لذائذ الضعف...
موزون العلم بحر شاسع من معارف الإدراك ثم الإسهاب ثم الاستنتاج...موروث الحياة خصب متلون العطاء بشتى ضروب الكفاح على وزن المقاومة المتكررة على طول الثبات.
 
دعني في فواصل خاطري أجوب شيعا من العقول المفكرة و الغير مفكرة بشرط أن تزين لي فحوى الكلام بأناسيج العبقرية من جمال ذاتك أولا و من ثم من توازن نفسيتك فلست أقبل سماعا و لا تحليلا من كلام ممزوج بذوق النفاق..لأني أمل من أول كلمة و أرفض سماع البقية بصدود عقلي و جوانحي ، فلا داعي للف و الدوران في محاولة لإقناعي..فبوصلة الاتجاه عندي ثابتة لا تتغير..
 
مسموح للمريض أن يأخذ قسطا من الراحة لأن العطاء في درجة الصفر آو ما تحت الصفر..مسموح للمظلوم أن يتنهد طويلا في احتساب و صبر كبيرين ..فشذى الروح له ما يعذبه..لكن هل مسموح للضعف أن ينال من إبداعنا طويلا دونما عطاء متجدد في الفكر و بالأخص في القرار..؟.
من ضعف العبقرية أن تخرج من معركة صراع القوة ضد الخور دونما مقابل..فهل لتراجيديا المواجهة اناصيب في بورصات الأخذ و الرد..كلا لست اعتقد أن في كبتي لموهبة الجمال إثم آو خطيئة أو تعد على حقوق الغير ، إنما هو ميلاد جديد لمسحة قوة من تحت أنقاض التمرد، لم يكن تناقضا أن تولد القوة من أنقاض ، بالعكس لطالما تحملت الأرض أحمالا فوق أحمال لكنها في الآخر انفجرت بركانا..و لحبذا لو يكون بركان الإنسان إبداعا يحدوه إتقان و يجمله الإنفاق في وجوه الناس دونما بخل..
 
ما نحن بحاجة إليه هو وضع حذافر الخيرعلى بواطن الصلاح من الأرض و زرع المعروف في أهله و الابتعاد عن منغصات العيش و لو بشق النفس ، فثمة يكمن جهاد الاستمرار في الحياة وفق ما نريد نحن ، و ثمة لذائذ سيتحقق مرادها في أوانها و بإذن المولى..ليعرف كل المثبطون أن أهل الإبداع مراتب في الفهم و القطيعة مع الشر إن لزم الأمر ..و لكن ليس لهم الوقت للوقوع في شباك الخديعة مرة أخرى...و المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين..فليتمسك كل واحد فينا بقوته و ليتذوق لذائذ الضعف و لكن في وقتها.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين