لا تقارن أوَّلك بآخرهم

من أكبر الاخطاء المنهجية المحبطة أن تقارن وتقيس آخر أمر غيرك بأول امرك وتغفل الظروف ومحطات الفشل والنهوض والوقت الذي استغرق ذلك كله عنده.

ومن هذه المقارنة والمقايسة تنشأ العقد والامراض النفسية من الإحباط والياس والحسد والتنافس غير الشريف.

مثال ذلك:

_ استاذ جامعة يقارن فهم طالب في أول جامعة مع طالب دكتوراه آخر.

_ داعية يعظ تائبا جديدا بعزائم ابن عمر والحسن والبصري !!

_ شاب عشريني موظف بدخل قليل مع موظف خمسيني صاحب تخصص نادر.

_ أب يقارن عقوق اولاده دون بذل جهد.في تربيتهم مع بر اولاده غيره لأبيهم الذي جاهد وتعب في تربيتهم.

_ استيراد فكرة نتجت في مجتمع متعلم لتطبق في مجتمع تسود فيه الأمية.

_ مقارنة النجاح لحزب سياسي خارج السلطة مع حزب سياسي يقود السلطة ويمتلك إمكاناتها.

_ تقييم شركة اقتصادية مضى عليها سنتان في ربحها وخسارتها مع شركة مضى عليها نصف قرن بحجة أن الحملة التسويقية هي نفسها.

_ اقتباس النظم الإدارية المتقدمة في الدول التي لا تعاني من فساد مالي وإداري لتطبق في الدول التي تعاني من ذلك.

إن عقلية المقارنة عقلية مٌتعَبة ومًتعِبة والواجب هو النظر العمودي للفرد والمؤسسة وتطويره بما يناسبه وليس النظر الأفقي الذي يقارن ويقيس ويقتبس من دون تمييز وإدراك للفروق.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه : "نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل" فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا.

بينما طلب من الاعرابي الذي أسلم حديثا أن يؤدي أركان الإسلام والفرائض فقط وعندما سأله هل علي غيرها؟ قال: لا الا ان تطوع فقال: والله لا أزيد عليها ولا أنقص فقال رسول الله بعد انصرافه:"أفلح إن صدق".

وقد خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الانصار عندما عتبوا عليه في العطاء:"اما ترضون أن يذهب الناس بالدرهم والدينار وتذهبون أنتم برسول الله؟"

فقالوا رضينا رضينا.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين