د. عبد المجيد البيانوني
عضو رابطة العلماء السوريين
كتبَ صديقٌ له على صفحتِه الشخصيّةِ كلاماً يَستبطِنُ الحزنَ العميق ، ويُشمُّ منه ريحُ التململ والإحباط ، على ما يجري مِن مَآس مُروّعة ، ومجازرَ أثيمة على أرض سورية الحبيبة .. وقد سُدّ الأفقُ ، وعزَّ النصيرُ ، وتَنكّرَ القَريبُ والبعيدُ ، ووقفَ العالم وَراءَ الجزّار .. مُمهلاً مُراوِغاً .. فأوحَت كلماتُه هذهِ المَشاعرَ عَفوَ الخاطِر ..
لا تحزني سُورية ..
لا تحزني سُورية ..
إني أرى في حزنك الطهور ..
بشائر النبوّة ..
كلّ الدنى أحزانها تمور ..
وحزنك الطهور .. نكهته الحرّيّة ..
وطعمه كرامة عليّة ..
كلّ حزن في الدنى .. يملأ قلباً واحداً ..
وحزنك الطهور يملأ القلوب ..
تلك التي تملك أرواحاً ..
تسعدها ..
تسمو بها ..
ترفرف تحلّق ..
تسعد بتيّار من المشاعر ..
تنعم بالأحزان ..
كما تنعم بالأشواق ..
* * *
لا تحزني سورية ..
لا تحزني يا بسمة الطفولة ..
لا تحزني يا حلم الشباب ..
لا تحزني يا نظرة العروس ..
لعرسه الحنونة ..
لا تحزني يا همّة الرجال ..
بعزمة ميمونة ..
وغضبة حزينة ..
* * *
لا تحزني بلادنا المباركة ..
فالوعد لن يكون لأمّة مشئومة ..
الوعد لن يكون لأمّة خئونة ..
الوعد لن يكون لبائع عرينه ..
الوعد لن يكون لمفتر كذوب ..
همّه الخزينة ..
الوعد لن يكون لقاتل الأطفال ..
مرمّل النساء ..
مدمّر الرجال ..
مخرّب الديار ..
وناشر الدمار ..
* * *
لا تحزني سورية ..
لا تحزني يا أمّتي ..
سنصنع الحبور ..
من كومة الدمار ..
سنصنع الطيوب ..
من آلة الخراب ..
سنزرع النماء ..
ويزهر العطاء ..
وترجع الطيور ..
لغصنها الحزين ..
ووكرها الأمين ..
* * *
لا تحزني سورية ..
فلا سواء ..
قتيلنا شهيد ..
يعطّر الوجود ..
يترجم الخلود ..
يذكّر الجدود ..
يعطّر السماء ..
تزفّه الأملاك ..
بالروح والريحان ..
يزيّن الجنان ..
قتيلهم خسيس ..
بأبخس الأثمان ..
قتيلهم في النار
قد باء بالبوار ..
ماذا جنى .؟
ماذا رأى .؟
يا حسرة الإنسان ..
بمنهج الشيطان ..
* * *
لا تحزني سورية .. لا تغضبي ..
من عالم الإجرام والطغيان ..
لو كنتِ من طينتهم لسارعوا ..
وحرّكوا الأعوان ..
وأعلنوا النفير ..
لنجدة الخلاّن ..
وحرّكوا الطبول ..
وأوقدوا النيران
* * *
لا تحزني سورية ..
إنّي أرى الخيول ..
تعجّ بالميدان ..
يزفّها شهيد ..
في وطأة النيران ..
* * *
لا تحزني سورية ..
الوعد لن يخيب ..
وبيننا الزمان ..
ستكسر القيود ..
ويهزم السجّان ..
* * *
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
ذات صلة
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول