لتوقفت عن حضورها

 

اليوم بعد صلاة الجمعة عدت مسرعاً إلى منزلي كي أراجع معلوماتي الفقهية عن حُكم صلاة الجمعة وهل هي سنة أم فرض؟!

وأقولها لكم بصراحة لو أن صلاة الجمعة ليست فرضاً لتوقفت عن حضورها منذ زمن، لأن خطباء الجمعة اليوم في شاطئ وما يعانيه الشعوب المستضعفة في شاطئ آخر.

نصف ساعة المخصصة لخطبة الجمعة عندنا في مدينة "سان دياكو" بولاية كاليفورنيا  قضيناها في ضجر وملل كالخطب الأخرى ونحن نستمع عن (الحج)، وكأن جاليتنا الكريمة قد عقدت النية على الحج جماعة هذا العام، وقبل أن تُقام الصلاة بدقيقتين ذكر شيخنا الفاضل حادثة موت 200 مهاجر من أفريقيا وآسيا لقوا حتفهم في غرق قاربهم المكتظ قبالة السواحل الليبية.. انتهت الخطبة.

كنا نأمل من خطيبنا الكريم تبيان سبب هجرة المساكين الذين ذكرهم، ولا أدري لماذا ذكر الضحية ولم يذكر جلّادها؟

ولا أدري لماذا ذكر المهاجرين ولم يذكر أسباب هجرتهم.

يا ليته ذكر ما حدث في نفس اليوم عن 71 سوري بين طفل ورجل وإمرأة وجدوا موتى داخل شاحنة تبريد على الطريق السريع في النمسا هروباً إلى أوروبا!

يا ليته ذكر أن الضحايا الذين ماتوا في البحار كانوا يملكون بيوتاً ومتاجر وأموالاً وعيشة كعيشة مخلوفات الله من دون البشر، فلمّا طلبوا العيش كإنسان منعهم حكامهم عيشة البشر، فاغتصبوا نسائهم وأخرجوهم من ديارهم ودمروا بيوتهم فوق رؤوسهم وشرّدوهم ولذلك هاجروا!

يا ليته ذكر كيف حكام وأمراء وملوك العرب والمسلمين أغلقوا حدودهم في وجه السوريين ومنعوهم من دخول بلادهم، بينما فتحت أوروبا لهم أبوابها تآمراً مع العالم عليهم!

يا ليت ويا ليت..

أمور كثيرة كنا نود لو أن خطباء الجمعة خصصت لها كل إسبوع عشرة دقائق كي يشعر الذين أخرجوا من ديارهم قصراً أن لهم إخوة يشاطرونهم آلامهم دون أن يتكلموا لغتهم.

إننا لا نسامح أحداً من العرب وغير العرب في الجالية الشامتين لما جرى لنا في سوريا ونوّد تذكيرهم بالقول:

"كما تدين تدان "

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين