كفارة الغيبة
نص الاستشارة :
السلام عليكم بارك الله في موقعكم.. أريد أن أعرف كفارة الغيبة عندما أجلس مع زوجتي تذكر سيرة أناس تضايقت منهم، وأحيانا من أقاربها بسبب مشاكل ومضايقات، مثلا بين خالتها وأخواتها فتحكي مع أختها ويتكلموا عن خالتهم.. وأحيانا تذكر سيرة بلدان ومدن حتى الشعب الصيني بسبب وباء كورونا أو أي شعوب.. وأحيانا عندما أجلس مع أهلي أو أزور خالي أو خالتي فإنهم يتكلمون عن الناس، وقد يشتمون بعض أهل الصناعة والحرف، من كهربائيين وسباكين ونجارين، أو أي صنعة.. وأحيانا أجلس مع أناس يتكلمون في أعراض أشخاص قد توفوا. أنا لا أعرف أسماء جميع الناس الذين اغتبتهم أو شتمتهم أو كنت قاعداً في مكان فيه غيبة، لأنها منذ زمن قديم. فكيف أتوب وأتحلل من ذلك. آسف للإطالة وشكرا لكم.
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله..
الغيبة هي ذكر المسلم في غيبته بما فيه مما يكره نشره وذِكره، أما عدم تعيين شخص محدد فلا يعدُّ غيبةً كأن تقول آل فلان كذا، أو فيهم كذا وكذا، أو هذا الشعب فيهم كذا وكذا.. فهذه لا تدخل في الغيبة، وقد تدخل في انتقاص الناس واحتقارهم فيجب على المسلم صون لسانه عن مثل هذا الكلام.
وإن لم تذكر شخصاً بعينه لكن السامع يعلم من تقصد بكلامك فهذه تدخل في الغيبة.
وقد نهى الشرع الحنيف عن الغيبة وغلَّظ في ذلك لما تسببه من شحناء وقطيعة وتدابر في المجتمع المسلم. وإن كنت في مجلس فيه غيبة فانصحهم، فإن استجابوا وإلا فاهجر ذلك المجلس واتركه. ولعل أفضل علاج في الإقلاع عن الغيبة أن تلزم نفسك بصدقة بقدر معين من المال كلما اغتبت شخصاً، فلن تعود لذلك مرة أخرى.
والتحلل ممن اغتبته تكون بالدعاء والاستغفار له، والإحسان إليه في غيبته كما أسأت إليه في غيبته. وإن علِمت أنه قد بلَغ الكلامُ للشخص الذي اغتبته فتحلَّل منه، فإن لم يعلم فلا تُبلغه بل استغفر له وادعُ له. وكذلك لو علمت أنك لو أخبرته ستزيد العداوة، فإنه يكتفى بالدعاء والثناء عليه والاستغفار له.
قال الإمام الغزالي: وأما العِرْض فإن اغتبته أو شتمته أو بهته فحقك أن تكذب نفسك بين يدي من فعلت ذلك عنده، وأن تستحلَّ من صاحبك إذا أمكنك إذا لم تخش زيادة غيظ وتهييج فتنة في إظهار ذلك وتجديده، فإن خشيت ذلك فالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى ليرضيه عنك. انتهـى.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول