام (1965م).

والأستاذة ناجية عبدالله إبراهيم في كتابٍ بعنوان: "مسندة العراق الكاتبة شهدة الإبري"، نُشر في عمّان عام (1996).

والأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد في كتابٍ بعنوان: "سيدة عصرها الكاتبة شهدة"، نُشر في بيروت عام (2017م).

وحياتُها جديرةٌ بالاهتمام والاطلاع.

رحمها اللهُ ورحم شيوخها وطلابها.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين