ما وراء هذه الدعوى (السنة من التراث)؟

 

 

 

تكرر في الفترة الأخيرة من البعض دعوى، وهي: وصف سنة نبينا صلى الله عليه وسلم بوصف (التراث)، ما الهدف من وراء هذه الدعوى ؟

 

يصر بعض مثقفينا على وصف شطر الإسلام الذي هو (السنة الصحيحة) ب(التراث) عوضا عن وصفها ب (الوحي الإلهي).

 

ويمزجون في وصفهم هذا بين (الوحي الإلهي الذي شطره السنة)، وبين (الفكر البشري) لمسائل حول الوحي الإلهي وتفسيره، وكذا اجتهاد العقل الإسلامي في كافة مناحي الحياة، في إطار القواعد والأصول (الضابطة لحركة الفكر "علم أصول الفقه") والمراحل التاريخية المتتابعة، فهو اجتهاد بشري مناسب للمرحلة الزمنية، ممكن إخضاع أي جزئية منها للبحث والمناقشة ومدى تحقيقها للمصالح الحاضرة المضبوطة (وهذا أقره علماء المسلمين، ولكن لجهل هؤلاء جهلا مركبا بحقيقة فقهاء وعلماء الإسلام يكررون الثوابت عندنا !!).

 

فيقوم هؤلاء المثقفون فيحشرون السنة ضمن مصطلح (التراث وليس الوحي) لإعادة النظر فيه، ومحاربته باعتبار قدمه، ومحاربة دوره في الوقت الحاضر، ويسقطون ماديتهم على التراث كله !! بدعوى البحث عن الجوانب المشرقة في التراث، وعلى أنه كل لا يتجزأ، والنتيجة: يخضعون الوحي الإلهي للمرحلة الزمنية. وبالتالي لا يترك أثرا في الحياة الحاضرة !!

 

والحال أن الوحي ومنه شطره (السنة) لا يرتبط بالزمن ولا يخضع له، ولا يمثل مرحلة معينة من مراحل تطور الأمم.

وهو دين خالد لا دين بعده ولا نسخ ?حكامه وعقائده.

 

- ولم أر سببا لسوء فعلهم هذا إلا روح الانهزامية ومركب النقص أمام التحدي الحضاري الغربي، والتفوق الذي أحرزوه أمام تخلف المسلمين.

- فجعلوا الحضارة الغربية مقياسا لكل حضارة، وبالتالي محاكمة التاريخ الإسلامي على ضوء التاريخ الغربي

- ورد الحضارة الإسلامية لأصول الحضارة الغربية (المادية والنفعية).

 

هذا السقوط قاد البعض للخلط بين أحكام الوحي ونصوصه الثابتة المعصومة، وبين اجتهاد العقل القابل للخطأ والصواب.

وكذلك إخضاع الوحي لمقاييس الفحص والاختبار التي يخضع لها حكم العقل (حيث الأمر قائم على أصل اعتقاد النبوة). فتأمل.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين