كوسوفا في ذكرى الاستقلال - قيام شعب من تحت الرماد

كوسوفا في ذكرى الاستقلال.. قيام شعب من تحت الرماد


تقرير: عبد الباقي خليفة


أحْيَتْ كوسوفا يوم 17 شباط 2009 م الذِّكْرى الأولى للاستقلال، الذي جاء بعد مَخَاضَات عَسِيرة استمرّت عدة عقود، وقد تَجَمّع الألبانُ وعددٌ من أبناء الأقليات الأخرى في شوارع ومدن كوسوفا مُتَلحفين بالعَلَم الوطني، فيما رفع آخرون الأعلام الوطنية إلى جانب أعلام الدول التي اعترفت باستقلال كوسوفا وهي 54 دولة من بينها الولايات المتحدة وتركيا و22 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
جرت مراسم الاحتفال داخل برلمان بريشتينا في أجواء حميمية، وقال الرئيس فاطمير سيديو أمام البرلمان: «هذا اليوم انتظرَتْه أجيال كثيرة من الألبان، وإعلان الاستقلال كان أهم قرار في تاريخ كوسوفا وعلاقاته الدولية». وتابع: «نحن سعداء جدّاً بأننا أدركنا هذا اليوم الذي توالت أجيال وهي تحلم برؤيته».
وتحدث عن الذين يُعدّون رموزاً لاستقلال كوسوفا: «لدينا أبطال كثيرون، وفي ما يتعلق بالرموز هناك البطل إبراهيم روغوفا الذي يُعدّ رمزاً سياسياً للاستقلال, وآدم ياتشاري الذي يُعَدّ رمزاً لمعركة التحرير المسلح», وذكر أن إنجازات كوسوفا خلال عام من الاستقلال تَمَثّلت في إرساء دستور جديد،  وجيش وطني، ووكالة استعلامات أمنية، وحافظت على الأمن والاستقرار عكس ما كان يُروّج له البعض، على حدّ تعبيره.
أما رئيس وزراء كوسوفا هاشم تاتشي فأشار إلى أن «يوم 17 شباط هو ميلاد جديد لكوسوفا ولكل مواطن يعيش داخل حدودها» وقال: إنّ «كوسوفا ستقبل بحكم المحكمة الدولية» مؤكداً على أن القضاء الدولي «لن يعتبر استقلال كوسوفا غير قانوني، فنحن كنا جزءاً من يوغسلافيا وليس من صربيا».
وقال رئيس البرلمان يعقوب كراسنيتش: «الاستقلال من أهم الأحداث التاريخية في بداية الألفية الثالثة»، وتابع: «17 شباط هو اليوم الذي تحرّر فيه شعب كوسوفا وامتلك حريته وأعلن فيه استقلاله وسيادته».
وقال رئيس البعثة الأوروبية «يوليكس» إيف دي كيرمابون عشية الذكرى الثانية لاستقلال كوسوفا: «لن نتدخل في دستور كوسوفا (وحدة التراب والسيادة) وهذا الأمر لن يتغير». وأشار إلى قرار الاتحاد الاوروبي في 4 شباط 2008م الذي ينصّ على أن بعثة يوليكس تعمل وفق قرار مجلس الأمن 1244، وقال: «على الصرب فَهْم أن يوليكس تعمل لمصلحة جميع السكان في كوسوفا » ووصف التعاون مع قوات كي فور التابعة لحلف شمال الأطلسي ( 17 ألف جندي) بالممتاز


مجلة الأمان العدد (346)

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين