كلمة بلا زمام تتبرأ من صاحبها !!

الأستاذ أحمد بلال بيانوني

عظم أمره، وجلَّ شأنه، حتى غدت كلمة منه يَنال بها صاحبُها رضوان الله تعالى إلى ما شاء الله، أو يهوي بها في جهنم سبعين خريفا ..! كما جاء عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) (البخاري، ومسلم من حديث أبي هريرة)، فاللسان طريقه سهل وسريع إلى فؤاد المرء؛ قال يونس بن عبيد: « ما من الناس أحد يكون لسانه منه على بال، إلا رأيت صلاح ذلك في سائر عمله ».
 
ولعلك تسأل: ما سبب هذا الخطر العظيم في اللسان؟ فالجواب: أنه من كثرة آفات اللسان، من غيبة ونميمة، وكذب وفُحْش، ومِراءٍ، وإيذاء للخلق، وانتهاك للحرمات…. إلخ، وكل ذلك سهل على اللسان، محبب للطبع بفعل الشيطان وتزيينه.
 
فعلى الحصيف الأريب الذي يخشى على دينه وعمله أن يشدّ لكلماته خطامها وزمامها، فكما قيل: ربَّ كلمةٍ قالت لصاحبها دعني!. لذلك عظمت فضيلة الصمت ففيه سلامة، وإنه وقار، وزينة، هذا مع ما فيه من جمع الهم ودوام الوقار والفراغ للفكر والذكر والعبادة. قال وهيب بن الورد رحمه الله : « إن الرجل ليصمت ، فيجتمع إليه لبه » وقد قيل: طول الصمت مفتاح العبادة

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين