للخروج من الأمية الفكرية

 

 

 

في ظل التنوع في المدارس على أرض الشام الحبيبة، واطلاعي على بعض منهاج هذه المدارس، سجلت بعض الملاحظات، ثم بدا لي أنه لا بد أن ينبري العلماء والمفكرون السوريون لتوضيح معالم مشروع فكري، يمكن توضيحه من خلال المفردات التالية:

 

- ألفت منذ الثلث الثاني من القرن الماضي (مؤلفات فكرية) كثيرة في بناء الوعي والعقلية الإيجابية، وإثبات أن الإسلام نظام حياة، والتنبه للمؤامرات، ورسم ملامح الشخصية المسلمة ... 

 

- ودرست تلك المؤلفات التفصيلات دراسة وافية، ووضعت اجتهادات ونظريات إلى جانب نقل المذاهب والاجتهادات السابقة في الجوانب الإنسانية جميعها السياسية والاقتصادية والتربوية ... وإلى يومنا هذا تظهر مؤلفات، من خلال مشاكل العصر ...

 

- (مع التنبيه في تلك المؤلفات والدراسات والاجتهادات أن التأصيل للمرحلة التي كتبت فيه الدراسة، وأنه قابل للتجدد والاجتهاد المستمر، أي مراعاة الواقع المتغير، ومشاكله العصرية ...).

......

 

- الآن مع هذا الكم والتنوع في مناهج ونظريات واجتهادات علماء الأمة ومفكريها، يجدر بالعلماء والمفكرين وخصوصا المتصلين بالقواعد الجماهيرية المطلعين على الواقع أن: يمدوا شباب الأمة باستنباط منهج للعمل به والحركة قي فلكه، في المجال السياسي، والتربوي ... من خلال مشاكل وأزمات هذا العصر، وتطورات الحياة، يتسم هذا المنهج بالتفصيل الواقعي في مظاهر الحياة الإنسانية.

 

- عندما يقدم هذا المنهج ويوضع بين يدي شباب الأمة، ويبرز فيه الحلول الإسلامية التي تكون في خدمة الجماهير المسلمة ومطالبها ومصالحها ومعالجة أوضاعها، وأهمها: الضمانات التي تضمن عدم تسويغ الاستبداد، وامتهان الكرامات، وتكديس الثروات، والظلم والنهب و ... هذا: 

 

* يساعد في انطلاق الشعوب من جديد (بقناعة) إلى صنع حضارتها الإنسانية، متيقنة أن حل مشاكلها في الإسلام ونظامه المناصر للمضطهدين، وهو مصدر عزتهم وكرامتهم. 

 

* وهذه الدراسة مهمة لمن ينبري للمواجهة الفكرية بحيث يمتلك الثقافة الإسلامية الأصيلة، أما إذا انبرى للمواجهة من لا يحسنها فسيقع بمغالطات فكرية وعلمية واصطلاحية تساهم بتكريس الضياع والتخلف، وتثقل الذهن الإسلامي، وتزيد من عجزه.

 

* هذه الدراسة، وتملك شبابنا لمعلوماتها وفكرها، ستقطع الطريق على أحد رجلين: 

 

الأول: الانهزامي أمام التحدي الحضاري الغربي المادي، والتفوق الذي أحرزه أمام تخلف المسلمين، فرأى عملية التغيير تبدأ بإفراغ المجتمع من إسلامه، وتطبيق المادية النفعية على المجتمعات الإسلامية (من أن يتسلل لفكر شبابنا المثقف).

 

الثاني: المغالي، الذي فهم من الإسلام الاندفاع والانتصار العاطفي، فرأى عملية التغيير تبدأ من وصف المجتمعات بالجاهلية والمرتدة، (من أن يتسلل لفكر شبابنا العادي الذي تم تجهيله خلال سنوات).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين