لماذا تصر أمريكا على حرب تنظيم الدولة  بجيش كردي من نسل  PKK

تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم  : شحنات  السلاح ، والمستشارين ، والمدربين ، والإسناد الجوي ، والغطاء السياسي ، وخدمات الاستخبارات ، لقوات كردية ، في العراق وسوريا لحرب تنظيم الدولة ، وتفرح بالمنجزات التوسعية التي أحرزتها هذه القوات في ظل غطاء جوي يحرق الأخضر واليابس  لتكون خسائر هذه القوات مقارنة بمنجزاتها شيئا لا يذكر ، بل مدعاة للفخر والبطولة للقوات الكردية ، وسببا  لزهو الإدارة الأمريكية بتصريحات  أنها تعمل مع شريك فاعل على الأرض ويمكن الإعتماد عليه .

 

وتطمح الإدارة الأمريكية من وراء ذلك إلى أهداف كثيرة منها :

 

·        تمكين الأكراد من إنشاء كيان إداري يأتمر بأمرها على مدى عقود قادمة من الزمن .

 

·        إنشاء قواع عسكرية تتخفف فيها الولايات المتحدة من شروط الدول المستقرة  التي تملك فيها الولايات المتحدة  الأمريكية  قواعد عسكرية  كالتي في تركيا مثلا .

 

·        إشعال فتيل التوتر العرقي في المنطقة ، كما فعلت من تمكين القوات الكردية من السيطرة على تل رفعت شمال حلب بالسماح لروسيا بمسح المدينة تماما أمام القوات الكردية ، وكما فعلت في العراق من تمكين القوات الكردية من احتلال بلدات عربية وتهديم البيوت وتهجير السكان .

 

·        فصل تركيا عن امتدادها الإقليمي في المنطقة العربية ، ولا سيما أن تركيا تعود إلى حضن التاريخ الإسلامي من بابه الواسع ، في عهد حكومات حزب العدالة والتنمية .

 

·        الضغط على تركيا بالمسألة الكردية حتى تروضها وتمنعها من محاولة إنشاء تجمع إقليمي فاعل ذي سيادة في قراره يضم كلا من مصر والسعودية وقطر وسوريا بعد الأسد .

 

·        خلخلة البؤر السنية الثائرة  ، وتهجيرها ، وتغيير ديموغرافيتها  ، أو العودة إلى قبول سلطات مستبدة لم تغير إلا لبوسها ، فنلحظ أن العرب السنة في العراق وسوريا هم فقط من ذاق ويلات الحرب ومآسيها ومزقوا شر ممزق وارتوت السيوف من رقابهم .

 

·        صناعة بيئة ملائمة للتطرف والإحتراب الطائفي ، والتحكم بجيل كامل في تلقينه أن سر مأساته هو الاسلام ، وأن سر بقائه على قيد الحياة هي النصرانية الحانية في المخيمات ودول اللجوء .

 

·        ضرب المكونات الإسلامية ببعضها ، فالكرد مسلمون سنة ، ولكن قاموا بارتكاب فظائع في الحسكة السورية (كما حدث في رأس العين والمناجير ) وسنجارالعراقية، من هدم منازل العرب وتهجيرهم وخطفهم وابادة جزء منهم ، وطالت الأعمال الاجرامية التركما ن العراقيين في محافظة صلاح الدين .

 

·        تسليط الأقليات على نسيج  النسبة الغالبة من السكان  لديمومة عوامل الحرب الأهلية ، فالسكوت عن كيماوي الاسد وبراميله ليس حبا بشخصه ، ولكن رغبة في صناعة دوافع شعبية لحرب العلويين وإبادتهم ، كرد فعل تلقائي من وقوف جزء من الطائفة العلوية معه ,جزء سكت خوفا وجزء ليس بيده حيلة ، وبذلك يؤخذ الصالح بالطالح ، وهذا يعزز نشوء العقل الانتقامي عند العامة ، ولكن سيبقى المسلمون مرتبطون إلى الابد بقوله تعالى : ولا تزر وازرة  وزر أخرى .

 

·        وللتدليل على أن الولايات المتحدة معنية بزرع فسائل الصراع لقيادة فصائل السلاح ، قامت منظمة الوقف القومي NED  بدعم جماعات التشيع السياسي في دول الخليج العربي بمبالغ خيالية أشبه بموازنات وزارات الدفاع منها بمبالغ خيرية لدعم الديموقراطية .

 

·        فيما أوعزت الولايات المتحدة لشقيقتها في الحلف ألمانيا لتدريب جزء من القوات الكردية على ، مهارة التواصل الإعلامي ، والتصريح الصحفي  ، ومخاطبة الجمهور ، وطرق التأثير على الرأي العام ، والدبلوماسية الناعمة في الردود على الاسئلة الصحفية القاسية ،  وعدم الغضب للنقد ، فالرصاص يدك رؤوس العرب في القامشلي ، والناطق لقوات PYD يصرح بانتصارات مظفرة على تنظيم الدولة

 

·        تأمين الصراعات في منطقة النفط لتنعدم التنمية فيها وتبقى أسيرة بيع النفط خاما ليس لها القدرة على تطوير الصناعات البتروكيماوية ، وجعل المنطقة سوقا رائجة لاستيراد السلاح  .

 

لكن هل تسلم للولايات المتحدة استراتيجيتها  ، ونحن لسنا ممن يعطي للمخلوق صلاحيات الخالق  فهل من سبل للتملص من تلك الألاعيب الشيطانية ، ونحن نعلم يقينا أن المكر السيء لايحيق إلا بأهله :

 

§        الاعتماد على القوات الكردية سيشكك العرب السنة بمخطط الولايات المتحدة مما يجعلهم على حيطة وحذر من زج أبنائهم في حرب تنظيم الدولة ، وهذا ما يجعل القضاء على تنظيم الدولة حلما محالا، آنيا و مستقبليا ، بل ربما تتجذر فلسفة التنظيم في الاجيال القادمة مستفيدا من تهميش السنة لتلتف حوله مما يوسع رقعة الحاضنة الشعبية له ، فيدخل مع الولايات في حرب استنزاف  قلما نجت منه امبراطورية استعمارية مهما بلغت  قوتها .

 

§        خسارة تركيا كحليف فاعل وشريك حقيقي وقوي ، وربما يجعل تركيا تفكر جديا بتعميق علاقاتها مع روسيا لتخفيف حدة الضغط الأمريكي عليها بدعم أنسال المنظمة الإرهابية  PKK

 

§        إن كثيرا من قادة الفصائل الثورية في السورية يدركون تماما مخاطر الدور الأمريكي ،فلابد لهم من مخاطبة مكونات كل الشعب السوري ، وأن الثورة كات لإزالة الظلم ، وأن مكونا ت سوريا كلها ستنعم بالعدالة  ، وسيكون الحوار هو الوسيلة الوحيدة لتنعم كل المكونات بحقوقها ووطنيتها  والشعور بأن سوريا ملك الجميع ، ولن تكون الأيدلوجيات القومية  أو الدينية أو المذهبية سببا لحمل السلاح في وجه بعضا ، وسيكون عقلاء القوم من كل فئة روادا في صناعة سوريا بعد الاسد مثالا يتمناه كل أنسان على ظهر الارض .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين