لا أدري لم ينافق المرء وهو في وضع لا يُحيجه للنفاق.
ولو حاجَه إليه ينبغي له الترفع عنه لأنه مسلم يعلم علم اليقين أن ما قدّره الله كائن ؛ وأن النفاق شَين.يضع من قدر صاحبه تراى أحدهم ينافق لغيره ثم يشكو إليك تدخل من نُوفِقَ له في أموره.
أبتسمَ ؛ فيتعجب من ابتسامتي؛ فأقول له: نلت جزاءك ؛ إذ تصاغرت أمامه فوجد نفسه فوقك وجعلك دونه.
إنك أثبتّ لنفسك النفاق حين أطنبت في مدحه ؛ ثم شكوتَه؛ كن مسلما ذا شخصية متزنة ؛ واعرف لنفسك قدرها تفرض على الآخرين تقديرك واحترامك؛ وترتفع بعين نفسك وعيون الآخرين.
إنك حين تملقت ونافقت استحققت المنزلة الضعيفة ؛ فلا تلم غير نفسك إن تعالى عليك من أعليتَه؛ وأسقطك حين سقطت...
وأدرك صاحبَنا الصباحُ ؛ فامتعض من القول الصُّراح؛ ورأى وضعه انكشف... فتطامن وانكسف؛ وسكت.... وسريعاً انفلت... وغاب عني منذ ذاك..... فحمدت هذا الانفكاك.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول