السُّنةُ النبويةُ كنزٌ يتوهج، مَن اقترب منها أضاءتْ له طريقَه.
وهي نهرٌ عذبٌ رقراق، مَن اغترفَ منها رويَ، وسرى الريُّ في جوانحه.
***
الشيخُ (المُربّي) يأخذُ بما كانت عليه مجالسُ (النبي)، صلى الله عليه وآله وسلم.
***
سيطرَ حبُّ السماع على المريدين، والأملُ بالشيوخ المرشدين حضُّهم على قراءة العلم، وإقامةُ مجالس علمية لهم، والاقتصارُ من السماع على القليل، اقتداءً بالمشايخ العارفين، والسادات المربين.
***
مِن أنفع الأعمال أنْ يعقد الشيخُ لأصحابهِ وأحبابهِ وطلابهِ مجالسَ يقرأ لهم فيها كتابًا بعد كتابٍ، مِن تراث السابقين الموفقين.
***
التكايا والزوايا والخانقاهات مدعوةٌ إلى مراجعة العادات، وتجديد الاهتمامات.
***
الإكثارُ من السماع لا يُؤدِّي إلى الانتفاع.
***
مجالسُ السماع ليستْ مجالسَ ذكر خالص لله عز وجل، وفي عددٍ منها يطغى مدحُ المشايخ على ذكر الله.
***
كم يمضي من الوقت في مجالس مكرورةٍ معادةٍ على نفس الأناشيد والضرب على الدفوف، وهل أثمرَ هذا مزيدًا من الهمة في العلم والتعلُّم والتعبُّد والتورُّع والتدرُّج في معراج السالكين؟
***
الاحتفاءُ الحقُّ بالنبي الكريم والرسول الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم هو بالإقبالِ الصادقِ على سنته، والإكثارِ مِن تتبعِ طريقته، وطلبِ المزيدِ من حكمته.
***
رأيتُ احتفالات بالمولد يُقلِّد فيها المنشدون المغنيين الذين يطلبون من الجمهور الغناءَ معهم، ومشاركتَهم في الغناء، وهذا شيءٌ ممجوجٌ.
***
التوسُّعُ في المُستحدثات يُؤدي إلى منكرات، لا تضبطُها القواعد، ولا تقعدُها الضوابط.
***
المستحدَثات يَجرُّ بعضُها بعضًا، وإذا انفرط العقدُ كرّتْ حباتُه.
***
العلاقةُ بالأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام أعمقُ مِنْ أنْ تُحْصرَ بذكرى ولادة، أو وفاة.
***
تنزيلُ الأناشيد الدينية على ألحانِ أغانٍ مِن أغاني أهل الدنيا مخلٌّ بالأدب، مشعرٌ بعدم التعظيم.
***
هل كان السلف يتجمعون هكذا لسماع الأناشيد المُغناة والتصفيق والتمايل والطرب واستخدام المعازف؟
***
الاحتفالاتُ بالذكريات الدينية خرجتْ عن المقصود الدَّعوي إلى دعايات ودعوات وادعاءات.
***
إذا أخذت البدعُ في التمدُّد أخذت السُّننُ في الانكماش.
***
كلما رأينا انفلاتَ البدع والمبتدعين علمنا ما كان عليه المُضيّقون مِن بُعْد نظرٍ، وصواب قولٍ، وسداد رأيٍ.
***
كثر الافتئاتُ على صاحب الشريعة، وكأننا أرحمُ منه، أو أكثرُ حرصًا، أو أشدُّ رغبةً.
***
للعلم شروطٌ وأحكامٌ وآدابٌ، وللفتوى ضوابطُ، وللتدريس مناهج ومستلزمات، فما هذا التهريج الذي نراه هنا وهناك؟
***
لم لا ينصرف المرءُ إلى شأنه، ويشتغلُ بعلمهِ، ويتعمقُ في مجاله؟
***
الغلو مذموم، والتفريط محروم، والإفراط ملوم، والابتداع مشؤوم.
***
العاقل مَن عمل بعلمٍ وافقَ الدليل، وانتهجَ سواءَ السبيل، ولم يجنحْ إلى قال وقيل.
***
في السُّنن كفايةٌ، وفي الاتباع وقايةٌ، وفي الخوف من المُحْدَث هدايةٌ، ومَن تبع الهوى استتبعته الغواية.
***
البحثُ عن الدليل نعمة، والاقتداءُ بالسلف عصمة، والتمثُّل بحال النبي صلى الله عليه وسلم حكمةٌ وأي حكمة.
***
العمر فرصة، وضياعُ الفرصة غصة، والسعيدُ مَن كان له من الهدي النبوي حصة.
***
وأخيرًا أقول لنفسي ولكل مريدٍ سالكٍ الطريق إلى ربه:
اختمْ ختمةً للعمل:
تقولُ لنفسك عند كل آية: ما نصيبي منها وكيف أحوِّلُها إلى واقع.
***
استذكرْ دائمًا أن نظافة قلبك طريق نجاحك، قال تعالى: (فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قريبًا). [الفتح: 18].
***
اقرأ تراجم الزُّهاد والعُبّاد وأهل الورع وانظرْ أين أنت منهم... قلِّب النظرَ في "صفة الصفوة"، و"مجمع الأحباب"، وأمثالهما، واستيقظْ قبل فوات الأوان.
***
نحن نحبُّ نفوسنا وهي أعدى أعدائنا، فكيف نوفقُ بين هذا التعارض؟ هذه هي المعادلة التي تحتاجُ منّا الاهتمامَ والجد والاجتهادَ والعملَ.
***
اصرفْ جزءًا من وقتك لقراءة "رياض الصالحين"، أو "المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح"، أو ما شابههما، واحفظْ ما استطعتَ حفظه، وانظرْ كم ستجد في قلبك مِن نور، وفي صدرك مِن انشراح، وفي نفسك مِن تغيُّرٍ وصلاح.
***
السالكُ طريق الآخرة يأخذُ بالأعلى والأجلِّ والأفضل والأورع، ولا يستجيبُ لنوازع النفس، ولا يترخصُ برخصها قدر الإمكان.
***
إذا اشتبهت الدروب، وحرنا في المطلوب، فلنتشبثْ بالدعاء، فهو بركة ونجاة وشفاء.
***
وبعدُ: فقد قال الشاعر:
أية نارٍ قدحَ القادحُ …... وأي جدٍّ بلغَ المازحُ
لله درُّ الشيب مِن واعظٍ …... وناصحٍ لو قُبِلَ الناصحُ
يأبى الفتى إلا اتباعَ الهوى …... ومسلكُ الحق له واضحُ
فاعمدْ بعينيك إلى نسوةٍ …... مهورهنَّ العملُ الصالحُ
لا يجتلي الحوراءَ مِنْ خِدْرِها …... إلا الذي ميزانُه راجحُ
مَن اتقى اللهَ فذاك الذي …... سِيقَ إليه المتجرُ الرابحُ
فاغدُ فما في الدينِ أغلوطةٌ …... ورحْ لِما أنتَ له رائحُ
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول