ماتت اللحمة الوطنية المشؤومة

 

باسم اللحمة الوطنية كانوا يُخوّنون كلَّ مَنْ تكلم بالطائفية .. ومن أجل المحافظة على اللحمة الوطنية ، كانوا يصرون على وصف الأقليات بالطوائف الكريمة .. ومن أجل اللحمة الوطنية تنازلنا – نحن أبناء السنة - عن بعض ثوابتنا الدينية ، وصرنا نقول الإخوة المسيحيون .. والإخوة العلويون .. والإخوة الدروز .. والإخوة عباد الشيطان .. والإخوة البوذيون .. والإخوة المجوس .. إلى أن كدنا نقدمهم على إخوتنا في الدين .. وأنا هنا لا أنكر أن نحسن معاملة المسالمين ، ممن يخالفوننا في الدين ، فذلك من صميم ديننا لقوله تعالى ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ*) وإنما أنكر أن نحسن إلى النصيرية أو نتولاهم بعدما قاتلونا وأخرجونا وعاملونا بكل صلف وإجرام ، وإن الله تعالى يقول بعد الآية السابقة مباشرة : (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ*) .

ولكنْ ، ورغم كل ما كان هنالك من تقارب وتنازل وانحناء وانبطاح ونفاق اجتماعي لهذه لأقليات المتعددة في سوريا ، لم تجدنا هذه المعاملة الحسنة للأقليات فتيلا ، ولم يكن ذلك كفيلا بأن يشفع لنا عند النصيرية في الداخل فيحملهم على مراعاة اللحمة الوطنية بيننا ، وكذلك لم يبرئ ساحتنا تجاههم أو تجاه بقية الأقليات لدى لافروف الروسي حامي الأقليات في سوريا .. ولم يمنع حسن نصر اللات اللبناني من تجنيد الكتائب الشيعية لقتل أبناء السنة ، بذريعة الدفاع عن المقامات الشيعية في سوريا ، وحماية مقام السيدة زينب بدمشق .

لقد تداعى لحرب السنة كل شيعي على وجه الأرض ، وكل نصيري ومجوسي ومسيحي ويهودي وبوذي في العالم .. حتى الكوريون أكلة الكلاب ، جاء منهم مَنْ يشارك في قتلنا دفاعا عن بشار النصيري .

ففي كل يوم يمر ، والأقلية النصرية والأقلية الشيعية تقوم بقتل ما يقارب الـ (250) شهيداً ، من أبناء الأكثرية السنية ، ما بين مقتول برصاص قناص ، أو قذائف هاون ، أو قصف طيران ، أو براميل موت من المروحيات ، أو مقتول بسلاح الجوع ، وآخر بطاعون البرد .. وآخر بلغم يتفجر به أثناء هروبه من الموت عبر الحدود .. وآخر يموت بتفجير سيارة مفخخة .. وآخر بالكيمياوي .. وآخر بصواريخ سكود .. وكل هؤلاء الضحايا هم من أبناء الأكثرية السنية التعساء . الذين لم يكن لهم ذنب سوى أن القدر اختارهم ليكونوا أكثرية ...

ومما يحزننا حقا ، ويؤلمنا جدا ، أنه ما زال بعضنا حتى الآن يحاضر لنا في اللحمة الوطنية .. ويحدثنا عن هذه اللحمة التي ثبت عمليا أنه لم يكن لها وجود البتة إلا في غباء المتحدثين عنها .. فنحن نُقتَلُ على مدار الساعة في كل أرجاء سوريا بكل وحشية ، وما زال في حمص أبناء أقلية نصيرية ، يمنعون وصول المساعدات الغذائية لجيرانهم من أبناء السنة ، الذين يموتون قربهم بين مخالب الجوع وهم ينظرون .. نحن نقتل يوميا بكل وسائل القتل والإجرام ، وما زال هنالك من يحدثنا عن الممانعة والمقاومة عبر القنوات الفضائية ، ويبرر لحزب الشيطان اللبناني أن يقوم بقتل أبناء السنة في سوريا ، وإبادتهم طائفيا مختبئا تحت شعار الممانعة والمقاومة ، الذي ثبت أنه ليس سوى قناع خياني إجرامي حقير .. ألا ترون أن هؤلاء الذين يبررون قتلنا تحت هذا الشعار ، هم أقرب شبها منهم إلى البغايا اللائي يمارسن فاحشة الزنا ، وهن يتحدثن عن جمال الشرف والفضيلة .؟؟ 

لقد أثبتت الأيام أننا نحن - أبناء السنة - مغفلون .. والمجتمعُ الدوليُّ لا يحمي المغفلين ولا يرحمهم ولا يحترمهم ... وأثبتتِ الوقائعُ أن كل من ينادي باللحمة الوطنية بعد اليوم ، ما هو سولا حمار أو غبي أو أبله . بل ولا يبعد أن يكون خائناً لدينه وعرضه ووطنه ... ولهذا أرى أنه لا مخرج لنا من هذه البلية الماحقة ، إلا بالمفاصلة الطائفية ، ومعاملة الأقلية النصيرية بالمثل ، وتطبيق مقولة " السن بالسن والبادي أظلم .. " .

أبناء النصيرية يا سادة ، ومنذ اليوم الأول من الثورة ، قد عقدوا العزم على التخلص من 21 مليون سني سوري وانطلقوا يقتلون ويبيدون ، ولسان حالهم يقول: " إما نحن وإما هم " فهم يرون أنه يجب أن يفنى أحد الطرفين ، فإن لم يتمكنوا من إبادتنا ، فلا عليهم أن يقتلوا ما أمكنهم قتله ، ثم يقيموأ دولة علوية تحول دون محاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية . ويفلتون بها من محاكمتهم في لاهاي .. 

فهل نخطئ إذن حين نقرر أن نعاملهم بالمثل .؟ ونحول بينهم وبين تقسيم سوريا ؟ وهل يكون كفنا عن قتلهم ومقاومتهم كرمَ أخلاقٍ منا ؟ أم أنه عجزٌ وجبنٌ ولؤم .؟ يقول أبو الطيب المتنبي :

كلُّ حلمٍ أتى بغيرِ اقتدارٍ  :  حُجّةٌ لاجئٌ إليها اللئامُ

أيها السادة : بعد ثلاثة أسابيع منذ الآن ( ونحن في 19/2/2014) يكون قد مضى على ثورتنا المباركة ثلاثة أعوام كاملة ، ثم تدخل الثورة في عامها الرابع ، والملاحظ أنه ما زالت آلة القتل تقوى وتشتد ، وما زالت براميل الإجرام تحصد منا العشرات كل يوم .. وما زال وليد المعلم النصيري ، وبشار الجعفري الإيراني ، وفيصل المقداد الشيعي .. ما زال هؤلاء وكل خنازير النظام الطائفي ، والغين في دمائنا .. حتى زرعوا بإجرامهم كل حقد الدنيا في نفوسنا .. وحتى حق لنا أن نقول : "عظم الله أجركم في اللحمة الوطنية المنجسة ، فقد فطست والحمد لله " وأكرمنا الله بالطائفية المقدسة ... مَنْ مَعيَ في هذا الطرح الجريء يا أحرار .. كفانا تعاميا عن الحقيقة ، كفانا .. كفانا .. فمن لم ير طائفية النظام ، وكفره باللحمة الوطنية المشؤومة ، فهو أعمى .. أعمى .. أعمى .!!؟ 

ومن رآها وأصرَّ على أن لا يعامل الطائفيين بالمثل فهو مفرِّطٌ مجرمٌ في حق نفسه وأهله ووطنه ودينه وعرضه .. وكفى بذلك إثما وعارا .

 

ملاحظة : هنالك من يخفى عليه أن :

وليد المعلم نصيري من لواء إسكندرون .

وبشار الجعفري شيعي من إيران وهو حديث عهد بالجنسية السورية .

وفيصل المقداد شيعي من الجولان . وآل المقداد منهم شيعة وسنة .

لهذا لزم التنبيه . ومن كان في شك مما نقول فليبحث عنهم في الجوجل ليعرف الأسرار المخبأة .. وليكون على يقين أن هؤلاء الطائفيين يكيدون لنا منذ مئات السنين ، ونحن لا ندري .!!؟ 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين