للمرة المليون..أيها الأغبياء: لاتسقطوا غصن الزيتون من أيدي شبابنا!

كتبها نوال السباعي 

كم حذرنا العالم من مغبة هذا الذي يجري في سورية أمام صمته وعجزه؟
هذاالذي يجري بتدبير ودفع وإصرار من هذا النظام الذي فاقت قدرته على الاجرام كل تخيل.
المجزرة ماضية في سورية بأيدي النظام المجرم ، وبتدبيره،والجميع مشاركون في هذه المجزرة:الجامعة العربية ، والاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الأمريكية ، والصين ، وروسيا، وإسرائيل ، وإيران …..و..تركيا
***
إنها نتيجة المهل التي منحوها للنظام ، أمهلوه حتى خطط ودبّر وأعدّ
وحشر المعتقلين في حاويات ، وأرسلهم الى عرض البحر!! ، ربما ليخفيهم عن أنظار عالم يرى.. ولايريد أن يرى ، وربما ليرميهم في البحر كما فعلت حكومة تشيلي القذرة في السبعينات ، حيث ألقت بآلاف المعتقلين الأحرار في عرض البحر لتتخلص من وجودهم ومشكلتهم وجثثهم!.
ثم…أعدّ وخطط لهذه التفجيرات التي ألصقها بالقاعدة!! ، وقتل فيها وجرح مايقارب المائتين من أبناء أحياء أهل دمشق العاصمة الذين كانوا صامتين ساكتين ، ولم يشاركوا في اي من المظاهرات والانتفاضات والثورة. !!.
كأن بصيرا في هذا العالم لم يعد يعرف أن القاعدة أصبحت فزاعة الأنظمة المتهالكة المتهاوية تتشبث بقشة القاعدة لتنجو أمام أربابها !.
ثم أعدّ وخطط فطلى الدبابات، والمصفحات، وملابس الجند،ووجوه الأغوال، وضمائر القتلة، باللون الأزرق !! وكأنه يخاطب عالما أحمق غبياً!.
***
أمهَلوا هذا النظام القاتل المتوحش …ثم أمهلوه…ثم أمهلوه ، ليَقمعوا الثورة - التي سماها البعض "تمردا"، وسماها البعض الآخر "قلاقل" !!- ، وليَسحقوا انتفاضة الشعب بعد ثلاثين عاما من الذل والإكراه، ولُيُخرسوا صوت الحرية في النفوس الأبية ، وليكبتوا نداآت الكرامة في القلوب الحيّة
يريدون لهذا الشعب أن يبقى صامتاً راكعاً .. يعيش الذل والهوان والقمع والقهر ..وهو صامت أبداً.
كما أرادوا له الذبح عندما قام يسترد كرامة أبنائه ونسائه المهدورة في درعا،ثم في حماة، ثم في دوما ن ثم في حمص ، ثم في بانياس واللاذقية ، ثم في جسر لشغور ، ثم في القامشلي ، ثم في كافة مدن ونواحي ومناطق وقرى ومحلات سورية.
***
كم تحدثنا عن الزلازل التي ستضرب المنطقة والعالم بأسره إذا بقي الحال على ماهو عليه من الذبح والسحل والتعذيب والقمع المتغول ؟!! زلازل بآثار ارتدادية سوف تعمّ العالم ،تدمر وتخرب ، وستكون فيها حروب رهيبة كالحرب الأهلية اللبنانية أو حرب البلقان الأخيرة ، والتي ستكون بالمقارنة مع مايمكن ان يجري في المنطقة ، مجرد أمثلة صغير ة غير ذات أهمية !.
لكن العرب والعالم أصموا آذانهم عن تحذيراتنا ، إكراما لعيون إسرائيل، وأمن إسرائيل الذي كانت تضمنه هذه الأنظمة العميلة.
لم يسمع تحذيرنا ويأخذه بعين "السرقة" إلا هذا النظام "السرّاق" !، فكما سرقوا كل شيء في هذه الثورة ،بدءا من رفع الاعلام ، وحتى أغنية القاشوش !! ، فقد سرقوا تحذيرنا ذاك وادّعوه ، والتزموه …باعتباره استراتيجية إعلامية ناجعة لتخويف العالم من الزلازل القادمة في المنطقة العربية إن سقط النظام!.
هذا التحذير أعرفه تماما ، وأعرف أبعاده، وأعرف حقيقته ،لأنني كنت من أوائل الذين أطلقوه ، وقد حذرت منه وبالتفصيل في احدى مقالاتي في شهر نيسان الماضي !.
النظام يخوف العرب والعالم من حرب الميليشيات الطائفية المنتشرة في بعض الدول العربية التي كان يعيث فيها فسادا بتفجيراته ولعبه فيها بالنار !!.
أما نحن فقد حذرنا -ونحذر- العالم من غضبة الشعوب التي ستفتح على الانظمة نيران جهنم الحقيقية !!.
النظام يلعب بورقة "القاعدة" …وسينقلب لعبه هذا وأقرب مما يظن إلى جدّ لاهزل فيه أبداً!.
لن يكون هناك تنظيم "جهادي" واحد يهز الأرض تحت أقدام النظام العالمي الأخرس هذه المرة ، بل سيكون هناك الآلاف المؤلفة ، والتي ستأتي من كل حدب وصوب للنصرة..ليس لنصرة الشعب السوري وحده ، بل لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم والذبيح قبل ذلك، والذي طالما حاصرته هذه الأنظمة العميلة بجيوشها الجرارة التي أعدّتها للجم شعوبها إذا مافكرت بالنهوض والقيامة والثورة والانتفاضة،كما أعدتها لحماية حدود إسرائيل ودون ادنى شك في هذا!.
فلسطين المحاصرة بعمالة الأنظمة، كما بطول خنوع وركوع وصمت الشعوب ، ستكون في عين الحدث، وفي قلوب الزاحفين للنصرة!.
ماحذرنا منه أصبح قاب قوسين أو أدنى بسبب تغول النظام السوري، واستكباره، وكذبه، "وفبركاته "، وتلفيقاته، المعروفة للقاصي والداني واستقوائه بالعدو الخارجي على أبناء شعبه ومواطنيه.
وإذا كان بعض شباب الإسبان والفرنسيين والألمان والايكوادوريين ومن البيرو وتشيلي …فضلا عن الباكستانيين والبوسنيين والأندونيسيين .. …يريدون ويطلبون الذهاب الى سورية للقتال دون الشعب الذي يذبح ، فما بالكم بشباب المنطقة العربية والعالم الأسلامي؟؟والذين تقاطروا بعشرات الآلاف في حينه لنصرة أهل البوسنة الذين استبيحت دماؤهم وحرماتهم في حرب البلقان ؟؟! بل لقد تقاطروا قبل ذلك بسبعين عاما لنصرة الشعب الإسباني ضد مستبديه في الحرب الأهلية الوحشية التي عانتها إسبانيا في الثلاثينات من القرن العشرين!.
للمرة الثانية ..نحذركم أيها القتلة بالفعل ..كما بالصمت والسكوت والإهمال..لاتسقطوا غصن الزيتون من أيدي شباب الأمة ، لانه إن سقط هذه المرة ، فإن كفرهم بالتغيير السلمي سيكون مزلزلا حقا وصدقا!.
النظام العالمي متورط بدمنا وبالمجازر التي تجري في سورية ، لأنه لو أراد إيقافها لاستطاع إيقافها منذ الأسبوع الأول لولادة الثورة على أيدي أبناء درعا عندما جالت الاغوال المفترسة على أجساد صبيانهم وعاثت فيها تشويها وتقطيعا واغتصابا وهولا وتعذيبا!.
لكن العالم خشي التغيير …خشي أن يأتي التغيير بحكومة تنزل لدى إرادة الشعب في قلب موازين الأمور لغير مصلحة إسرائيل على الأرض ! فترك الشعب السوري يذبح وحده ،هناك في عراء هذا القهر الحاقد،ولم يحسب حسابا لحسابات التاريخ والحق والإنسان.
بين تواطؤ النظام العالمي ،وصمت النظام السياسي العربي وعجزه،وتوحش النظام السوري وإيغاله في الدم، وقدرة هذا الشعب على الاحتمال ، تُطبخ بهدوء وإصرار ومن حيث يدرون ولايدرون ، ثورة من نوع جديد ، سوف تعم العالم كله بموجة من التطهير ..-ولاأقول "الإرهاب"- ، تطهيرٌ سوف يزلزل الارض، ونظامها، وأهلها، والقائمين عليه ، ليعيد المركب الى مساره الصحيح …طريق الحق، والعدل، وكرامة وحرية الإنسان في منطقتنا،التي يتآمر الجميع لإخراسه ولجمه وإبقائه راكعا حتى يستطيعون الاستحواذ على كل شيء فيها.
لقد استفاق المارد أيها القتلة..لقد استفاق …ولا عودة أبدا إلى الخلف
لقد استفاق المارد …وخرج من القمق

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين