كلمة بين يدي لجنة مناقشة رسالة الدكتوراه

(تفاسير القرآن حسب ترتيب النزول دراسة وتقويم)

الحمد لله الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأفضل الصلوات وأكمل التسليمات على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاءنا بالهدى والبينات، فأخرجنا من ظلمات الجهل والضلالات، وهدانا لنور المعرفة والصالحات.... 

الأستاذ الدكتور نور الدين عتر المشرف ورئيس لجنة التحكيم 

الأساتذة أعضاءَ لجنة المناقشة..... 

السادةَ الحضور...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... وبعد:

فإنني أقف اليوم بين يدي حضراتكم، وقد امتزجت مشاعري بين فرح وخوف ورجاء، فرح بأن أتمَّ الله عليَّ هذا العمل الذي استغرق أكثر من خمس سنوات من عمري بعد تطواف طويل بين صفحات تفاسير القرآن على ترتيب النزول، دراسةً لمناهجها، وتمحيصًا لآراء أصحابها، وخوفٍ من أن أكون من الأخسرين أعمالًا، ورجاءٍ بأن لا يخيّب الله أملي في أن يكتب عملي هذا في صفحات القبول.

الأساتذةَ الكرام، الإخوةَ الحضور:

لو قلبنا النظر في تفاسير القرآن الكريم على مرّ القرون السابقة، وعلى اختلاف مناهجها، وتباين وجهات أصحابها، لوجدنا أنهم جميعًا قد التزموا في تفاسيرهم ترتيب السور والآيات حسب ما في المصحف الشريف، الذي حظي بإجماع الصحابة رضوان الله عليهم عندما جمعوا القرآن الكريم، ولم يلتفتوا في ذلك إلى ترتيب النزول للسور.

ولكننا نجد في القرن الأخير من هذا العصر أنه ظهر بعضُ التفاسير التي اعتمدت ترتيب نزول السور في تفسيرها للقرآن الكريم، وكان الدافع الذي اتفق عليه أصحاب هذا الاتجاه لعملهم هو: متابعة مراحل التنزيل، ومعرفة كيفية التدرج التشريعي، ومعرفة المتقدم من المتأخر...، ولم يكن ذلك منهم إنكارًا لِمَا أجمع عليه الصحابة، ومَن بَعْدِهم المسلمون عبر التاريخ الإسلامي من ترتيب المصحف الشريف.

وقد استأنس أصحاب هذا الاتجاه ببعض الآثار التي وردت عن الصحابة رضي الله عنهم، كالذي رُويَ عن سيدنا علي كرم الله وجهه، أنه كان له مصحف مرتب على حسب النزول، وكذلك ما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما من ترتيب للسور على النزول، و ما رُوي عن بعض التابعين وتابعيهم.

ولَمَّا كان هذا الاتجاه خروجًا على ما درجت عليه الأمَّة، وجرى عليه المفسّرون على مرِّ الأزمنة السابقة، وترتَّبت عليه بعض الآثار والنتائج، وأصبح ظاهرة تُتَّبَع من بعض المتصدّرين للتفسير، كل هذا وغيره دفعني لبحث ودراسة جوانب هذا الموضوع، الذي جعلتُ عُنوانه: ( تفاسير القرآن الكريم حسب ترتيب النزول دراسة وتقويم)، ليكون أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن.

وقد قصدت من بحثي هذا التعرفَ على مناهج هؤلاء المفسرين الذين التزموا الترتيب الزمني، والتعرف على آرائهم الخاصة، وبيان مدى صحّة وجواز الطريقة التي اتبعوها في التفسير، ومن ثَمَّ بيان معارضات ونواقض هذه الطريقة والمآخذ التي تُؤخذ عليها، وبيان أثر هذا المنهج في التفسير على بعض علوم القرآن الكريم.

وقد جعلت هذه الرسالة في مقدمة وبابين وخاتمة، تحدثت في المقدمة عن دوافع اختيار الموضوع، وجوانب أهميته، والحاجة الماسَّة إليه. 

وأمَّا الباب الأول من الدراسة فقصدت منه التعرّف على بعض علوم القرآن التي تتعلق بنزول القرآن الكريم وترتيبه لدراسة المنهج الذي سلكه هؤلاء المفسرون، مثلِ نزول القرآن منجمًا، وترتيبِ القرآن وجمعه، ومدى القدرة على معرفة ترتيب القرآن حسب النزول زمنيًا، ودراسة الروايات التي وردت في ذلك والحكم عليها، ومعرفةِ المكي والمدني، ومعرفةِ أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ..، مع بيان موقف أصحاب التفسير على النزول من هذه المباحث القرآنية.

وأمَّا الباب الثاني من الدراسة فتكلمت فيه عن جذور فكرة الترتيب على النزول ودوافعها، والآثار المترتبة عليها، ثم تناولت التفاسير التي أُلّفت على ترتيب النزول بالدراسة، مبيّنًا مناهج أصحابها وآراءَهم الخاصة، وبعد ذلك أقمت موازنة بين هذه التفاسير من حيث ترتيبُ النزولِ المعتمد، والدوافعُ والأسباب لاعتمادهم ترتيب النزول في التفسير.

وأما الخاتمة فذكرت فيها أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها من خلال هذا البحث.

هذا وقد كان أولَ هذه التفاسير ظهورًا واشتهارًا (التفسير الحديث) للأستاذ محمد عزَّة دَرْوزة، فقد ظهر في أوائل الستينيات من القرن المنصرم، وهو في عشر مجلدات.

ثم ظهر بعد فترة قصيرة التفسير الثاني الذي أُلِّف على الطريقة نفسها، وهو(بيان المعاني) في ست مجلدات، للأستاذ عبد القادر ملا حويش آل غازي العاني.

وقد ذكر الأستاذ ملا حويش بأنه لم يسبق إلى مثل هذا العمل، ولعلَّه لم يطَّلع على التفسير الحديث للأستاذ محمد عزة دروزة. 

ثم ظهر بعد ذلك كتاب بعنوان: (تفسير القرآن المرتب منهج لليسر التربوي) للدكتور أسعد أحمد علي، وأشار مؤلّفه بأنه سار في هذا التفسير على الترتيب التاريخي للنزول، واعتمد في هذا الترتيب على رواية ابن عباس وغيرها من الروايات ( كما قال)، ولم يشر إلى استفادته من تجربة من سبقه.

أما آخِرُ هذه التفاسير وفق ترتيب النزول فهو للأستاذ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، وقد سمَّاه: (معارج التفكر ودقائق التدبر) ولم يُتمَّه، صدر منه اثنا عشر مجلدًا، وذكر المؤلّف في مقدمته أنه سيطبق في تفسيره هذا قواعدَ التدبر الأمثل لكتاب الله، التي سبق أن ألَّف فيها كتابًا سمَّاه: (قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل).

وقد توصلت بعد دراستي لهذه التفاسير إلى النتائج التالية التي سأذكرها وفق ترتيب أبواب وفصول هذه الدراسة:

أولًا: لم يُعرف في تاريخ الإسلام تأليفُ تفسير كامل على ترتيب النزول إلى أن صدر التفسير الحديث للأستاذ محمد عزة دروزة، وتلاه تفسير بيان المعاني للأستاذ عبد القادر ملا حويش، ثم التفسير المرتب للدكتور أسعد علي، وأخيرًا تفسير معارج التفكر ودقائق التدبر للأستاذ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني.

ثانيًا: عَلَّل أصحابُ التفاسير على ترتيب النزول سلوك هذه الطريقة في التفسير بأنهم يريدون من خلالها: متابعة مراحل التنزيل، ومعرفة المتقدم من المتأخر، ومعرفة مراحل التدرج التشريعي.....الخ 

وقد قمت بمناقشة هذه الدوافع والأسباب، وبيّنت عدم إمكانية تحقق ما أرادوا.

كما أن هذه الدوافع والأسباب التي ذكروها لا ترقى للإقناع بمثل هذا العمل الذي خالفوا فيه جماهير المفسّرين قديمًا وحديثًا، وخرجوا فيه عن إجماع الأمة في ترتيب المصحف.

ثالثًا: كُتب القرآنُ في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان مرتبَ الآيات بإجماع العلماء، كما أنه مرتب السور في الرأي الراجح من أقوال العلماء، الذي تؤيده الأدلة الكثيرة.

رابعًا: القول بترتيب القرآن على النزول دعوى لا تصح نقلًا ولا عقلًا، لعدم وجود روايات صحيحة تبيّن الترتيب الزمني الدقيق والصحيح لنزول السور، ولحدوث التداخل الزمني بين فصول السورة الواحدة، التي لم تنزل جملة واحدة، بل تأخّر نزول بعض الآيات عن سورها، مما يعسر معه العلمُ بترتيب زمني لنزولها.

كما أن روايات الترتيب الزمني لنزول القرآن التي ذكرت في كتب علوم القرآن والحديث لا تصلح مستندًا لترتيب صحيح، وذلك لعدم صحتها سندًا ومتنًا، ولتوافر ما يعارضها من الروايات الصحيحة.

خامسًا: الترتيب الزمني الذي اعتمده أصحابُ التفاسير على النزول لا يتفق مع أي رواية من روايات ترتيب النزول التي ذكرت، مما يؤكد عدمَ صحة اتباع هذا الترتيب، ولقد تباينت آراءُ أصحاب التفسير على ترتيب النزول في حكمهم على رواية الترتيب التي اعتمدوها في تفاسيرهم، أما الأستاذ دروزة فشكك في ترتيب النزول ولم يطمئن إليه، وخالفه في عدد من السور، وأما الأستاذ ملا حويش والدكتور أسعد علي فلم يكن لهما في ذلك رأي يذكر، وأمّا الأستاذ حبنكة فخالف هذا الترتيب في موضع واحد، وجاء برأي لم يسبق إليه، فقال: إن ترتيب المصحف ظني، وأمّا ترتيب النزول فقطعي!!

سادسًا: ترتيب الآيات في سورها توقيفي بإجماع العلماء، أما ترتيب السور في المصحف فهو توقيفي في رأي أكثر العلماء بما فيهم أصحاب التفاسير على ترتيب النزول، باستثناء الأستاذ حبنكة فإنه يقول: إن ترتيب السور في المصحف اجتهادي.

سابعًا: لا يجوز تغيير ترتيب السور في الكتابة والرسم عند جمهور العلماء، وذلك لإجماع الصحابة، ولما تواتر عليه عمل الأمة على مر القرون.

وتستحب قراءة سور القرآن على ترتيب المصحف، وتكره مخالفة هذا الترتيب، وهذا رأي جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وطائفة من السلف.

وذهب أحمد في قول آخر وتابعه المجد ابن تيمية وبعض فقهاء الحنابلة وأبو بكر الباقلاني وابن بطّال إلى عدم كراهة مخالفة ترتيب السور عند القراءة.

ثامنًا: أدى اعتماد ترتيب النزول في التفسير عند أصحاب هذا المنهج إلى نتائج معكوسة، تخالف الأهداف التي قصدوها من طريقتهم في التفسير، كما تخالف ما صح من الروايات؛ وذلك لأن معرفة أصحاب هذه التفاسير للمكي والمدني ولأسباب النزول كانت مرتبطة بالترتيب الذي اعتمدوه، أو اجتهدوا في اختياره ـ كما فعل دروزة ـ مما دفعهم إلى إنكار الروايات الصحيحة، أو تضعيفِها، أو الشكِّ فيها، أو التوقفِ في قبولها، أو إهمالِها في حال أفادت حُكمًا يخالف ما في هذا الترتيب المعتمد، أو تخريجها بما يتوافق مع الترتيب الذي اعتمدوه.

تاسعًا: أصل فكرة ترتيب المصحف على النزول هو من قول بعض الفئات المخالفة للسنة، بدأ من زعمهم بأنَّ لعلي رضي الله عنه مصحفًا مرتبًا على النزول، وقد تبنى هذه الفكرة في القرن التاسع عشر الميلادي وما بعده جمع من المستشرقين، وحاول نشرها بعض أبناء جلدتنا.

عاشرًا: لم أقف على كلام للعلماء السابقين يبين حكم تغيير ترتيب السور في خصوص التفسير بالذات، ولكن يبدو لي أن القول بمنع مثل هذه الطريقة في التفسير لا يبعد، وذلك لما يأتي: 

أ ـ أن المستند الذي اعتمد عليه أصحاب التفاسير المرتبة على النزول لترتيب السور وفق نزولها (مع تغييرهم في هذا الترتيب كما رأينا) لم يثبت على النقد، لا سندًا ولا متنًا، وبالتالي لا يصلح للاحتجاج به.

ب ـ أن أصحاب هذه التفاسير لم يلتزموا بترتيب رواية معينة، إنما اعتمدوا على ترتيب ملفق من عدة روايات، كما أن بعضهم غير هذا الترتيب حسب ما أداه إليه اجتهاده، كالأستاذ دروزة، والأستاذ حبنكة.

ج ـ أن ترتيب النزول المعتمد في تفاسيرهم له من النواقض والمعارضات في الروايات الصحيحة ما يفقد الثقة به.

د ـ أن الاعتماد على روايات ترتيب النزول في التفسير أدى إلى نتائج معكوسة، بسبب تقديم ما حقّه التأخير، وتأخير ما حقه التقديم، وجعل المكي مدنيًّا، و المدني مكيًّا،... وهكذا، فَرَدُّوا بعضَ الروايات الصحيحة التي تُعارض الترتيب الذي اعتمدوه، سواء في المكي والمدني أو في أسباب النزول، وتوقَّفوا عن الأخذ ببعضها مع صحته، وشككوا في بعض تلك الروايات.

هـ ـ أن ما أراده أصحاب الترتيب على النزول من متابعة مراحل التنزيل، ومعرفة المتقدم من المتأخر، ومعرفة مراحل التدرج التشريعي، غير متحقق؛ للتداخل القائم في نزول السور، فعدد من السور لم تنزل فصولها متتابعة، كسورة البقرة، وسورة آل عمران... وغيرهما.

و ـ التفسير على ترتيب النزول يغيّب عن ذهن المفسر ذلك الترابط القائم بين سور القرآن، فلذلك لم نجدهم يهتمون بالمناسبات بين السور، ولا بنظام القرآن.

ز ـ أن في هذه الطريقة مخالفة للترتيب الذي رضيه الله تعالى لكتابه، وأجمع عليه صحابة رسول الله رضي الله عنهم، والأمة جيلًا بعد جيل.

ح ـ هذه الطريقة في التفسير تزيد من مشقة الباحث عند ما يريد مراجعة تفسير آية أو سورة، فهو يحتاج قبل ذلك أن يتعرف على ترتيب النزول، أو أن ينظر في التفسير مجلدًا مجلدًا إلى أن يصل إلى طلبته. 

ط ـ اعتماد هذا المنهج في التفسير قد يفتح الباب أمام أصحاب النفوس المريضة و أعداء الإسلام من مستشرقين ومستغربين، فينالون من قدسية كتاب الله تعالى.

حادي عشر: من خلال دراسة التفسير الحديث للأستاذ دروزة نجده قد أغرق في تحكيم عقله، فنتج عن ذلك آراءُ عقدية مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة، كإنكاره رؤية الله تعالى في الجنة، وبعضها الآخر مخالف لما عليه الأمة كرأيه في الملائكة والعرش والجن والقضاء والقدر، وبعض أشراط الساعة: كالمسيح الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، وخروج الدابة، ويأجوج ومأجوج، والحياة الأخروية، ومشاهد يوم القيامة بشكل عام، ورأيه في السحر. 

وقد قمت بمناقشة هذه الآراء الخاصة وبيَّنت وجه الحق فيها وفق مذهب أهل السنة والجماعة.

ثاني عشر: طرح الأستاذ دروزة فكرة خطيرة قَسَّم فيها القرآن إلى أسس ووسائل، ومكمن الخطر في هذه الفكرة أنها تجعل أكثر النصوص القرآنية من الوسائل، بما فيها القصص القرآني، وبالتالي يتمكّن من حمله على غير ظاهره، ويعتبره من المتشابهات، وهو يرى أن الوسائل إنما جاءت للتدعيم والعظة والعبرة وليست مقصودة بذاتها. وقد رددت على هذه الفكرة وبينت خطأها وخطرها.

ثالث عشر: وأما تفسير بيان المعاني للأستاذ ملا حويش فلم يخل من بعض الأراء الخاصة التي خالف فيها مؤلّفه ما عليه جمهور علماء المسلمين، سواء في العقيدة كرأيه بأن الكتب السماوية نزلت باللغة العربية، ورأيه بإيمان أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، أو في علوم القرآن كرأيه في القراءات، ورأيه في التفسير العلمي، أو في الحديث كتضعيف بعض الأحاديث الصحيحة، وقوله بأن في البخاري ومسلم الصحيح والحسن والضعيف والمنكر، و قد ناقشت كل ذلك وبينت وجه الحق فيه.

رابع عشـر: وأما التفسير المرتب للدكتور أسعد علي فهو لا يعدو عن كونه تأمّلات خاصّة لا تستند إلى نصوص ولا إلى أدوات كافية يحتاجها المفسّر لكتاب الله تعالى، إضافة إلى أراء عقدية مخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة.

خامس عشر: أمّا تفسير معارج التفكر للأستاذ حبنكة فهو أبعدها عن الانحرافات الفكرية، لما يتمتّع به الشيخ رحمه الله تعالى من أصالة في الفكر، وإحكام للأدوات، باستثناء طريقته في التفسير التي لم يدرس مستندها دراسة كافية قبل الإقدام على هذا العمل.

هذا وقد واجهتني في بحثي هذا مصاعب جمّة سألت الله تذليلها، ولعل من أبرزها ضخامة المادة العلمية وتشعبها وتنوع مواردها، فمن كتب علوم القرآن إلى التفاسير التي سلك أصحابها منهج التفسير على ترتيب النزول(1)، وتباينت توجهاتهم ومشاربهم، إلى كتب الحديث والعقيدة والفقه وغيرها لمناقشة آرائهم الخاصة، مما أدى إلى ضخامة المادة العلمية وطول الرسالة، وقد بذلت جهدي في ذلك، فإن أصبت فمنه سبحانه وله الحمد، وإن أخطأت فمن نفسي.

أخيرًا:

أتقدم للأستاذ المشرف بخالص الشكر والعرفان، مقدّرًا جهده وتحمله لضخامة الرسالة، وسائلًا المولى أن يجزيه عني أفضل الجزاء وأتمه، كما أقدر تجشم الأستاذ الدكتور حيدر محمد سليمان المنصوري (حفظه الله تعالى) مشاق السفر للتكرم لمناقشة رسالتي هذه سائلا المولى أن يجزيه عني خير الجزاء، وللإخوة القائمين على هذا الصرح العلمي المبارك جزيل الشكر والامتنان لما قدموه لي من تسهيلات ساعدتني على إتمام دراستي، وأخص منهم بالذكر فضيلة الدكتور صلاح الدين كفتارو، سائلًا المولى أن يجزي عني كل من قدم لي معروفًا خير الجزاء. 

أسأل الله تعالى أن يجعل عملي هذا عملًا مقبولًا عنده، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

(1) وقد بلغت (30) مجلدًا، ( 10 ) لدروزة، و ( 6 ) لملا حويش، و ( 1) لأسعد علي، و ( 13) لحبنكة مع قواعد التدبر الأمثل.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين