لا يجوز أن نمل الإدانة مهما تكررت الجريمة .. ندين القتل والقتلة تحت أي عنوان وبأي وصف وذريعة

 

وكما رفضنا وأدنا وشجبنا جرائم القتل التي ارتكبها ويرتكبها القاتل المبير بشار الأسد بكل أشكالها وأدواتها وأساليبها ضد أبناء شعبنا ..

وكما رفضنا وأدنا وشجبنا جرائم القتل التي ارتكبتها وترتكبها ميليشيات حسن نصر الله والولي الفقيه بكل ذرائعها على أرضنا ..

وكما رفضنا وشجبنا وأدنا العدوان على المسيحيين في الموصل ونينوى وعلى الأكراد واليزيدين في سنجار ..

وكما رفضنا وأدنا وشجبنا جريمة قتل الصحفيين الأمريكي فولي وساتلوف ...

نرفض ونشجب ونستنكر اليوم قتل عامل الإغاثة البريطاني ( ديفيد هينز ) ، ونرى في جريمة إعدامه بوصفه ( عامل إغاثة ) ، بعثه ضميره الإنساني ليقدم يد مساعدة إنسانية لمن يحتاجها من المستضعفين السوريين ما يضاعف الجريمة ويعظم إثمها ونكارتها ...

قتل الإنسان الواحد ، في شريعتنا وثقافتنا ، جريمة مستنكرة مستعظمة جعلتها كلمة الله في التوراة والإنجيل والقرآن بمثابة قتل الناس جميعا .

في العدوان على الحقيقة الإنسانية ، حسب المعيار القرآني يسقط البعد الكمي ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )

فريق القتل ، أو فرقه ، مهما اختلفت عناوينها أو تعابيرها أو أدواتها أو أساليبها كلها في الجريمة سواء .

بالمطلق ندين جريمة قتل الإنسان ، نستنكر على القاتل بلا هوية ونتعاطف مع المقتول بلا هوية . ونعتبر التمييز بين هؤلاء وهؤلاء على الهوية جريمة عنصرية لا تقل بشاعة وهولا عن جريمة القتل نفسها ..

وكما عبر القرآن عن نكارة الجريمة بقوله (( .. فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا )) قال في نفس يعصمها عاصم من القتل (( ... وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )) . و الفرصة في سورية لمن يريد أن يحظى بما هو فوق جائزة نوبل ما تزال سانحة ..

أوقفوا إنتاج مسلسل القتل ، أوقفوا المخطط والممنتج والمخرج والمنفذ فمبادرة حق وصدق كانت كفيلة وما زالت قادرة ..

توقفوا عن المراهنة على القاتل المجرم المبير ( بشار الأسد ) ، توقفوا عن المراهنة على حلفائه وعصاباته وأدواته ومفرزاته أيضا وأنتم الأعلم بكل هؤلاء ؛ فلا أمل لهم ليس في نصر بل لا أمل لهم أبدا في بقاء ..

بادروا فلا نريد أن نكتب هنا شجبا آخر ، واستنكارا آخر ونقدم العزاء مرة أخرى لقلوب أمهات أخريات وآباء آخرين ..

نعتذر لروح عامل الإغاثة البريطاني الذي جاء يغيثنا فعدت عليه يد البغي والإثم والجريمة ..

والعزاء للشعب البريطاني الذي أنجب إنسانا بروح وقلب وضمير مثل قلب وضمير ديفيد ..

ولأسرة الفقيد الضحية وأهل خاصته ومحبيه ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين