ماترك قوم الجهاد إلا ذلوا

 

أخطر ما كان يتهدد النظام أول ثورتنا أن يهب الناس بكل فئاتهم إلى التصدِّي لمخططاته وإبطالها حتى أوغل في الدماء  ،ولم يكن من خيار أمام الرجال ألا أن قاموا ببذل الغالي والنفيس بكل ثقة بالنصر والفرح بالشهادة، وقد بذل عدو الله جهدا وهو يبثُّ الرعب والذعر في صفوف الثوار  خاصة وبين صفوف الناس عامة مرتكزا على قضيتين كان لهما أبلغ الأثر في التأثير على ذهنية كل من يريد أن يتصدى للطاغوت ألا وهما :

النَّيل من النساء وإعلان ذلك في كل المحافل

وتذبيح الأطفال والرجال بأبشع وحشية

وقامت بعد ذلك الهجرات الى كل مكان وهو نفسه هدف مهم ليزداد العبء الاغاثي مستهلكا الانشغال بالعبء الجهادي.

 ثم ما الذي كان ؟ صار الرجال في المهاجر مفرغين للسب والشتم والبذاءة والتدخين والبطالة مع كل ماتجره من ويلات ،حتى بدأت تتحطم صورة السوري الذي انتصر للحق ضد الباطل،والذي شقت شعاراته عنان السماء: ما لناغيرك يا الله واليوم هو على أبواب الملاجئ والسفارات وفي السفن الغارقة وأبناؤه  إما مخطوفون وإما في حاويات الزبالة قتلى لو أنهم نجوا من خطف داعش أو قتل النظام ،والحسرة أن يقتل الأبناء وهم في طريقهم لشراء السجائر لآبائهم الذين يستجدون الناس من أجل لقيمات ?تغني من جوع !!

 وفي إحدى الزيارات الميدانية لإحدى العائلات المهاجرة صدمت عندما رأيت النساء تجوب الشوارع لبيع ما تصنعه أيديهنَّ بينما يقبع الرجال في البيوت مدخنين متناومين متأففين ? يعجبهم العجب.

 

وبعد :إن الذين يحشدون ضدنا إنما يحشدون عن عقيدة وإن كانت باطلة ، فأين حشود أهل الحق الذين يصدرون عن عقيدة الحق  والايمان وهم أهل الحق ويجب أن ينتصروا بعدما ظلموا ،هل سلمنا الجهاد لمن يقاتل عنا بالوكالة ،أو هل هان علينا الأبطال ا?شاوس الذين صمدوا إلى اليوم بالرغم من قلة الزاد وقلة العتاد.

?بد من تجهيز كتائب من المخلصين لتدارك الخلل في توازن القوى العسكرية  البشريَّة على الاقل وهذا الأول على جدول الأولويات اليوم>

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين