ليعلم الذين يختانون أنفسهم ويخونون شعبهم : أن الذين يحاصرون مخيم اليرموك هم الذين حاصروا مخيماتهم في لبنان

 

 نرفض الحديث عن ثنائية سورية – فلسطينية . نرفض الخوض مع الخائضين في الاستشفاع بمنطق المنهزمين بالدفاع عن حقيقتنا . نحمي حقيقتنا وبعض القوم يسقط بين بينا.

نعتقد أن اليرموك وجوبر والقابون جغرافيا واحدة وإنسان واحد . نعتقد أن حلب شقيقة حيفا وأن حماة أخت عكا وأن حمص هي نفسها نابلس وأن القدس ودمشق توأمان لن ينفصلا ..

نؤكد أن المعركة التي تدور اليوم على الأرض السورية هي معركة العرب ومعركة المسلمين ومعركة كل من يؤمن بالحق والعدل في العالم ضد قوة الظلم والاستبداد . وليس في مثل هذه المعركة ببعدها الأخلاقي الإنساني وبعدها الإسلامي وبعدها القومي العربي خيار لمن يبحث عن لواذ يداري وراءه خيانته أو تخاذله أو ضعفه ..

وننظر إلى القصف والقتل والحصار والتجويع الذي يقع على مخيم اليرموك اليوم على أنه امتداد لقصفنا وتجويعنا وحصارنا التاريخي ، نحن أبناء الشام الكبير ، في مخيماتنا في تل الزعتر والكرنتينا والمية مية وفي طرابلس وفي مرج الزهور وعلى معبر الوليد على الحدود العراقية – السورية ، .. قصف وقتل وحصار نستنكره بمواجهته والتصدي له والوقوف في وجه مرتكبيه ..

إن الذين يحاصروننا اليوم في مخيم اليرموك هم الذين حاصرونا في مخيماتنا في لبناننا بالأمس القريب . إن الذين يخرجوننا اليوم من امتدادنا الوطني على الأرض السورية هم الذين أخرجوا ياسر عرفات – رحم الله ياسر عرفات من لبنان ..

ياسر عرفات صاحب النداء الخاشع : شهيدا .. شهيدا ..شهيدا ... الذي خبرهم وعرفهم وأدرك حقيقة العلاقة الصميمة بين من حاصره في لبنان ومن حاصره في مقره على أرض فلسطين ومن غدر به وخانه في ذلك المقر أيضا ..

اليوم والحصار يطحن طفلنا وأمنا وأختنا في اليرموك وفي الغوطة وفي حمص وفي حلب نلقي بالحقيقة كالحة واضحة مخيفة في وجه كل من ما زال في قلبه مرض فنكشف للذين ما زالوا رغم عمر النكبة الطويل صغارا أن عدد الذين قتلهم بشار الأسد وأبوه من قبل من شعبنا الفلسطيني أكثر مما قتله الصهاينة الإسرائيليون ، وأن عدد المفقودين من شعبنا الفلسطيني في سجون بشار الأسد وأبيه أكثر من المفقودين في سجون الصهاينة الإسرائيليين ، وأن عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في سجون بشار الأسد وأبيه أكثر منهم على يد الجزارين الصهاينة الإسرائيليين ..تخرس الحقائق التاريخية والأرقام الناطقة كل الخراصين الأفاكين .

إن ما يجري اليوم على مخيم اليرموك هو جزء مما يديره المجرمون على كل الأرض السورية . وسكان المخيم هم بحسب انتمائهم إلى مشروع الثبات والصمود في هذه الأمة هم بعض المستهدفين كما كل أبناء الشام الكبير : ولتلخيص المشهد ننقل هذه الشهادة عن الناطق باسم الأونروا في بيان خاص بها ..

قال كريس جانيس الناطق باسم الأونروا : " إن السلطات السورية طلبت استخدام المدخل الجنوبي لمخيم اليرموك وهذا يعني أن علينا أن نقود القافلة لمسافة 20 كم إضافية في منطقة مفتوحة على الحرب . "

لقد كان وصول الإغاثة عن طريق المدخل الشمالي الذي يسيطر عليه الأسديون ميسورا ولكن سلطات بشار الأسد لم تسمح بذلك ..

يضيف كريس جانيس وبعد أن غامرنا وقطعنا مسافة العشرين كم وبمرافقة من السلطة الأسدية ووصلنا إلى المدخل الجنوبي وكدنا ندخل المخيم فتحت علينا النار من جهة مجهولة ( جهة مجهولة تأملوا ) وطلبت منا القوة المرافقة العودة فعدنا ..

ليبقى المخيم محاصرا ..

إلى جميع المؤمنين بالحق والعدل في العالم ..

إلى المسلمين والعرب إلى السوريين والفلسطينيين واللبنانيين ...

هذه معركتكم ، هذه فرصتكم هذا يومكم لإسقاط منظومة الغدر والخيانة والإجرام .. ..

الخائنون يتترسون بالخائنين والمجرمون يدافعون عن المجرمين ..

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين