لا لبشار أسد ولو وقف كل العالم معه!

 

 

يجتمع مجموعة من المعارضين السوريين في الرياض يوم 9 من شهر كانون الأول برعاية المملكة العربية السعودية. وعلى رأس أولويات المؤتمر بل الأولوية الأولى والأهم أن تصبح سورية الوطن وسورية الشعب من دون بشار وأجهزة بشار الأمنية.

 

وإذا كان الاجتماع ينعقد وفيه الصالح والطالح. فقد اضطر الداعون للمؤتمر، -وهم لم يشقوا على قلوب الناس- أن يختاروا من بين من رشحوا لهم كي لا تتهم المملكة أنها دعت محاسيبها  

 

للمؤتمر. وإذا استثنينا الفصائل المقاتلة، فلن تجد من باقي المجموعات أكثرية تمثل الشعب السوري تمثيلا كاملا. ويبقى الأمل بالله ثم بحصافة من يمثل المملكة في المؤتمر بألا يخرج المؤتمرون إلا بما يطلبه الشعب السوري المنكوب. وكما نوهت بمقدمة مقالي يجب أن يتبنى المؤتمر حكومة ليس فيها بشار ولا أجهزة بشار الأمنية.

 

لقد كنت متخوفا أن يضم وفد المعارضة أناسا مواقفهم لينة بحيث يبدؤون بالتصريح حتى قبل المؤتمر، كما صرح عضو في الائتلاف وفي المؤتمر للقدس العربي: "إن المعارضة مضطرة للتعامل مع نظام بشار خلال المرحلة التفاوضية «كشر لا بد منه". هذا الكلام تروج واشنطن له وتقوله موسكو، لكن لا يقوله عضو في مؤتمر يضم أطياف المعارضة،وقبل ذلك هو عضو في الائتلاف السوري المفترض أنه يمثل الشعب السوري.

 

ثم من هذا الذي يجبر الشعب السوري كي يتعامل مع بشار ثانية؟ ألا يكفينا أربعون عاما تحت حكمه وحكم أبيه من قبل، ثم أتبعها بشار بخمس سنوات عجاف "جرى فيها الدم للركب". هذه طلبات موسكو وطهران اللتين لن تكون حريصتين على مصلحة السوريين.

 

بعد300 ألف شهيد ومثلها من المعتقلين والمفقودين و10ملايين مهجر ونازح، يجب ألا يكون المؤتمر مستعدا لإعطاء بشار فسحة من الوقت، بل لابد من محاكمته كمجرم حرب. وإلا فإن المؤتمر يكون خان الأمانة. لا يزعمن البعض أن السعودية ضغطت على المؤتمرين كي يقبلوا يما جاء في مقررات مؤتمر فينا.فالمملكة لن تطلب من المؤتمرين أن يبقى بشار في الحكم ولو  ليوم واحد، لأن بقاءه هو أمل خامنئي الذي يخطط للاستيلاء على مكة والمدينة وأن يدعى له على منابرهما. وزير خارجية السعودية عادل الجبير قال أكثر من مرة وحتى وهو في موسكو : "إن على بشار أسد أن يرحل عن سورية سلما أو حربا".

 

لاتؤاخذوني.فإن الشعب السوري يطلب من المشاركين في المؤتمر بأن يختصر البيان الختامي للمؤتمر بكلمة واحدة: لالبقاء بشار بسورية ليوم واحد. ولن يخسر السوريون أكثر مما خسروا لو قالوها. بعد الاتفاق على هذه الكلمة يمكن أن يتفق المؤتمرون على بنود البيان الختامي، بندا بندا فما بعد ذلك هو تفاصيل تكون في خدمة المعركة مع بقايا النظام ومع موسكو وحزب الله وطهران. وإلا فإنه سيتم تمديد محنة الشعب السوري سنوات أخرى.

 

هذا الفصيح الذي صرح للقدس العربي "أن المعارضة مضطرة للتعامل مع نظام بشار خلال المرحلة التفاوضية كشر لا بد منه" وكأنه ضمن موافقة كل من في المؤتمر بأنه سيكون ضمن الوفد المفاوض. تلك لعمر الله شنشنة سمعناها من المتسلقين في سلك المعارضة المهاجرة. هم لم يبذلوا شيئا من دمائهم في معركة التحرير. شعب سورية لن يرضى أن يعود مرة ثانية تحت حكم أسرة شربت من دمه حتى الثمالة ، ومن ورائها دولة بأحلام مجنونة (إيران).

 

يبقى أن ننوه أن المؤتمر يجب يختار بعناية وحرص أعضاء وفد المفاوضة وأن يكون أعضاء الوفد من المشهود لهم بالحصافة، وليس ضروريا أن يكونوا من داخل المؤتمر. فقد غاب عن المؤتمر–أوغيبوا-رجال عاشوا عمرهم في صراع مرير مع نظام حافظ أسد ووريثه بشار من أمثال برهان غليون وعلي صدر الدين البيانوني وغيرهما.وفق الله الجميع لما فيه خيرسورية. 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين